تساؤلات
أنا الأخت الكبرى ومن المرحلة الابتدائية وأنا أنكر أنوثتي بشكل واضح ولا أقبل أبدا بلبس فساتين البنات مثلا عكس أختي الصغرى، والدي ووالدتي مثقفين لأبعد حد عن التربية وبالتالي كانوا يرون أنني علي أن أختار ملابسي بنفسي لزرع الثقة بنفسي والاعتماد على النفس ولهذا كنت أختار دائما ملابس من قسم الأولاد ولم أكن ألعب في الشارع مع الأولاد أبدا أو أتصرف بعنف مثلهم أبدأ، بل إني كنت هادئة ومنتظمة في ألعاب رياضية ككرة القدم والسباحة والكونغفو بتشجيع من الأهل وحرص منهم على توصيلي لشدة حبي للحركة والرياضة، لم يحدثني أحد بشكل مباشر عن "ستايلي الرجولي" ولكن في بعض الأحيان كان يعرض علي الأهل أن ألبس بعض الملابس البناتية مقابل تشجيع أو هدية ولم أكن أرضخ لذلك أيضا، أذكر بعض الأحداث المخجلة لي حيث عرضت على أختي أن نختبأ خلف الكنبة لتحسس بعض الأماكن ولكن والدتي لاحظت ذلك ومنعتنا بهدوء وحكمة ولكن فعليا لا أذكر لماذا أردت فعل ذلك فهو شيء ليس بمحض إرادتي ولم أكن أفكر بطريقة جنسية ومصدومة من نفسي إلى الآن.
في المرحلة الإعدادية ما زلت تلك الفتاة التي تعشق ملابس الأولاد وبدأت أغضب من كوني فتاة وأتمنى بل وأدعو كثيرا أن أكون ولدا ليكون لي فرصه أكثر في الانضمام لنوادي رجالية حيث أنها أمتع وأكثر احترافية من نوادي البنات، وعند بلوغي كنت مثقفة من قبل أهلي عن الأمر بشكل كامل ولكني صدمت بشدة وأخفيت عنهم قرب السنة حتى علمت أمي وكان علي الرضوخ للأمر الواقع بأنني فتاة لا مفر.
باختصار كنت فتاة هادئة من ناحية الكلام ولكني أحب الرياضة والحركة وأتمنى أن أتحول لولد بأي شكل من الأشكال، ودراسيا لم أكن أدرس يوميا ولا حتى قبل الامتحان ولكني أركز بشكل يفوق الوصف في الصف وعند الامتحان أعتمد على ذاكرتي السمعية وأسترجع كل ما قيل في الدروس وبالتالي أتحصل على أحد المراكز الأولى في المدرسة حيث يصدم الجميع بإهمالي للدراسة وحصولي على أعلى العلامات بدون أي كلمة غش.
وبالنسبة للأصدقاء أحب الناس كثيرا ومصاحبتهم وأستطيع الاهتمام بالكثير من الصديقات في نفس الوقت ولا أحب تقليص صداقاتي لعدد قليل أبدا، وبالتالي كان لي شهرة واسعة استمرت حتى بعد خروجي من المدرسة وانتقالي للثانوية لمدرسة أخرى حيث يفوق عدد طالباتها الألف طالبة وبالتالي كانت لي جنة حيث أستطيع لقاء عدد أكبر من الصديقات.
إلى هنا لم أكن أهتم بالأفكار الجنسية أو الشاذة ولم يثيرني البحث والاستطلاع عنهم بالرغم أن تلك المرحلة أغلب الفتيات تبدأ بالبحث عن الحب والعلاقات مع الشباب، إلى يوم ما كنت في تدريب رياضي ورأيت إحدى الفتيات وشعرت بدقات قلب غريبة وشبه خجل وتكركب كل ما في داخلي هل هذا إعجاب أم حب أم ماذا؟! ذهبت وتحدثت معها وأصبحنا أصدقاء مثل باقي الصديقات ولكن مع إحساس معين في القلب ولهفة وفرحة عند الحديث إليها ولم يكن هناك أي تفكير شاذ بلمس أو جنس أبدا أبدا
توالت الأيام وـصبحت شيئا فشيئا أجبر نفسي على ارتداء بعض الملابس البناتية حتى أصبح أغلب ملابسي بلون زهري ولكن ما زلت أختار الملابس الرجاليى ولم أنتهي منها. وسافرت للجامعة في بلد أجنبي آخر وتكرر ما حدث معي لإعجاب وخجل ولهفة وكركبة عند رؤية فتاة أخرى معي في القسم، وكالعادة صادقتها وأصبحنا أصدقاء مقربين جدا في فتره قصيرة بالرغم من أني كنت أكره وجود صديق واحد مقرب لي بل أفضل دائما وجود الكثير من الأصدقاء المقربين في وقت واحد، بعد سنة من تعارفنا اعترفت لي صديقتي بأنها تحبني بطريقة شاذة وتفكر في جنسيا، صدمت بالطبع لأني لم أكن أكترث لهذا الأمر في السابق حتى عندي إعجابي الشديد بالفتيات الخارج عن إرادتي !! "نعم أريد تفسيرا لذلك الإعجاب المتكرر لفتيات من فضلكم؟".
