ذكريات التحرش ولوم الذات والوسواس
حياتي تدمرت ساعدوني !!!
السلام عليكم لا أعلم من أين أبدأ ... الأمر بدأ عندما كنت صغيرا كانت تأتيني أفكار سيئة عن الله عز وجل من غير إرادتي ورغم أني كنت أحاول منعها لم أكن أستطيع ثم تحولت هذه الأفكار مع مرور الوقت إلى مخاوف وشكوك فوق اللازم.
مثلا كالخوف من قطع الطريق لأنني أقول في نفسي إذا قطعت الطريق سأصاب بحادث والخوف من إشعال النار لأنه تأتيني أفكار بأنني إذا أشعلت النار سأحترق بل أحيانا أذهب مباشرة بعد أن أقوم بإشعال النار إلى المرآة لأتفحص وجهي لأؤكد لنفسي أنني لم أحترق.
وكذلك قبل النوم كنت أطفئ النور وأستمر في الضغط عليه لأتأكد أنه مطفأ رغم أنني أراه مطفأ ... ثم بعد مرور سنوات تخلصت من هذه الأفكار وظهرت أفكار جديدة لا زلت أعاني منها إلى الآن.
وتتمثل في أفكار تدعوني لإيذاء الآخرين فأصبحت خائفا أن أفقد السيطرة على نفسي وأقوم بإيذاء الآخرين بل أصبحت أتجنب الاختلاط معهم خوفا من أن أقوم بتطبيق تلك الأفكار ووصل بي الأمر إلى أنني أبدأ في الشك في نفسي وأقول هل قمت بتطبيق تلك الأفكار ؟؟؟! رغم أنني متأكد بأنني لم أقم بها !!! وأبدأ في إعادة الذكريات في رأسي بلا جدوى.
ثم مؤخرا بدأت تظهر أفكار أخرى إلى جانب هذه الأفكار وهي أنني بدأت أخاف من الناس وأحاول قدر الإمكان أن لا أختلط معهم لأنني تأتيني أفكار بأنهم سيقومون بإيذائي بل وصل بي الأمر إلى أنني أجلس لوحدي في البيت وأبدأ في تذكر الماضي لكي أتاكد بـأنني لم يسبق لي أن تعرضت لأذى من طرف شخص ما.
وأبدأ أشك في الناس أنهم متآمرون علي رغم أنه في الحقيقة لا أحد يهتم لأمري وكل ما ألتقي بشخص تأتيني أفكار بأن هذا الشخص سيء وقد قام بـأذيتي في الماضي رغم أنه لم يفعل لي شيئا وأبدأ في استحضار ذكريات الماضي لأثبت لنفسي أن هذا الشخص لم يفعل لي شيئا ولكن دون جدوى...
ما الذي أعاني منه ؟ وهل يمكن أن أتعالج منه لوحدي أو من الضروري أن أزور الطبيب ؟
فأنا لم يسبق لي أن زرت طبيبا....... حياتي تدمرت ساعدوني !!!
2/1/2020
رد المستشار
الابن الفاضل "Mohamed" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
استشارتك هذه تمثل عرضا رائعا لحالة اضطراب وسواس قهري مبكر البداية فقد وصفت شكلين من أكثر أشكال الوساوس شيوعا في الأطفال وهما الأفكار الدينية التجديفية شديدة الإزعاج والمخاوف المفرطة من أشياء عادية للجميع، ثم أشرت عابرا إلى واحدةٍ من أهم الصفات التي تميز أكثر من نصف مرضى الوسواس القهري وما تزال تحتاج اهتماما علميا وأبحاثا وهي صفة لاكتمال الأفعال Incompleteness of Actions حيث يفتقر الموسوس إلى الشعور بتمام ما يفعله سواء كان ذلك صوتيا (كما في بعض من يكرر تكبيرة الإحرام) أو حركيا (كضغط زر الكهرباء أو إغلاق قنينة أو صنبور ماء) فيكرر الضغط بلا داعي سعيا وراء إحساس معين لا يدرك دائما أو لا يدرك بالمرة ! أو بصريا (مثل الإسراف في تمشيط الشعر أو الحواجب)....إلخ.
تلا ذلك وساوس العدوان أو الأذى (إيقاع الأذي بآخر أو آخرين) Agression or Harm Obsessions فدفعتك إلى قهور (أفعال قهرية) التحاشي Avoidance Compulsions تصفها بقولك (أصبحت أتجنب الاختلاط معهم خوفا من أن أقوم بتطبيق تلك الأفكار).
ثم انزلقت إلى وساوس الشك التحقق Doubt Obsessions & Checking Compulsions حيث تتخيل سيناريو تعرف بداية أنه متخيل الحدوث ثم تبدأ في الشك ما إذا كان قد حدث أم لم يحدث ثم تنخرط في التذكر والإثبات والتحقق وتكرار إثبات أنه لم يحدث .... كما يظهر من قولك (أبدأ في الشك في نفسي وأقول هل قمت بتطبيق تلك الأفكار ؟؟؟! رغم أنني متأكد بأنني لم أقم بها !!! وأبدأ في إعادة الذكريات في رأسي بلا جدوى.)
بعدها وقعت في فخ الوساوس الزورانية Paranoid Obsessions (الشك أنك تعرضت لأذى من آخر أو آخرين) وهو ما دفعك إلى قهور تحاشي الآخرين، وقهور تذكر أنك لم تتعرض للأذى (وصل بي الأمر إلى أنني أجلس لوحدي في البيت وأبدأ في تذكر الماضي لكي أتاكد بـأنني لم يسبق لي أن تعرضت لأذى من طرف شخص ما) وتختلف الوساوس الزورانية عن الوهامات الزورانية في أنه في حالة الوهام يكون المريض مصدقا بواقعية أفكاره الزورانية (الاضطهادية).
ورغم أنك لم تفقد اسبتصارك بأن كل هذا وسوسة وليس واقعا من الأساس (وأبدأ أشك في الناس أنهم متآمرون علي رغم أنه في الحقيقة لا أحد يهتم لأمري) إلا أنك لا تستطيع وقف قهور التذكر ولا قهور التحاشي.
تسألنا بعد كل هذا ممَ أعاني ؟ وهو بوضوح اضطراب وسواس قهري ... وهذا يضاف إلى اضطراب الاكتئاب الذي تنطق به استشارتك الأولى التي أجابها أ.د نبيل نعمان...... عليك التوجه لمختص لمساعدتك على تلقي العلاج اللازم.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.