السلام عليكم ورحمة الله
أرجو من الجميع أنه يقول رأيه مشكلتي طويلة لكن باختصار شديد: تعرضت لصدمة في حادثة قطار لأخي كنت فيها معه واتبترت فيها رجله والصدمة دي دخلتني في إغماءات متكررة وتوهان تام وانهيار شديد لمدة شهر تقريبا بعدها دخلت كلية العلوم وكنت خفيت وكانت تقديراتي كويسة في الترم1 ...جيت الترم الثاني وحصل لي زي (انفجار) في مرض الوسواس القهري /بعض الأطباء رأوا أن الوسواس جاءني بسبب الصدمة (اضطراب كرب ما بعد الصدمة) وبعضهم شايف أنه ملوش دعوة وكان عندي قبل الصدمة وأنا مش فاكر بالظبط بس أظن أنه كان عندي من قبل الصدمة.
الوسواس بدأ عندي في العبادات كالوضوء والصلاة وغيرها والعقيدة والتكفير وتشعب وشمل أنواعا كثيرة جدا غير دول وكمان كان في الحياة والمصيبة الكبرى في المذاكرة وده كان في ذروته في الترم2 في أولى علوم وصلت أني مكنتش أقدر مجرد أن أفتح الكتاب وعلوم صعبة ومتعبة لوحدها وأصابني عجز كامل في الدراسة
سقطت السنة وبتفكير غلط قلت أن ربنا السبب-حاشا لله- وإن كل ده حصل لي مثلا من ضمن الأسباب أني كنت بجدد النية أو أكرر الأذكار مثلا يقوم ربنا يسقطني بس طبعا عرفت إن كل ده ربنا بريء منه وأن ده مرض ورحت لدكاتره وتكررت نفس الأعراض السنين اللي بعدها وقعدت أسقط وأعتذر وفي السنة الـ3 من سنة أولى نجحت وقفلت الامتحانات بفضل الله وقد يكون السبب بنت حبيتها ساعدتني بشكل كبير-ده غلط مش غلط أنا بقول اللي حصل-+العلاج
ورحت ثانية وأصبت بالاكتئاب صنفته دكتورة بالمتوسط بس كان كفيل بأني أنتحر وكنت بدعي ليل نهار"يا رب أنا مش عاوز أشفى ولا عاوز أبقى أحسن الناس أنا عاوز أموت وأرتاح" وأفكار انتحار ونوبات اكتئاب وأغمي علي 3مرات أثناء اللجان، أما السنة دي الترم1- وفيه مشاكل أخرى صعبة للغاية "أقعد أقول أحول لا محولش علوم صعبة وأنا بحب المسرح أو أي كلية سهلة آه ده عادي ممكن يكون طبيعي بس اللي مش طبيعي إني كنت في الحالة دي باستمرار ليل نهار وفي شهور كثيرة وأفضل أدرس في المواضيع طول الوقت مبتغبش عني لحظة حتى أما أوصل لحل وأقتنع أرجع ثانية بشكل غريب أدرس وأدرس وأعيد وأزيد وأكون في حالة صعبة"
الترم 2 حسيت إني خفيت بشكل كبير جدا الوسواس يكاد يكون انتهى إلا في حاجات أقدر أتعايش معها والاكتئاب بيختفي بفترات كبيرة جدا أو أني شفيت وأيقنت أن الترم ده هكون ممتاز ورحت بنية صادقة وعزيمة بالنجاح واقتناع بالكلية وفي أوائل الأيام لوحدي قعدت أفكر أحول آداب مسرح وبعد معاناة اقتنعت أنه بلاش جاءتني فترة اكتئاب لفترة .... بعدها أفكر أني أحول لكلية أسهل * بس خايف يكون ده بسبب أقاربي اللي نصحوني كذا مرة في الفترة دي أني أحول كان توقيتا خاطئا خايف يكونون هم السبب في اللخبطة دي وإن كنت همشي كويس–أرجو التعقيب على دي
......كمان مقدرش أصحو وأما أروح بس مش قادر أحضر أحس بصعوبة شديدة ومش قادر أتعب ولا أتحمل مسؤولية ولا بقدر أصحو وبقيت مش عاوز غير الراحة واللعب والتفاهة ...كمان الشك والتردد وأفضل أعيد وأزيد في دراسة المواضيع.... ومبعرفش أفكر ولا آخذ قرار.... ويقنعوني بأمر ما وأرجع أعيده كأني نسيته مبقتش عندي ثوابت في أي حاجة عادية وضعف الإرادة والعزيمة وبقيت كتير جدا أعمل أشياء محرمة من ناحية الشهوة (آسف على النقطة دي بس أنا أشكي فقط) بعض الدكاترة قالوا لي أني بسبب كورسات العلاج والراحة في البيت هم اللي خلوني وصلت لكده أخدت على الراحة واستحليتها
أنا بقعد أفكر وأدرس في المواضيع بشكل غريب ورهيب جدا وأعيد وأزيد أفكر فيها طول اليوم حتى لما آخذ قرارا أرجع أفكر تاني ولو حد أقنعني برضه أرجع تاني ...وأحيانا مبعرفش أفكر...ولا آخذ قرار
