السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال، كنت قرأت عندكم على موقع الفرق بين الشذوذ الجنسي غير منسجم مع الأنا وبين وسواس القهري
لماذا نقول عليه شذوذ غير منسجم مع الأنا؟. وهو مشابه أوي مع وسواس ... إلا إذا كان له تجارب شاذة غير راضي عنها لهذا. أخذ المصطلح ذا
إنما وسواس هي أفكار ومحصورة في أفكار وتخيلات.... متسلطة لا تتحول إلى سلوك شاذ ولهذا سميت وسواس
أرجو التوضيح مبسط. يختصر في كلمة لأني درست آداب علم نفس وأتكلم على قدر فهمي وعلمي
وهل ذا ينطبق على الدين
يوجد كافر غير منسجم مع الأنا
30/12/2019
رد المستشار
الابن الفاضل "حسان الراعي" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
حياك الله على هذا التساؤل فجدول المقارنة المعروض ضمن مقالنا –الأول بالعربية- عن وسواس الخائف أن يكون شاذا أو وسواس قهري الشذوذ يظهر قدرا كبيرا من التشابه –لغير المتأني- بين حالة وسواس قهري الشذوذ (والتي نسميها الخائف أن يكون شاذا كما بيَّنا في مقال آخر) وبين حالة شذوذ جنسي لا منسجم مع الأنا (والتي نفضل تسميتها الآسف للشذوذ) كما وضحنا في نفس المقال.
والحقيقة أن هناك فرقا جوهريا بين الحالتين غير متعلق بآلية الوسوسة (محتويات عقلية مرفوضة وقهور) وهو أن الخائف أن يكون شاذا (وسواس قهري الشذوذ) يسعى لهدف إثبات عدم شذوذه لنفسه فهو غير مقتنع بشذوذه ويرفض أن يكون الشذوذ احتمالا بينما الآسف أن يكون شاذا (شذوذ لا مسنجم مع الأنا) مقتنع بأن لديه ميلا شاذا –ولا يشترط أن تكون له تجارب- وهو يسعى لنفيه والخلاص منه فهو يعلم أنه احتمال لكنه احتمال مرفوض.. هذا هو الفرق الجوهري وليس ما ذهبت إليه يا ولدي.
الملمح المهم بالنسبة للمقال يا "حسان" هو أن التشابه الظاهري بين الحالتين (الخائف للشذوذ والآسف للشذوذ) كان هو الهدف الذي أردت في المقال أن أظهره وأنبه الأطباء والمعالجين النفسانيين إليه ... فأنا أحذر في بداية المقال من تشخيص متعجل كثير من الزملاء كانوا وقت كتابته ونشره معرضين له... والحمد لله أن الوضع تغير الآن كثيرا...... خاصة وأن تواتر حالات وسواس قهري الخائف أن يكون شاذا بلغ حدودا لافتة في السنوات الأخيرة.
وأما سؤالك عن انطباق ذلك على الدين فسؤال يسترعي النظر العميق ... فبداية إذا سألت : هل يوجد كفر لا منسجم مع الأنا ؟ فإن الرد لا قطعيا عندما يتعلق الأمر بالجوانب العقائدية للدين... لكن عندما يتعلق الأمر بالضوابط السلوكية للدين فممكن جدا أن يكون لدينا إدمان مادي لا منسجم مع الأنا وإدمان سلوكي لا منسجم مع الأنا... وهكذا حيث يتعلق الأمر بسلوك مرفوض عقديا و/أو اجتماعيا... يتسم بعدم الانسجام مع الأنا.
أشكرك مرة أخرى وأهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.