السلام عليكم ولكم الشكر
ابنتي الكبرى عمرها ست سنوات وتتميز بشخصية قوية وهي إلى حد ما ذكية وتعتبر من النوع الاجتماعي ولكن القيادي .... حيث أن شخصيتها قيادية ولكنها ذكية تعرف كيف تجذب الانتباه حتى تصبح محور اهتمام زملائها وهذا بتعليق من يدرسونها. الجو الأسري مستقر والحمد لله وفي نظر معظم الأصدقاء والعائلة هي طفلة مدللة، أختها الصغرى عمرها سنتان وهي حنونة وتحب أختها.
المشكلة التي تواجهني أنها وقبل أن تتم الأربع سنوات هي تعلقها الزائد بملابسها القديمة وعلى ما يبدو أنه موضوع بسيط ولكنه غريب وتطور لدرجة شكي أن الموضوع له بعد نفسي، هي لا تحب أي ملابس جديدة ولا تفرح بها كباقي الأطفال وهي على استعداد أن ترتدي الملابس القديمة والتي اعتادت عليها حتى وإن تمزق منها جزء.
مع العلم أن هذه الملابس القديمة قبل الاعتياد عليها عندما كانت جديدة كانت ترتديها إجبارا وهذا بعد ما تفشل كل محاولات الإقناع مثلا مثل العيد وكيف أن كل الأطفال في العائلة ونريها هذا وهذا، وتكون موجودة وقت الشراء وتختار معي ولكن وقت التطبيق هي لا تريد إلا ما اعتادت عليه.. مع العلم أن بعد إجبارها أول مرة وبكائها مجرد أن اعتادت الملابس أصبحت لا تريد تبديلها.
تطور الأمر حاليا إلى أنه أصبح يصعب إجبارها لأول مرة وأصبحت النتيجة أنها تريد أن تذهب للمدرسة في الشتاء مثلا بحذائها المحبب الذي ولسوء حظي تمزق من الأمام، وترفض حتى أن تشتري أي جديد تقف في محل الأحذية أمام كل الموديلات وأختار لها أحذية عليها شخصيات الكرتون المفضلة لديها ولكنها تبكي وترفض الشراء وكل تفكيرها كيف نستطيع تصليح الحذاء القديم.
حتى الجوارب يوجد اثنان محببين لديها إذا كانوا مبتلين هي على استعداد لتلبسه مبتلا ولكن لا ترتدي جوارب جديدة، وحتى الملابس الداخلية أفعل كل الحيل حتى لا تكتشف أنها نوع ثاني أشتري نفس الأشكال
تكلمت معها بكل الطرق وأسألها لماذا لا تحبين الحذاء مثلا الأسود ؟؟ ينبغي أن تردي علي : لأنه قديم أو لا أريده لأنه ممزق أو لا يناسب قدماي أو أي رد آخر غير مقنع !! ..... وهي ذكية وتفهم ما أعنيه ولكن وقت التطبيق كأني أعذبها ولم يعد الإجبار حتى في أول مرة ممكن لأنها على استعداد أن تخلع الملابس ولا تريد خروجا أو مدرسة.
واستعملت كل الطرق الترغيبية التربوية المناسبة لسنها ولم تعمل، والإقناع لم يعمل وجربت بعض أنواع العقاب وهي على استعداد لتحمل أي شيء في مقابل أن ترتدي ما تريد ... شيء آخر في فصل الشتاء ترتدي ملابس خريفية مع شدة البرودة لأنها لا تحب المعطف وتحتمل البرودة ولا ترتديه حتى في المطر حتى كدت أبكي من خوفي عليها ولكن أقنعت نفسي أنها لو فعلا تشعر بالبرد سترتديه.
هل أنا أعطي الموضوع حجما أكبر أم أنه يوجد اضطراب نفسي من نوع ما ؟
ولكم كل الشكر
21/1/2020
رد المستشار
شكرا لاستعمالك الموقع.
كلا لا يوجد اضطراب نفسي وهذا التعلق ببعض الملابس ظاهرة نفسية طبيعية تسمى التعلق بكائنات انتقالية Transitional Objects. لا تتحدثي عن الموضوع معها وحاولي شغلها بفعاليات متعددة وسينتهي الأمر تدريجيا.
ويضيف د. وائل أبو هندي السيدة الفاضلة "نجاة" أهلا وسهلا بك على مجانين ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك أ.د سداد جواد التميمي إلا وضع بعض الارتباطات عن الكائن الانتقالي من على الموقع وإن بدت ساخرة لأنها تحدث من مستشيرة كبيرة راشدة... والحقيقة أن اقتصار الأمر على الملابس يجعلنا نستبعد الإصرار المرضي على التماثل insistence on sameness والذي يظهر في أطفال الطيف الذاتوي وغيره حيث يريد الطفل القيام بكل شيء بنفس الطريقة ويطلب نفس الطعام كل مرة وهكذا، ثم لدي انطباع عن ابنتك أتمنى ألا أكون صائبا فيه وهو أن هذا التعلق المفرط بالملبوسات القديمة سمعته من عدد لا بأس به من مرضى طيف الوسواس القهري أنه كان من سماتهم في طفولتهم (فهذه الصعوبة في التأقلم مع التغيير كثيرا تكون سمة وسواسية) أو كان فعلا قهريا استجابة لأفكار وسواسية ترعب الطفل من فكرة استبدال أشيائه القديمة بأخرى جديدة مثلا فكرة تهدده بأنه لو فعل فسيفقد عزيزا عليه كأحد أفراد الأسرة ... وهكذا ... والواقع أن ما يبدو من ذكاء البنت وطلاقتها يجعل المتوقع أنها كانت ستخبرك خاصة مع محاولاتك المستميتة بإقناعها ... لكن يمكنك أن تحاولي مرة أخرى بناء على هذه الفرضية فاسأليها هل تخافين من شيء ما إذا تركت الثوب أو الحذاء القديم ؟؟ هناك أطفال تأتيهم أفكار غير صحيحة بهذا الشأن فهل هناك ما يخيفك ؟؟. إن كانت إجابتها بالنفي فاطمئني ولا تظهري اهتماما بالموضوع كما نصحك مجيبك.
اقرئي على مجانين:
الكائن الانتقالي الفطام..البطانية في شهر8
الكائن الانتقالي الفطام.. البلوفر أو البطانية؟
التعليق: تطبيب سلوكيات الأطفال لا ينفع الطفل على المدى القريب والبعيد ومثل هذه الظواهر مفردة بحد ذاتها لا تستحق القلق. وضعها في إطار طبنفسي لا يساعد الطفل ولا العائلة والطامة الكبرى أن تحصل على تشخيص التوحد أو الوسواس القهري. حتى وإن كانت تخاف من ملابس جديدة بسبب معتقد وسواسي فهذا لا يستحق حصولها على وصمة تشخيص مرض عقلي وسينتهي أمره مع سد احتياجاتها في هذا العمر