خلصت الامتحانات والآن فصلت من الكلية بس ليا سنة فاضلة من الخارج رحت قعدت مع نفسي ونويت بصدق وعزيمة أني لازم أتغير وخاصة علشان ألحق علوم بدل ما أطرد منها وهي أفضل الكليات المتاحة وحطيت خطة رائعة في التدين وأني أشتغل وأنضم لجمعية وأسمع تنمية بشرية وبدأت فعلا أتغير وقرأت كل يوم جزء في رمضان لمدة 9 أيام وبدأت ألتزم بمواعيد الصلاة لكن جاءتني أفكار شديدة بشكوك في العقيدة وحاولت أتخلص منها مقدرتش وبقيت أسوأ من الأول في كل حاجة وأحبطت إحباطا شديدا
أحيانا أحس أن معنديش ثوابت في حاجة أحس أن ممكن يكون فعلا الإسلام مش صح ولا الكلية صح وأفكار زي ليه أنا أتعب أصلا ؟؟ وبلاش من التعب حتى لو لحاجة أفضل ومعرفش إيه الصح من الغلط، والمفروض آخذ قرار من فترة في مصير الكلية بس أنا في حالة لا يرثى لها .... مبقتش عارف هل كل ذي أمراض ولا إيه ولا كان عندي أمراض وانتهت وذي تبعات ولا دا طبيعي أو عيوب شخصية بس ولا فيه جزء أمراض وجزء مش أمراض أنا أعاني من 5 سنين وحياتي كلها بالكامل باظت ومستقبلي أتوقعه أسوأ دون أدنى مبالغة وسني وصل 23 وداخل في 24 ولسه في ثانية علوم، بفكر أرجع وأقول أكمل في الكلية ومستقبلها الرائع إن شاء الله ومستقبل باقي الكليات المتاحة الهزيل بالنسبة لواحد عنده 23 بس غالبا هحول
حالتي النفسية تسوء من جديد وبشدة أنا رحت لـ 8 دكاترة في أماكن متفرقة من الجمهورية ومنهم دكاترة كبار ومعظمهم لجأ للعلاج الدوائي ناس قالت لي أنت لازم علاج سلوكي بس أنا حضرت جلسة عند دكتور وجلسة عند أخصائيه ومحستش بتحسن -موضوعي أكبر من كده بكثير جدا ومتشعب في حاجات كثيرة لكن كي لا أطيل أكثر أنا مستحيل أقدر أستمر أعيش كده فهل الانتحار هو الحل ؟؟ وأرجو من الجميع أنه يقول رأيه ويساعدني رغم اقتناعي بأنه معدش فيه فائدة أرجو التعليق باستفاضة والأهم أرجو الإجابة على التالي :
هل أنا لسه مريض ؟؟
هل ينفع أتعالج مع أخصائي عبر النت والتليفون ؟؟
بالنسبه لي في أول ترم قبل ما يحصل تتفاقم الأمور دي أنا كنت ماشي في الكلية كويس جدا آه كنت تعبان بس كل أصحابي كانوا كده لأنها بالطبع صعبة ...كمان بالنسبه للإرادة والمقاومة أنا مكنتش بالسوء ده أنا كنت في عز ما كنت مدمر خالص كنت أحضر وأجتهد وأعافر ومقاومة كبيرة أما الفترة دي زي ما قلت تكاد تنعدم الإرادة غير الهلس والتفاهة والراحة والضعف وعدم القدرة على حاجة
هل بسبب أقاربي حصل لي السنة دي اللخبطة دي بس هو كان بيحصل قبل كده لكن كنت أظن فعلا أني خفيت فلو محدش لخبطني هنتظم عادي ....حاليا صعب خالص أروح القاهرة لظروف كثيرة ودورت كثيرا على علاج سلوكي في منطقتي في الصعيد مش عارف أوصل له الأغرب أني كل دكتور رحت له وكل دكتور ألاقيه وحتى لو بيعمل سلوكي يقولي أنت مش محتاج سلوكي... ممكن ترشحوا لي أحد أيا كان بيعالج إزاي في –قنا أو الأقصر- هل لو علاج سلوكي الأفضل هل هيحسني بسرعة أقصد علشان ألحق كليتي وبكده أدخل علوم والعلاج هيغيرني
أهم نقطة على الإطلاق: ماذا أفعل في كليتي ....علوم هي أفضل كلية مستقبلا وبالنسبة لكل ظروفي لأنها هتعوضني عن السنين الكثير التي راحت وأنا في ثانية حاليا ومن الصعب للغاية أني أسيب بعد كل ده كلية زي علوم هتحقق كل طموحاتي إن شاء الله ده غير كل التعب اللي راح من ثانوي غير نظرتي لنفسي ونظرة الناس هحس أن ربنا ظلمني –حاشا لله- لأني كنت قادر نوعا ما وكنت أفضل من زمايلي وبكده هروح لمستقبل أقل بكثير وهخسر حاجات كتير جدا، وفي نفس الوقت بالشكل ده أظن صعب جدا جدا أكمل في علوم بالاضطرابات الكثيرة جدا دي آه رغبتي فيها ككلية مش كبيرة بل أني بكره تعبها لكنها الأفضل بلا منازع من كل ناحية كمستقبل وتعويض ومقارنة بالآخر ونفسيا.
