أزمة الفقد والخذلان
أنا كنت بحب واحد بقالنا 4 سنين مع بعض في آخر 6 شهور بدأ يبعد عني لحد ما سابني في شهر 8 اللي فات من غير ما يقول لي أسباب. حاولت كتير أوي ولسه بحاول أوصل له وهو بيقطع أي طريق يوصلني بيه بكلمه كتير أوي مبيردش ولما بيرد بيقل مني أوي وأنا تذللت له كتير أوي علشان نرجع وهو مش راضي.
بيعاملني بجفاء ولا كأنه كان بيحبني والنهاردة رد عليّ بعد محاولات رهيبة مني إنه يرد علي وقال لي أنا سبتك علشان إنت مش مالية عيني ومش عجباني وأنا ارتبطت بواحدة وانسيني وعيشي حياتك. جرحني أوي بالكلام أوي كل مرة بيرد عليّ فيها بيجرحني جدًا بالكلام. أنا بقالي فترة كبيرة من شهر 7 عندي اكتئاب.
قعدت من شهر 7 إلى 10 في أوضتي مبخرجش منها. كل يوم عياط هيستيري وكنت بخبي على أهلي مش بحسسهم إن فيه حاجة بس ماما كانت حاسة إني مش بخير. مع بداية الدراسة بدأت أنزل وأتناسى بس رغم ذا كنت دايمًا فاكراه وكل ما بروح مكان بفتكره وافتكر قعدتنا سوا وأرجع أحاول أكلمه واكتئب أكتر. فكرت كتير أوي انتحر بس خايفة وجربت آخد أدوية من أعراضها الجانبية إنها تنيمني بس بردو ولا عملت حاجة كنت اللي بنام فيه بصحى فيه.
مش عارفة أنساه. هو عامل لي بلوك من كل حاجة وكل الشات اللي بينا مسحته بس مش قادرة أخرجه من تفكيري مش قادرة أقتنع إن كل اللي حلمت بيه معاه راح وكل الي عملته معاه راح. أنا كنت واثقة فيه جدًا وحصل بينا تجاوزات كتير نفسي ربنا يسامحني عليها وأسامح نفسي عليها. مش قادرة أكرهه رغم الذل اللي شوفته ومش قادرة أنساه. مش عارفة أعيش حياتي. مليش نفس لأي حاجة أنا شخص كنت بشترك في كل وأي نشاط. دلوقتى بجبر نفسي إني أروح نشاط واحد بالعافية علشان أشغل وقتي. بس أنا مش عارفة أستمتع بأي حاجة وفي نفس الوقت فيه ضغط من الكلية بسبب الامتحانات. حرفيًا كل يومين امتحان وتوتر ومبنامش كويس.
مبقتش أرتاح في النوم ولا بعرف أنام والله العظيم. ذا غير ضغط أهلي بسبب إنهم مش مستحملين مصاريفي وأنا ربنا يعلم بصرف أقل ما يمكن بس دة بالنسبة ليهم كتير بسبب أن المرتب مش بيكفي. وأنا الموضوع ده تاعبني نفسيًا جدًا ومأثر عليّ. واللي بحبه وسابني بردوا في مرة وأنا بكلمه قعد يقولي دة إنت باباكي موظف وأنا كذا وكذا وكذا وإني مش من مقامه يعني مع إنه كان هيموت عليّ وأنا اللي مكنتش راضية. أنا تعبانة أوي مش عارفة أتجاوز كل ذا إزاي وإمتى هرجع كويسة تاني.
وأخيرًا أنا شاكة إن ممكن يكون عندي كانسر لأني اكتشفت كولكيعة في مكان ما في جسمي من 7 شهور بس مكسوفة أكشف. وفي نفس الوقت لو طلع عندي أنا أهلي مش هيقدروا يتحملوا مصاريف علاجي وأنا كده كده هموت. بس الموضوع ده بحاول مفكرش فيه علشان بخاف أوي لأني مش مستعدة. ولو سيبته يسيطر على تفكيري أنا مش هعمل أي حاجة في حياتي ومش هعرف أنجح وأعدي من الكلية.