وبسبب وجودي في مكان يسمح بتلك التجاوزات وبعدي ذلك الوقت عن الدين حصلت بعض التجاوزات بيننا بالرغم من أني أكرر لها أني لا أراها بهذه الطريقة الجنسية الشاذة وأنها مجرد صديقة أشعر معها بإعجاب وخفقان في القلب...
بالنسبة للشباب دائما ما أراهم بلا شخصية وخصوصا في قسمي الجامعي حيث يكثر عدد البنات المتميزات ويأتي الشباب في ذيل القائمة وبالتالي لم أعجب بأي منهم ولا أشعر بالخجل منهم فقط أعاملهم بكل قوة شخصية في حدود الاحترام الشديد وإلى الآن لم ألتقي بشاب يثير فضولي أو إعجابي.
بعد مرور السنين ازدادت التجاوزات كثيرا بيني وبين الفتاة ولكن في يوم ما في رمضان قررنا التوقف عن ذلك والعودة لله وبالفعل تبنا إلى الله وأصبحت صداقتنا أقوى من السابق وعدنا للصلاة الحمد لله، ارتاح قلبي وعشت أياما سعيدة بتوبتي والتزمت بلبس عباءة واسعة أكثر سترا ولكن ما زلت أختار الملابس الرجالية للمنزل وأماكن الرياضة الخاصة بالبنات بالرغم مع أني تعايشت بكوني أنثى واستحالة تحولي لولد !
ومرت السنين وانتقلت لدولة أجنبية أخرى لإكمال الدراسات العليا، ثم صدمت بجامعتي المعروفه بشدة إلحادها وعلمانيتها وكثرة الشواذ بها "هي من أكثر الجامعات شهرة في مجالي ولا تقبل كل سنة إلا أجنبي واحد وهم من اختاروني للدراسة عندهم" كنت أدعو الله كثيرا بأن يرزقني أفضل جامعة تناسبني لإكمال الدراسة ثم تم قبولي في هذه الجامعة وأصبحت الآن أعيش في غربة أهل وغربة دين !
واجهت الكثير من العنصرية أيضا وهو شيء لم أعتد عليه أبدا في البلدان السابقة وأظن السبب هو مظهر ملابسي فأنا الوحيدة التي ترتدي العباءة بينهم ولا يوجد غرفة للصلاة في الجامعة فأضطر للمشي خارجا نصف ساعة لكل صلاة "لاستحالة الصلاة في أي زاوية في الجامعة الذي قد يعرضني لإيذاء متعمد منهم" مما يجعلني عرضه للتأخير أكثر وبالتالي اتهامي بالإهمال!
بعد مضي أول سنة في الجامعه لم أستطع تكوين أي صداقة مع زميلاتي لخوفهم من مظهري على مايبدو ولاختلاف اللغة التي لا أجيدها بطلاقة "أتحدث خمس لغات بطلاقة ولكن لغتهم ما زلت أتعلمها وأتحدثها بشكل بطيئ مما يجعلهم لا يصبرون على إكمال حديثي وهم لا يتحدثون إلا لغتهم".... وكما وضحت في السابق أهمية الصداقات في حياتي مما جعلني عرضه لاكتئاب أكثر لأول مرة في حياتي بعد سبعة وعشرين عاما من السعادة والتفاؤل!!
بالطبع لي أصدقاء آخرون خارج الجامعة ولكني أقضي الكثير من الوقت في الجامعة مع الزميلات ونسافر للبحوث في الخارج معا ونبيت بالأيام وبالتالي تأتيني نوبات اكتئاب أكثر من عدم وجود صديقات لي والتزامي بالصمت بشكل كامل لأيام.
بعد أسعد أيام حياتي انصدمت بأتعس أيام جعلتني لا أتوقف عن البكاء يوميا بالرغم من أنني في السابق قد تمر سنة ونصف بدون بكاء تماما وبكيت فقط على وفاة مقربين مني ولا أبكي أبدا بسبب حالة نفسية أخرى مهما كانت! وأحمد الله على الثبات على دينه حيث لم أهتز أبدا إلى الآن بالرغم من وجود المشروبات الكحولية في كل مكان بل والمجانية أيضا!
بعد كل الانحدار في حالتي النفسية والمرور باكتئاب كبير وبعد محاولات كثيرة بالخروج منها، أنصدم بإعجابي بفتاة معي بالجامعة إعجابا شديدا! وبالتالي زادت حالتي سوءا، في الصباح أراها في المحاضرات من بعيد حيث يخفق قلبي بشدة وأتمنى الحديث معها، ولكن بعد عشر ساعات من المحاضرات تستنفذ طاقاتنا ولا يبقى مجال للتعارف والصداقة أرجع للمنزل خائبة بقلب مكسور أكثر اكتئابا وأسهر الليل بدعاء الله لهدايتها أولا وتسهيل طريقة للتحدث معها.
بعد مرور الشهور لم أستطع التحدث إليها بشكل كبير لبطئي في الكلام ولعدم معرفتها أي لغة أخرى ولكن على الأقل تبادلنا الأرقام وأقوم بالاطمئنان عليها كل فترة، إلى أن رأيتها في محاضرة وكانت تجلس بالقرب مني وتكرر حدوث لمسات منها ليدي لا أعلم ماذا تعني بها هي ولكنها لمسات مقصوده قد تكون كنوع من التعبير عن الامتنان.... ولكن ما حدث لي غير متوقع حيث بدأت الشعور برغبة لمسها أكثر والتقرب الجسدي منها ولكن ما زالت بطريقة بريئة غير جنسية مباشرة....
الآن أنا في حيرة من الأمر لماذا يحدث لي ذلك الإعجاب الغريب مع الفتيات ؟ وليس مع الشباب ؟ بالرغم من أنني أدعو الله كثيرا بالزواج ولكن لم يحن وقت رزقي بعد... فأنا من الداخل غير شاذة وأرغب بزواج طبيعي، ولكن كل إعجاباتي غصبا عني وبغير إرادتي هي مع بنات!! وتطورت الآن برغبة أكبر بالرغم من أنني لا أريد ذلك وأمنع نفسي بالتفكير فيها ولكنها تأتي بغير إرادتي أبدا!!
أتمنى أن أجد أيضا تفسيرا لعقدة الملابس الرجالية التي ما زلت أرتديها إلى الآن ولا أستطيع تخيل أنني أرتدي الملابس الخاصة بالنساء برغم من تفهمي لكوني فتاة!
هل توجد علاقة بين حبي لأن أصبح ولدا وبين إعجابي بالبنات؟
ونصيحة لخروجي من الاكتئاب الشديد وطريقة للتوقف عن البكاء وتقبلي للواقع من حولي؟
آسفة للإطالة ولكني فضلت الشرح من البداية لوضوح الصورة بالرغم من اختصار الكثير من التفاصيل بالطبع.
وأشكركم على حسن قراءتكم وأنتظر الرد بفارغ الصبر ! جزاكم الله خيرا
1/1/2020
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
أعراض طبنفسية
أعراض موجبة
لا توجد أعراض ذهانية.
أعراض سالبة
لا توجد إشارة إلى اعراض سالبة.
التوازن الوجداني
تنافر جندري حول الهوية الجندرية وتاريخ مشاعر اكتئابية.
الفعالية المعرفية لا يوجد دليل على تدهور الأداء المعرفي.
سلوكيات
توجه جنسي مثلي. تاريخ طبي
اضطرابات نفسية
لا توجد.
اضطرابات طبية
لا يوجد.
تاريخ شخصي
صدمات Trauma
لا توجد أي إشارة إلى صدمات نفسية.
تأزم عائلي
Family Conflictsلم تتطرق إليها.
تاريخ مهني
Employmentطالبة دراسات عليا.
تاريخ جنسي
Sexual Historyإشارة إلى أكثر من علاقة عاطفية مثلية.
تشخيص طبنفسي محتمل
التنافر الجندري.
لا يمكن استبعاد وجود اضطراب اكتئابي.
توصيات الموقع:
سؤالك الأول يتعلق بالإعجاب المتكرر بالفتيات والجواب هو توجهك الجنسي المثلي. لا يمكن للموقع ولا غيره تفسير هذا التوجه بصورة قاطعة ولكن ما هو في غاية الوضوح نفورك من هذا التوجه وعدم القدرة على التعامل معه.
الجانب الثاني من استشارتك يتعلق بهويتك الجندرية المختلطة من أنثى إلى ذكر وشعورك بالتنافر من هذه الهوية وأيضاً عدم قدرتك على التعامل معها. يجب أن يتم حسم ذلك.
اجتمع تنافر التوجه المثلي مع تنافر الهوية الجندرية وهذا هو سبب الاكتئاب.
الخطوة الأولى الذي يجب عملها هو التوجه إلى استشاري في الطب النفسي لتحديد طبيعة وشدة الاكتئاب وعلاجه إذا اقتضى الأمر. الخطوة الثانية هي دخولك في علاج نفساني للتخلص من هذا التنافر وربما أنت بحاجة إلى جلسات يفوق عددها ١٢ جلسة.
الخطوة الثالثة هي سعيك للسيطرة على ظروفك البيئية والدخول في علاقات اجتماعية صحية وتنظيم إيقاعك اليومي. توقفي عن شراء الملابس الرجالية وتصرفي كما تتصرف أي أنثى في عمرك وحاولي القبول بهويتك البيولوجية التي هي أنثى.
وفقك الله.