أظن مشاكلي الرئيسية في علوم: التردد أو (الوسواس)......الخوف والرهبة واستصعابها وده اللي حصل في الأيام القليلة التي رحتها الترم ده....ضعف شديد في الإرادة ...تغير سماتي الشخصية لإنسان تافه ...كمان خوفي الشديد من العملي
أرجوكم ساعدوني أعمل إيه في الكليات لأنه مفيش وقت خالص وأنا الكلية أهم من حياتي، علوم رغبتي فيها ككلية مش قوي لكن مستقبلها رائع ...تجارة مستقبلها كويس شوية لكن أنا ضعيف في الحسابات وموسوس شويه في الفلوس وكمان بالنسبة لي حاليا أصبحت صعبة...آداب وتربية إنجليزي بحب الإنجليزي شويه لكن مستقبلها أظنه قليل ..سياحة وفنادق بس حالها أصبح صعب...أعرف أنه مش اختصاصكم بس لما تعرفوا أنه أكبر همي وأرجوكم ألا تنظروا للي يريحني وبس أي حاجة متتعبش فيها وخلاص لأني في حاجات ثانية كثير وأنا نفسي أعيش حياة محترمة وخسرت كل حاجة في الدنيا نفسي أنقذ ما يمكن إنقاذه لأنه مش هقدر أعوض أي حاجة...شعاري في الحياة بعد ما كان في صغري "الأفضل" أصبح "يا أعيش عيشة محترمة يا الموت أفضل لكن إنسان نص كوم معتقدش أصبح بالنسبة لي أنا بس ينفع"
أرجوكم أتذلل لكم ردوا علي وخاصة للكلية لأنه مفيش وقت خالص آسف جدا للإطالة وعلى كده أنا سبت تفاصيل كثير ...
أتذلل إليكم ساعدوني أرجوكم
5/1/2020
رد المستشار
أهلا وسهلا بك يا "محمد" على موقع مجانين للصحة النفسية.
لا داعي للتأسف وأنت تذكر مشاكلك، إنّما التأسف على مشاكلك نفسها وليس عن حديثك عنها. قد زرت أطباء وقد شخّصوك بالوسواس القهري مصاحبا للاكتئاب، وهذا واضح في إفادتك. لكن واضح أنّك لم تتابع عند أحد بانتظام لا في جانب الدواء ولا في جانب الجلسات العلاجية. والغريب أن تقول بعد جلسة علاجية واحدة أنك لم تشعر بأيّ تحسّن ! وأي تحسّن ستشعرُ به بعد جلسة واحدة التي تكون أصلا لجمع المعطيات ما أمكن، هل تعتقد مثل كثيرا من الناس أن المعالج النفسي لديه عصا سحرية أو هو كاهن أو ساحر ! الجلسات العلاجية تحتاج وقت طويلا لتعديل الأفكار والسلوك، فتغيير طريقة تفكير شخص ما وسلوكه ليس بالسهولة التي تتخيّلها. ثم تقول (ومعظمهم لجأ للعلاج الدوائي) كأنك تستهين بالعلاج الدوائي وتهوّن من شأنه ! لا عجب فهذا من النظرة العدائية ضد أدوية الطب النفسي مع أن الناس تلتهم المضادات الحيوية كما تلتهم الحلوى مع خطورتها في بعض الحالات وأثرها على تطوّر البكتيريا ومقاومتها لها على المدى البعيد... المهم الدواء في حالتك شيء طبيعي جدا وهو سيداوي أعراضا كثيرة وسيُريحك شرط أن تلتزم به وتداوم عليه، وليس بمجرد الشعور بالارتياح تسارع للتخلص منه كأنّه لعنة أو مخدّر....