أنا آسفة على الإطالة يا رب تساعدوني
وشكرًا مقدمًا.
25/1/2020
رد المستشار
صديقتي
أول ما يجب فعله وفورا هو أن تخضعي للكشف الطبي... إن كان ورما خبيثا لا قدر الله أو حميدا، فسيكون علاجه في بدايته أقل عبئا ماديا بكثير وبمراحل عن العلاج في وقت متأخر من نموه.
من ناحية نسيان من أحببت فلا تحاولي النسيان ولكن يجب أن تكون الذكريات والأحاسيس والأفعال بالقدر المعقول... ليس من المعقول أن يكون شخصا واحدا مهما كانت أهميته أو أملنا فيه أو ذنبنا منعه هو محور الحياة المطلق وكل ما عداه يسبب ضغطا واكتئابا مضافا ومضاعفا. إن كان يعاملك بجفاء وبرفض وبإهانة، فلماذا تريدين المزيد؟؟
احتفظي بالذكريات القليلة الممتعة والسعيدة معه واشكري الله على إحساسك بالحب واطلبي منه غفران التجاوزات... اغفري لنفسك وانظري لنفسك بطريقة جديدة ليس فيها الذل أو شحاذة أو تسول الرضا والحب... هذا التسول يقلل من إعجابه بك إن كان موجودا... افهمي أنك مهما كنت فأنت تستحقين أفضل من هذا في معاملتك لنفسك... معاملته لك هي انعكاس لمعاملتك لنفسك... قد يكون استغل سذاجتك ومثل عليك الحب والاهتمام حتى يتسلى بك... كيف كنت عندما أعجب هو بك؟ لا شك أنك لم تكوني من تتسول الرضا وتذل نفسها مرارا وتكرارا... يجب أن تتذكري وتتصرفي مع نفسك أولا والآخرين ثانيا بطريقة أفضل مما كنت عليه قبل أن تتعرفي عليه.
يجب أن تفهمي أيضا أن الحب يقوم على أربعة جوانب متكاملة: المعرفة، الاهتمام، الاحترام، المسؤولية. يجب أن تمارسي هذه الأربعة مع نفسك أولا وبالتبادل مع الآخر ثانيا حتى يمكن تسمية ما يحدث حبا... من لا تحب نفسها لا تقدر أن تحب آخر أو تستقبل الحب من آخر ولا تفهم ما هو الحب أصلا.
أسباب الاكتئاب الأساسية ثلاثة: غضب نحو من لا يجب أن نغضب منهم (الأب والأم والله)، أو طاقة إبداعية محبوسة ومكبوتة، أو علاقة منتهية ولكن هناك إنكار أو محاولة مستميتة لإنكار أنها منتهية ولا أمل فيها. أعتقد أنك تفكرين في نفسك وفي الحياة والمعاني المختلفة للأشياء والأشخاص والعلاقات بطريقة تؤدي إلى وجود الثلاثة أسباب معا... ولكن لديك اختيار مطلق في المعاني والتركيز على أي جانب من جوانب الحياة... الشيء المعتدل هو ألا نهمل ما هو مهم في الحياة وتقدم ورقي وتطور النفس بسبب أن هناك علاقة فشلت أو خدعنا فيها... إن أردت الحزن والحداد دائما، فليس هناك مانع من الاحتفاظ بالحزن ولكن بالقدر الذي لا يعطل تطور النفس إلى الأفضل.
تعلمي من الخبرة والأخطاء واللحظات السعيدة الممتعة ما يفيدك في رحلتك إلى الأفضل وما لا يعطل تقدمك. بدلا من البكاء والاكتئاب، ضعي تركيزك ومجهودك في أفكار إبداعية وفي البحث عن طرق تمكنك من المساعدة المادية لك ولوالديك... نجاحك لا يجب أن يعطله الحزن والبكاء... اجعلي من نفسك من تكون مرغوبا فيها أو صعبا رفضها للأغلبية... من المستحيل أن نرضي الجميع.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرئي أيضًا:
كيف أتعامل مع فقد الحبيب ؟