نوبات هلع ووسواس قهري
طول عمري بخاف وبترعب من الموت عشان بخاف أتعذب من ذنب واحد. هو أنا عارفة إن ربنا غفور رحيم بس برضو بترعب أوي. فدايمًا كنت ببقى خايفة بس مش مأثر على حياتي كان فتره الليل بس، وكنت بحلم دايمًا أحلام وحشة وإني أفضل أصوت وأقول يا رب لا وإني بموت وأصحى مفزوعة. وبفضل أتنفض وأنا نايمة وآخر فترة كنت بصحى على رعشة في جسمي كله، وكنت بحس بحاجة زي الدوخة كدة أو إني هروح دنيا تانية بس أول ما أقعد كانت بتروح.
من فترة مكنش في أي حاجة خالص وكنت بصلي ولقيت نفسي دوخت مرة واحدة وطولت أوي وافتكرت إني بموت فحسيت إحساس فظيع وضربات قلب سريعة ورعشة في جسمي كله، وفضلت ساعات كده ومستنية إني أموت ومن بعدها وأنا مرجعتش طبيعية و٢٤ ساعة قلبي مقبوض أوي من غير سبب حتى أول ما أصحى من النوم من غير حاجة ألاقي قلبي بيدق ونبضات قلبي سريعة وعايزة أعيط من غير سبب وحصلت لي كذا مرة بعدها
وبحس إني مش مستوعبة حاجة حواليا وإني دنيا لوحدي ومش عارفة أنا مين ولا مين حوالي ولا أنا ليه هنا وفي نفس الوقت بتكلم وأرد وعارفة إجابة كل حاجة في دماغي لكن حاسة بكذا ودماغي مبتوقفش تفكير ومش عارفة أحس بأي حاجة تفرح مهما الناس عملت ومهما شفت مبحسش إني فرحانة خالص. ولو نزلت بالليل بترعب وبحس إني في حلم وفي دنيا لوحدي وقلبي يتقبض ولو شفت ناس بفضل أخاف وأقول إحنا ليه هنا وحاجات غريبة بس عارفة إجابتها. لو سمعت قرآن فيه آيات عذاب وموت بخاف أوي وأفضل أفكر
جيت في فترة أستغفر الله كان ممكن أشتم الذات الإلهية وأفضل أستغفر كتير بعدها بحس إن رأسي دايمًا فيها حد عمال يتكلم غيري ولما بقى يحصلي كدة بلاقي حد ف دماغي يقولي إنتي هتموتي أهو ويضحك وعلى طول نفسي مسدودة وبطني وجعاني حاساها مش مظبوطة وصداع وإحساس إنى هرجع وبحس إني عايزة أنام طول الوقت ولو عملت حاجة كويسة أو قرأت أو كلمت حد كويس أحس أني بعمل كدة عشان خلاص نهايتي قربت فأخاف أعمل حاجة كويسة وأوقات بعمل بس بفضل قلبي مقبوض كتير بعدها وعلى طول بحلم أحلام وحشة أبراص في البيت وسناني تقع في إيدي وحاجات تخوف كتير وجه في دماغي موضوع الانتحار وليه الناس بتنتحر وبتفكر في إيه قبل ما تقدم على الخطوة دي بس فصلت دماغي عن الفكرة.
وأي حاجة وحشة مرض أو تفكير أو أي حاجة ربنا يعافينا بفضل أفكر يا ترى بيحسوا بإيه وأقول لو حصل لي كدهة يا ترى هحس بإيه وحد جوايا يتمنى إنه يشوف هيحس بإيه وفي نفس اللحظة أفضل أستغفر وأدعي أقول يا رب لا وبفضل خايفة لربنا يبتليني.
ولو تعبت أي تعب بحس إن عندي حاجة خطيرة وإني مش هبقى كويسة وبنسى كتير ومبركزش.
وشكرا
29/1/2020
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة "أسماء" حفظها الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا ومرحبا بك في موقعك. أنت تعانين من قلق المخاوف الوسواسي، المخاوف التي عندك من الموت هي مخاوف وسواسية - الأمر واضح جدًّا- فالخوف من الموت والوسوسة حوله هي المهيمنة عليك، وبعد ذلك أتتك هذه النوبة الحادّة، وهي نوبة فزع أو نوبة هلع، وهو قلق نفسي حادِّ جدًّا، يأتي دون مقدِّمات، وهذا النوع من النوبات في حدِّ ذاته يزيد ويُدعّم الخوف والوسواس الموجود أصلا، وهذا ما نسميه بـ (قلق المخاوف الوسواسي)، وهذا هو التشخيص النهائي.