الخطوة الأولى هي الدواء الملائم لحالتك (وسواس واكتئاب) وقد يدوم أشهرا...
الخطوة الثانية هي برنامج علاجي (سيُرشّح لك مستشاروا الموقع في مصر أحدا في منطقتك) تُعدّل فيه أفكارك وعاداتك السيئة بخصوص التنظيم وتوقع السيء واتخاذ القرارات وغيرها. وسيسهُل عليك تنظيم أفكارك بعد اختفاء أعراض الوسواس الشديدة وبعد أن يخّفّ الاكتئاب عندك بفضل الدواء. فالأعراض التي ذكرتْ (الميل للراحة واللعب والتفاهة، تهرّب من الواقع ومواجهة مشاكله)، صعوبة الاستيقاظ والقيام من السرير، استثقال المسؤولية، تضخّم الإنجازات....) كلّها علامات على اكتئاب واضح. أما من جهة الوسواس فهو المسؤول عن التردد المفرط في اتخاذ القرارات والإحساس بأن معايير الاختيار غير ثابتة ومتحوّلة كل مرّة وسهولة تأثير كلام الناس والأقارب عليك.... وأيضا البُطء الوسواسي في المذاكرة والقيام بما عليك فعله، مهمات تأخذ عادة نصف ساعة ستأخذ منك ساعات، فهم الفكرة والتحقق من فهمها جيدا ثم نسيان ما فهمت لتعيد مراجعتها لتفهمها مرة أخرى وهكذا دواليك. هل هذه الحالة مرتبطة بكرب ما بعد الصدمة، ممكن نعم، وممكن لا، إلا أنّ حالتك تفاقمت بعدها لتكون حادثة القطار عاملا محفّزا وباعثا للضغوط النفسية.
أما عن الكليّة وتحديك لنفسك وللناس وخيارات المستقبل، لا يُمكنني أن أجزم ما سيصلح لك وأنت في هذه الحالة، لأنني أراك مريضا وتحتاج علاجا حتى تمضي في طريقك كيفما كان، فقد تحوّل الكلية وتذهب للمسرح أو غيرها وتكتشف أنّك لا تستطيع المسايرة حتى في تلك المواد "السهلة" في نظرك، سيقل الضغط والترقب لكن "جودة الأداء" عندك ستبقى معطوبة ما دُمت تحت تأثير أعراض الوسواس والاكتئاب.
لكني أنصحك عموما بأن تتعالج ثم تُكمل في كليّتك كنوع من التحدي لأن التراجع سيعطيك إحساسا سيئا بالفشل وتضييع سنوات بلا فائدة، حتى إن كت معذورا بمرضك لكنك ستعيش التجربة بشكل سيء. ولن تتجاوزها طول عُمرك وستبقى دليلا (مغلوطا) على أنك "فاشل".وحاول أن تنسى نظرات الناس ولو مؤقتا فليس عليك إثبات شيء للناس، فلا يعلمون عن معاناتك شيئا ولا يحق لهم الحُكم عليك، وأنت تسير بوتيرتك الخاصة ولا يُهمّك حاليا ماذا يقوم به الناس وكيف ينجحون فهذا لا يُفيدك في شيء عكس ما تتخيّله بأنه مصدر للعزيمة والتغيير... أنت تحت وطأة المرض وعندما تتعافى ستجد نفسك تلقائيا قادرا على فعل الكثير من الأشياء دون النظر للناس على أنّهم قدوة.
الموت ليس حلاّ طبعا بل نهاية الحلول، وهروب من الواقع، اصبر وتفهّم أنك في حالتك هاته تبحث على أحد أو شيء لتلومه على حالتك، أتحدث عن لوم الإله أو غيره، لكنها ليست سوى شكوى غير منطقية تفترض أنّ أحدا يتحكم في حياتك ويريد لك ما أنت فيه، إلا أن الحقيقة ليست أنّ أحدا مسؤول عن هذا ولا أنت أيضا ! الحقيقة الوحيدة التي يمكنك الاعتماد عليها هي أنّك تعرّضت لحالة مرضية وستحاول الخروج منها وتحاربها كأي إنسان يُصاب بمرض ويحاول أن يتعالج منه، وهذا ما يجب أن تفعله وتوجّه له جهودك وطاقتك دون ملهيات.
أتمنى لك الشفاء العاجل وأتمنى أن تتناول الدواء بجدية ولا تقطعه إلا بعد أمر الطبيب وتبحث ما استطعت عن معالج نفسي لتقوم معه ببرنامج علاجي غير دوائي.
وأتركك مع بعض الروابط:
البطء الوسواسي القهري
تعريف الاكتئاب
هل مضادات الاكتئاب عقاقير فعالة؟
ما هو الاكتئاب؟
الاضطرابات النفسية بعد الصدمات