مساء الخير
أنا شاب في منتصف الثلاثينات ..لدي ميول ماسوشية ... من بداية بلوغي وأنا أعشق الأنثى التي تمتلك أقداما جميلة وترتدي أحذية أنيقة وخاصة الأحذية عالية الكعب.. يثيرني عناية الأنثى بأقدامها واهتمامها بهم ... خلال السنوات الأخيرة اكتشفت أني شخص لدي ميول ماسوشية.. لا أستطيع الاستمرار مع أنثى عادية .. خيالاتي الجنسية الزوجية المستقبلية تدور كلها في فلك المازوخية... أشعر بانجذاب شديد للأنثى السادية بطبيعتها... لم يسبق لي علاقة كاملة..
المشكلة الحالية أني أخشى من خضوعي وماسوشيتي ... بسبب قناعة داخلي أن الأنثى حينما ترتبط برجل مازوخي ستشعر دائما أن ثمة أشياء تنقصها بسبب ... وأن من المستحيل أن تحب رجلا تجلده وتعذبه وتهينه... أكره فكرة أن أتزوج أنثى تشعر معي بالنقص أو أشعر للحظات أنها لا تحبني كرجل طبيعي .... وأحيانا أخرى أقول لنفسي أن الجوانب الأخرى في حياتنا كزوجين وصديقين وحبيبين واهتمامي بها واحتوائي لها كفيل بخلق الحب في قلبها ومنع أي أثر سلبي تحدثه ماسوشيتي... أعشق ميولى... لست قادرا على التخلص من ميولي.......
هل من نصيحة ومساعدة ...؟؟ ....
ولكم جزيل الشكر
29/1/2019
رد المستشار
صديقي
لقد ذكرت نوعين من الميول... أحدها فتيش أو الإثارة والولع بالأقدام والأحذية، والآخر هو المازوخية.
أسباب وجود فتيش أو فطاشية الأقدام والأحذية قد يبدأ في الطفولة المبكرة بسبب ارتباط شيء من المتعة والإثارة أثناء ما يحبو الطفل أو يجلس على الأرض أو يتمدد على الأرض وهو يرى أقدام النساء اللاتي يعتنين به مثل الأم أو الخالة أو المربية.
الماسوخية في الغالب تكون بسبب اختلاط الرغبة الجنسية مع الشعور الشديد بالذنب من وجودها بسبب تربية منغلقة كثيرا وتعاليم دينية تتمحور حول الشعور بالذنب وبالوضاعة والخسة والتدني لمجرد وجود شهوة طبيعية أو أفكار جنسية طبيعية... الماسوخية تسمح بأن تكون مفعولا به ولست فاعلا، على الأقل في ظاهر الأمر، في الإثارة والجنس وبالتالي فلا ذنب لك في الفعل أو الشهوة أو الإثارة... أقول في ظاهر الأمر لأن الماسوخي غالبا ما يرشد السادي إلى ما يريد أن يفعل به عن طريق إشارات غير مباشرة وإيحاءات...
من ناحية أخرى، الماسوخية تتضمن الإهانة أو العقاب وهذا يكون نوعا من التكفير عن الذنب أو التطهر من ذنب وجود الرغبة أو الشهوة الجنسية... هناك الكثير من الممارسات الدينية التي تتضمن دمج الألم مع المتعة أو جعل الألم وسيلة للارتقاء الروحي مثل جلد النفس في بعض المذاهب المسيحية المتطرفة وغرس الأدوات الحادة مثل السيوخ والخطاطيف في الجسد كوسيلة للبرهنة على الترفع عن الجسد في بعض المذاهب الهندوسية.
قد يكون أيضا السبب هو أنك تعودت على الإهانة من النساء المهمات في حياتك أثناء الطفولة أو أن تكون قد أعجبت بامرأة قوية أو حادة الشخصية أعطتك الانطباع بالسادية. على أي حال، قد تجد توافقا بينك وبين امرأة سادية أو متسلطة وتنشأ بينكما علاقة اعتمادية أو تبادلية المنفعة ولكن وجود الحب في هذه الحالة مشكوك فيه لأن الحب يقوم على المعرفة والاهتمام والاحترام والمسؤولية... يجب وجود الأربعة عوامل لكي ينشأ الحب الحقيقي... لا أعتقد أن هناك من يمكنه توفيق أو دمج الإهانة مع الاحترام.
المشكلة ليست في أنك لست قادرا على التخلص من ميولك ولكن في أنك لا تريد التخلص منها حقيقة... من الممكن إعادة برمجة ميولك عن طريق عدة تقنيات نفسية وعن طريق التخلص من الذنب المرتبط بالجنس أو تصحيح مفهوم أن الخطيئة الأولى هي الجنس والذي يتردد كثيرا في الفولكلور الديني... أقول الفولكلور لأنه ليس من المعقول أن يولد الجميع بما فيهم الأنبياء من خلال شيء لا يباركه الرب.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لتصحيح مفاهيمك وميولك ولكن يجب أن تكون رغبتك في الإصلاح قوية لكي تنجح التقنيات النفسية.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب