رحلة حياتنا: تأثير الوالدين، ومسؤولية الأبناء
ضعف زوجي الجنسي
السلام عليكم ورحمة الله، مشكلتي هي في ضعف زوجي الجنسي. بداية في فترة الملكة "عقد القرآن" وهي كانت لمدة شهرين كان تودد زوجي قليلًا جدا عاطفيًا و جنسيًا كان اهتمامه منصبًا على البيت وتأثيثه حيث كانت أغلب مرات خروجنا مع بعض في تلك الفترة يدور حول تأثيث البيت لم يحاول أن يلمسني ولا أن يقبلني إلى أن تجرأت أنا بذلك وبعدها بدأ ثم بدأ بالانزعاج والرفض بحجة إنه لا يحتمل المداعبات الكثيرة قبل الزواج .. احترمت رغبته وخففت منها وعندما جاءت ليلة الزواج لم يكن متحمسًا جدًا بدليل أنه جعل الزواج بعد يومين من سفرة له من أمريكا فكان يوم الزواج متعبًا ومرهقًا رغم أنني قلت له أكثر من مره أن نؤجل الزواج إلى أن يرتاح من وعثاء السفر إلا أنه غضب وقال إنه معتاد على السفر ولا يؤثر به ..
الليلة الأولى كانت جيدة من ناحية المداعبات والانتصاب لديه لكن حينما حاول الإيلاج كان يولج بعنف وقوة وخفت أنا في لحظتها و طلبت منه التوقف وتوقف ومسح علي وذهبنا نستحم معًا. وكانت لفتة جميلة منه لحظتها.. بعدها حاولنا مرة ومرات ولم يفلح الأمر ثم سافرنا شهر عسل وكان طوال الرحلة 5 ساعات نائم نتيجة الإرهاق من سفره السابق. في شهر العسل لم يكن هناك انتصاب مطلقًا وإن حدث فيحدث بشكل خفيف جدًا ثم يخبو. استمر الوضع هكذا إلى أن صرح لي بأنه لا يعلم ما به وأنه لا يشعر بالإثارة مطلقًا لا مني ولا من ما يشاهد خلال اليوم من مثيرات. قال ذلك لكي لا أشعر بأني غير مثيرة. رجعنا والوضع ما زال كما هو مرت 3 شهور من الزواج كان الانتصاب في بداية المداعبة يكون جيدًا ثم يختفي عند الإيلاج إلى أن قلت له أننا لابد أن نذهب إلى طبيب لأن الوضع لم يتغير قال لي بأني مستعجلة وأنني ألبس ملابس فاضحة ولا يعجبه هذا ولا يثيره وأنني بعد أن ننتهي من العلاقة لا أتستر وهذا كله لا يثيره ..
في سبيل تطوير العلاقة تركت الملابس المفتوحة وحدث أن ذهب إلى طبيب نفسي مشهور وقال له أن ما يمر به طبيعي وأن الناس ممكن أن تستمر سنة على هذا الحال وأعطاه سياليس 5mg والتي لم يخبرني بها واكتشفتها صدفة فيما بعد.. تعدل الوضع قليلًا وحدث الايلاج ثم استمر الوضع مقبولًا لكن الرغبة لمن تكون شديدة لديه ولم تكن منتظمة. أحيانًا مرة في الأسبوع وأحيانًا 3 مرات في الشهر خصوصًا أن عمله يتضمن سفرًا متكررًا كل شهر يمتد إلى أسبوع أو 10 أيام كحد أقصى ويرفض أن أسافر معه بحجة أنه يسافر للعمل..
الرغبة لديه ضعيفة وحينما أطلب منه يردني فأتضايق جدًا فينكر علي التضايق ويقول بأن ردة فعلي تنفره أكثر والمفترض أن أتفهم وأجعله على راحته مهما طالت المدة.. تركت المبادرة وتحسن الوضع قليلًا لأن جرعة الدواء ارتفعت إلى 10mg ومع ذلك ليس إلى الوضع المطلوب حيث يمر شهر لا تحدث فيه علاقة ..