ما حصل معك أثناء الصلاة من شعور بالدوخة وضربات قلب سريعة ورعشة بالجسم هي نوبة هلع، ونوبة الهلع هي حالة نفسية محضة، لا تظهر في الفحوصات لأنها ليست مرضا عضويا، ثم بعد ذلك ظهرت لديك أعراض القلق والتوتر مثل: الدوخة، الرجفة، ضيق التنفس، وعدم التركيز وكل هذا أدى إلى شعورك بالاكتئاب وعدم القدرة على الاستمتاع بالحياة، نوبة الهلع نفسها قد تكون عرضاً من أعراض القلق والتوتر، فإذاً تحتاجين إلى علاج القلق في المقام الأول، وإذا عالجت القلق والتوتر بإذن الله سوف تتحسن حالتك.
وطبعًا الخوف أثناء النوم هو من أنواع الرهاب، وأيضًا الخوف من المستقبل هو من أعراض القلق، كل هذه أعراض قلق وتوتر يا أختي الكريمة، ودائمًا صاحب القلق يكون خائفًا من المستقبل، ومتشائمًا، ومتوجِّسًا شرًّا، والعلاج يجب أن يكون سلوكياً واجتماعياً بجانب العلاج الدوائي.
على المستوى السلوكي يجب أن ترفضي فكرة الوسوسة وفكرة الخوف، لا تناقشي الوسواس حتى لا يستحوذ عليك بصورة أكبر، وعلى الجانب الاجتماعي اجعلي حياتك حياة فعالة ونشطة، لابد أن يكون لك تعدد في الأنشطة الاجتماعية وأن تحسني إدارة الوقت، وأن لا تتركي مجالاً للفراغ، يا حبذا مثلاً لو انضممت إلى أي نشاط ثقافي أو اجتماعي أو لأحد مراكز تحفيظ القرآن، هذا يعطيك نقلة اجتماعية ممتازة تؤدي إلى تأهيلك نفسياً، وترتقي بصحتك النفسية، وتبعدك عن الخوف والوسوسة.
مارسي الرياضة، نحن ننصح بها دائماً، لأن قيمتها العلاجية قيمة كبيرة جداً، وجدنا أن الأشخاص الذين لديهم مخاوف مرضية يستفيدون كثيراً إذا التزموا بتطبيق متطلبات الصحة الأخرى كالنوم الليلي المبكر، وممارسة أي رياضة مناسبة. أيضا حسن إدارة الوقت والحرص على العبادات، وأن يكون الطعام صحياً بقدر المستطاع، هذه المناهج العلاجية ستجدين فيها فائدة كبيرة جدا بإذن الله تعالى.
أما العلاج الدوائي، فأنصحك بالالتزام بتناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف والوسواس، عقار مثل سيرترالين 50 ملجم والذي يسمى مودابكس سيكون مفيداً جداً لك، ابدئي في تناول حبة واحدة فقط منه يوميا بعد الغذاء، انتظمي على استعماله لمدة ستة أشهر، ثم توقفي عن استعماله بالتدريج.
وليس هنالك ما يمنع أن تتناولي مع السيرترالين عقار الـ (إندرال)على اختفاء أعراض القلق الجسدية مثل الشعور بالتنميل وتسارع ضربات القلب والاهتزاز، وستختفي هذه الأعراض تماماً أيضا بممارستك لتمارين الاسترخاء.
أختي الكريمة: الأدوية فعاليتها ستزداد بالتدريج مع تطبيق الإرشادات والنصائح التي ذكرتها لك، وستلاحظين تحسنا ملحوظا – بإذن الله تعالى – لكن الدواء وحده لا يعمل أبدًا ولا يفيد، يجب أن تكون الرزمة العلاجية متكاملة لكي لا ينتكس الإنسان بعد أن يتوقف عن تناوله، التطور الاجتماعي- كما ذكرنا- المشاركات، الصداقات الجميلة، بر الوالدين، النوم المبكر، الرياضة، تمارين الاسترخاء، التوازن الغذائي، وغير ذلك هي السُّبل التي تُعالج مثل حالتك، مع التحقير التام لفكرة الخوف.