لا يحبني معظم من حولي
سلام، سأتحدث عن صفاتي قبل المشكلة، منذ طفولتي هادئة قليلة الكلام والحركة، أعيش في أحلام اليقظة، أفضل القراءة على الجلوس مع الناس، مع أنني أحب أن يكون لدي العديد من الأصدقاء لكن المشكلة تكمن في أنني لا أجيد التعامل مع الناس، مع أنني هادئة وكثيرا ما يصفونني بالبرود إلا أنني أغضب فجأة وأتحول إلى شخص آخر لأسباب يقولون دائما أنها تافهة.
سمعت مراراً أنني لست جميلة ما كانوا يتهامسون بل كانوا يخبرونني بذلك، ليس لدي أصدقاء مقربون على أرض الواقع فقط على الإنترنت وفي مخيلتي، أحب الأطفال وملاعبتهم لكن غالبا أتخيل أنني ألاعبهم لكن لا أفعل.
بديهتي بطيئة جدا، دائما أشعر بأن من حولي يراقبونني اكتشفت أن الأمر مبالغ به عندما كنت أسمع رجل دين يتحدث فشعرت أنه يقصدني بكلامه وأن الكلام موجه لشخصي علما أنه كان فيديو على الهاتف.
لدي توتر داائم حول نظرة الناس تجاهي فلو أعطيت سائق الحافلة النقود سأفكر طول الطريق هل أعطيته إياها بأسلوب صحيح أم لا ؟؟، تعتقد عائلتي أنني على عكس دراستي فأنا فاشلة في عملي ففي غضون عام غيرت 4 أعمال بسبب غضبي أو عدم راحتي النفسية.
المشكلة هي أنني أكره نفسي ووجودي أتمنى دائما أن أختفي أو أن أعيش في العالم الذي أتخيله، فكرت قبل سنوات بالانتحار لكن ما نفذت أبدا، قال لي ذات مرة شخص أنني أتصرف كالضحية كثيرا، مللت من كوني غير مقبولة بين من حولي
فما الحل ؟؟
وشكرا لكم
10/1/2020
رد المستشار
مستعدون لمساعدتك، لكن ذلك قد يٌشكّل لحالتلك تحديًا. فقد تشعرين أنك عاجزة بل وتتسائلين ماذا تفعلين؟....لفت انتباهي مما كُتب في كتابك المختصر أنّ عندك عرض تعانين منه، ألا وهو وهامُ أو ضلال الإشارة (أسمع رجل دين يتحدث فشعرت أنه يقصدني بكلامه وأن الكلام موجه لشخصي علما أنه كان فيديو على الهاتف.) وإن كان غير مستحوذٌ عليك.. وكذا، عرض آخر يشير إلى سلوك وسواسي.....
لكن، واضحا، أولا، أنك تعانين من مشاعر وأحاسيس الاكتئاب، فما عليك إلا أن تعرفي أعراض الاكتئاب، والتي تختلف علاماته وأعراضه من شخص إلى آخر:
• مشاعر الحزن (واضح لديك) أو الانهيار في البكاء أو انعدام القيمة أو اليأس ...(أكره نفسي ووجودي .. فكرت قبل سنوات بالانتحار)
• استمرار مشاعر الحزن أو الكآابة والإحباط بشكل عام لفترة تطول لأكثر من أسبوعين.