إلى أن جلست معه قبل أسبوعين من الآن وأخبرته بأنني غير راضية عن علاقتنا الخاصة في عدد مراتها وأننا بحاجة للذهاب إلى طبيب عضوي وأخصائية نفسية. كان رده أنه لا يرى أنه بحاجة لذلك وأن الأمر جيد وأن هناك تطور في الموضوع قلت له: "لم الحبوب إذن؟" قال: "الحبوب كان أمرها سريًا والمفترض لم أطلع عليها." وأن السبب عدم الرغبة ناتج عني لأني جريئة وعديمة حياء وتصرفاتي في المواقف اليومية رجولية. ولأن ردة فعلي بعد أن يردني قوية وتنفره وأن الحل بتنازلي أنا وتغيير طريقتي وطبعي.. ثم قلت له: "إنك تعرف إني جريئة من الملكة لم أخف عنك شيئًا وكنت صريحة معك وواضحة." قال: "نعم كنت أظن أنه يعجبني لكن بعد الزواج اكتشفت إنني أرغب بفتاة حيوية." قلت له: "إذًا لابد أن نعيد النظر في استمرار علاقتنا لأن هذه أنا ولم أمثل عليك ولم أكذب" قال: "الوقت عادة يحل المواضيع." ثم بدأ بتغيير الموضوع بالشكاية من مواضيع أخرى لا علاقة بها في هذا الموضوع وفتح نقاشات سابقة كنا قد تناقشنا بها وتصافينا لكنه أعاده هربًا من الموضوع الأساسي..
الآن مر أسبوعان على نقاشنا الأخير ونحن نعيش في صمت سوى بعض الكلمات البسيطة كل منا قائم بدوره كزوج من واجبات لكننا لا نتناقش ولا نتكلم ونادرًا ما نجلس مع بعضنا البعض. هو يرى أن الصمت حل والزمن والوقت يحل المواضيع وكان هذا حاله في أي خلاف بسيط يصمت لمدة يوم ويومين إلى أن أتكلم وأناقشه وأوصل له لحل وسط لأنني لا أحب الصمت. لكن في المرة الأخيرة أحسست بأنني بذلت ما بوسعي لإنقاذ العلاقة ولم يبذل هو شيئًا إلا الإنكار ورمى التهمة علي! أنا صامتة الآن لا أرغب بالحديث معه ولأنني أمنحه فرصة لكي يقدم شيئًا في صالح العلاقة. هو يحاول أن يبدأ الحديث معي لكنني لا أرغب وبعدها ترك المحاولة وهو الآن في رحلة عمل..
ملاحظة:
زوجي قد سبق له الزواج وكانت مدة الزواج سنة ونصف ذكر أن سبب الطلاق عدم التوافق وكان مستغربًا ومعجبًا في حين واحد من سؤالي له عن سبب الطلاق أثناء الرؤية الشرعية واستغرابه لأنه رأى أنها جرأة خاصة بوجود أبي وإعجابه لأنني كنت واضحة وأريد أن أدخل علاقة بشكل واضح.. ذكر بأن زوجته الأولى لم تكن ترغب بالزواج وكانت تتهرب منه ومن الحديث معه وأنه حاول أن يكلم أباها لكي تتجاوب معه ولم يحدث تجاوب لهذا لم يقترب منها جنسيًا.. ثم انتهى الأمر بالانفصال وهذا كان جوابه عندما سألته بعد الشهر الأول من الزواج هل ما يحدث الآن معنا قد حدث له سابقًا أو لا فنفى وذكر لي ذلك وهو على وشك البكاء.
أنا الآن لا أعلم ما أفعل ولا أفهم سبب تصرفاته هذه ولا أشعر بأنه يريد إنجاح العلاقة والشكوك تراودني أنني انغشيت وأنه يعلم بمشكلته لكنه لم يخبرني، هو شخص طيب وخلوق والعلاقة الجنسية ممتازة عندما تحصل لكن عدم انتظامها وعدم الرغبة الكافية لديه وعدم ارتباطه العاطفي بي هو الذي ينغص علي حياتي واستقراري معه، فلم يكن يسأل عني حينما يسافر إلا إذا سألت عنه ولم يكن يودعني إذا سافر بحجة أنه لم يعتد توديع أحد وبعد أن بينت له أنني أرغب بالسؤال والتوديع أصبح يقوم بها ..
أرشدوني أرشدكم الله
وعذرًا عن الإطالة.
15/1/2020
رد المستشار
الابنة السائلة: "أمل"
بعد عدة أسابيع أحتفل بمرور عشرين عاما على بدء انفتاحي وعملي في معالجة الأوجاع والقضايا الإنسانية الفردية والاجتماعية والإسرية عبر الإنترنت، تلك الرحلة التي بدأت بصفحة "مشاكل وحلول" على شبكة إسلام أونلاين شهر مارس من العام 2000.
ما يزال موضوع الجنس شديد التشابك والحساسية، وزوجك في قلب متاهة أرجو أن تدركيها قبل اتخاذ أي موقف أو قرار!!
أعتقد أن ما لديه عن حالته ليس واضحا بقدر ما هو مربك، ويؤدي به إلى الخوف والتوتر، وبخاصة مع حرصه على عدم التفريط في علاقتكما الزوجية، وهو كما يخشى الفشل فإنه مرعوب من الفضيحة التي يمكن أن تحصل إذا عرف عنه في مجتمعكم المتخم بالمخاوف، والتحفظات، والمصدوم بمتغيرات كثيرة لم يستعد لها، ولا يعطي نفسه فرصة لنقاش مفتوح الاختيارات بشأنها!! مصيبة كبرى لرجل معتل الصحة الجنسية!!
في هذا السياق المضطرب يحاول زوجك التهرب من مواجهة مسألة هي عادية جدا في أي مجتمع إنساني يفكر ويعيش بشكل عقلاني طبيعي!!
نحن إذن بصدد موضوع له أبعاد صحية: عضوية بيولوجية، ونفسية سايكولوجية، وثقافية مجتمعية، وتاريخية، آنية، حالية!!
بالنسبة لي أتفهم وأفهم موقف زوجك تماما من حيث هو بداية منطقية متسقة مع المعطيات التي تأثر، ويتأثر بها، ولكن هذا هو الوضع يمكن أن يتغير.
لا أعتقد أن النقد واللوم والشكوى تفيد، ولا أعتقد أن تهربه، أو تغاضيك يفيد، وما نحتاجه هو حوار صريح مفتوح على أرضية من الثقة والقبول لا التقريع، وإصدار الأحكام، والبحث عن المخطئ كما هي عامة حواراتنا الفاشلة!!!
كيف يمكن إغراء وإغواء هذا الزوج للتعبير عن مشاعره التي يحس بها تجاهك، وتجاه علاقتكما العاطفية والجنسية بعيدا عن اتهاماته لك، والتي يحتمي بها في مواجهة نقدك له في موضوع حساسي ومحرج!!
سهل جدا أن نذهب لخيار الطلاق، وعفوا طبعا إذا قلت أن أبغض الحلال في حالتك هو أسهل من بناء ثقة، وإقامة علاقة حقيقية، وإدارة تفاهم، وحوار صريح!!
إسألي نفسك عن سهولة أن يتوقف رجل أو شاب أو امرأة صغيرة أو كبيرة عن اللف والدوران، والكذب، والتلاعب بالمفاهيم والمعاني الدينية، وإساءة استخدامها لحماية أي قصور، وغير ذلك من العاهات والعادات التي تتم برمجتنا عليها من المهد إلى اللحد عبر الأسرة، والمدرسة، ودور العبادة، ووسائل الإعلام، وتصرفات القادة، والرعاة، ومن نتخذهم قدوة أو نموذجا.
أنت تطلبين بمقاييس السياق المجتمعي المحيط بكما، ويتطلب الأمر منكما معرفة أوسع، وشجاعة وجسارة أكبر، ومرونة أعلى، وثقة وتواصلا أمتن يمكن معهم إدارة الأمر بشكل فعال وأنجح من الانسداد الحالي.
ربما تكون هذه بداية هذه الرحلة في أن تستكشفي مواضع الخطأ والخلل في أسلوبك أنت، وأنا لا ألوم، ولا أنتقدك، ولكن أحب أن ننتهز فرصة أنك توجهت إلينا، وأننا نتحدث!!
خطر ببالي أن إيقاظ الحوارات المغيبة يحتاج إلى تدريب، ولما سألت عن المتاح من العلاجات، وأساليب العون والتدخل المتخصص المتاحة عندك وجدت أنها قليلة بل شحيحة لنفس الأسباب التي ترعب زوجك من مواجهة وضعه!!!
ربما يمكنك ويمكننا فتح أو بعث حوارات عن ما هو الإنسان، وطبيعته التي خلقه الله عليها؟! وما هي الصحة، وما هو المرض، وما هو العلاج بالتالي في موضوع مثل موضوعكما!!
قارني أسلوبك مثلا بما يمكنك الوصول إليه عن التواصل غير العنيف، وتابعينا بأخبارك.