• فقدان الثقة في النفس (يقولون دائما إنها تافهة، سمعت مراراً أنني لست جميلة ما كانوا يتهامسون بل كانوا يخبرونني بذلك.. مللت من كوني غير مقبولة) والشعور بالذنب باستمرار
• نوبات الغضب أو التهيّج (إنني أغضب فجأة وأتحول إلى شخص آخر) أو الإحباط، ولو بسبب أشياء صغيرة (لأسباب يقولون دائما أنها تافهة)
• فقدان الاهتمام أو المتعة في معظم الأنشطة العادية أو كلها (ليس لدي أصدقاء مقربون على أرض الواقع.. فأنا فاشلة في عملي ففي غضون عام غيرت 4 أعمال)، مثل الجنس أو الهوايات أو الرياضة
• الشعور بالذنب أو انعدام القيمة أو اجترار الماضي أو لوم النفس على الأشياء غير المسؤولة عنها (واضح لديك)
• الأرق أو كثرة النوم
• التعب وفقدان الطاقة، حتى إن المهام البسيطة تستهلك جهدًا إضافيًا
• تغيرات في الشهية، — مثل انخفاض الشهية وفقدان الوزن، أو زيادة الرغبة الشديدة في تناول الطعام وزيادة الوزن
• القلق أو الهياج أو التململ (واضح لديك)
• تباطؤ التفكير أو التحدث أو حركات الجسم (قليلة الكلام والحركة)
• صعوبة التفكير والتركيز واتخاذ القرارات وتذكر الأشياء
• النسيان وعدم القدرة على التفكير بوضوح (بديهتي بطيئة جدا)
• تكرار التفكير في الموت أو التفكير في الانتحار (فكرت قبل سنوات بالانتحار) أو محاولات الإقدام عليه أو تنفيذه فعليًا (لا يوجد حاليا)
• استخدام العقاقير دون اللجوء إلى طبيب
• التشاؤم والشعور بفقدان الأمل في الحياة أو في تحسن الأمور على أي مستوى وانعدام معنى كل شيء (أعيش في أحلام اليقظة ..أكره نفسي ووجودي أتمنى دائما أن أختفي أو أن أعيش في العالم الذي أتخيله)
• أعراض جسدية مثل آلام في الجسد، والشد العضلي والصداع ومشاكل في الهضم
...لكن ليس مرض الاكتئاب، بل مشاعر الاكتئاب ما تعانينه. تعكر المزاج أو غرابة الأطوار، وليس الحزن هو ما تعانيه. شعورك بالبؤس أو التعاسة دون معرفة السبب، هذا ما يجعل حالتك مبهمة، حتى قد يخطئ المختص في تشخيص حالتك.
وما أحب لفت نظرك إليه، أنك تعانين من سلوك وسواسي (فلو أعطيت سائق الحافلة النقود سأفكر طول الطريق هل أعطيته إياها بأسلوب صحيح أم لا). لكن لا أستطيع القول بأنك مصابة بمرض الوسواس... صحيح أنك تقرئين وتفضلين ذلك على الاختلاط بالآخرين مما يجعلك تعيشين في عالم الخيال وهروبك من واقعك (أعيش في أحلام اليقظة، أتمنى دائما أن أختفي أو أن أعيش في العالم الذي أتخيله).. كل ذلك هروب من الواقع.. رغم نجاحك في دراستك الجامعية إلا أن إحساسك بالفشل ملازم لك. فما الحل؟...
كيف يمكنك التشجع على العلاج
في كثير من الأحيان، يشعر الأفراد بالخجل من مشاعرهم ويعتقدون خطأً أنهم قادرون على التغلب عليها بقوة الإرادة وحدها. ولكن نادرًا ما تتحسن مشاعرهم دون علاج.
إليك ما يمكنك فعله لتقديم المساعدة لك في حالة عدم الرغبة في زيارة طبيب أو اختصاصي:
• أن يكون لديك وضوح بأن حالتك ليست حالة طبية، وليست عيبًا أو ضعفًا شخصيًا
• التحدث أو الكتابة عمَّا تلاحظينه وعن سبب شعورك بما تعانيه.
• احكي عن مخاوفك
• التعبير عن استعدادك لمواجهة واقعك
• اقترحي بأن عليك مهام معينة يمكنك أداؤها
فهنا أنت لست بحاجة لعلاج نفسي ... حتى الأعراض التي ذكرت في رسالتك، تستطيعين أن تكافحيها ..
ابدئي بخطوة واحدة.... لا تتجاهلي مشكلتك ..لا يتملكنك الحزن والأسى واليأس ...