رحلة عمر بين أنوثة داخلية وذكورة خارجية
أولاً: أشكر كل القائمين على هذا الموقع الذي يتيح لي ولأمثالي البوح بمشاكل وأسرار ربما لم تتجاوز الصدور والأذهان. حسناً، سوف أسرد قصتي حسب الترتيب الزمني من قبل ولادتي إلى الآن، مع العلم أني أول مرة أتحدث عن هذا الأمر:
* قبل الولادة إلي سن 3 سنوات:
- أمي قالت في بعض المرّات أنها كانت تظن أنها ستنجب بنتاً وفي فترة الحمل كانت تضع مساحيق التجميل وتجلس تنظر في نفسها في المرآة بدون سبب أو غاية مباشرة لذلك، وعند ولادتي يقولون أن جسدي هزيل دائما، ودائما مريض وأعاني من احمرار كامل جسدي والذي بقي معي إلى الآن فقط في أذني ووجهي في فترة معينة من السنة.
- كنت أُعامل معاملة فيها نوع من الدلال الغير مبالغ فيه. ومبالغ أحياناً من جدتي.
* من سن 3 سنوات إلي فترة المراهقة 13 سنة تقريبا:
- أذكر أني في عمر 4 سنوات وأكثر عند خروجي من المنزل مع أمي كنت لا أخرج قبل أن أستعمل أحمر الشفاه والكحل حتى مع رفضها الشديد الذي يزول بإصراري وبكائي المتواصل حتى ترضخ للأمر، والغريب أني لا أرغب في تقبيلي من قبل النساء اللاتي يضعن أحمر شفاه وأحيانا أصفعهن حتى لا يقبلنني.
-علاقتي مع والدي كانت قوية وأستطيع القول أنها عادية كأي علاقة بين ابن و أبويه
- بعد سن الخامسة، كنت ألعب مع أقربائي من الأولاد والبنات، وكنت أكبرهم، ما لم أفهم دوافعه هو أنّي أقوم بلباس ‘‘كولون‘‘ وأتظاهر بأني أم إحدى قريباتي وطبعا هذا كان خفية، وأمام بقية الأولاد كنت أتظاهر أني زوجها وأقوم بتقبيلها ولمس مناطق حساسة في لحظات الغفلة..
- إحدى قريباتي الأكبر مني يقمن بإثارة غيظي بنعتي "بنوتة" وذلك لملامح وجهي القريبة للأنثى، وكانت هذه المسألة تتكرر في عدة مناسبات، وكان هذا يغيظني جداً.
- من سن 6 إلى 13 سنة كانت حياتي تقريباً طبيعية، ودخلت المدرسة وكانت علاقتي بالجنس الآخر جيدة لاسيما وأني كنت متميز جدا في الدراسة ومحط أنظار الجميع من المدرسين والتلاميذ وكان يعجبني جداً أن أكون مميزاً في عيون الناس (كنوع من الغرور).
* فترة المراهقة إلى سن 20 سنة:
- هنا أستطيع القول أن القصة انطلقت (قصة عذابي). لا أذكر من أين أتيت بفكرة أن أرتدي ملابس نسائية (خاصة وأنها متوفرة في منزلنا لطبيعة عمل أمي)، فأول عادة سرية قمت بها كانت وأنا أرتدي ملابس نسائية وأتخيل نفسي فتاة وكان هذا الأمر يزداد تعمقاً في داخلي ويسبب لي ألماً نفسياً عميقاً حيث بعد تلك النشوة والسعادة بذلك اللباس أعود وأُعامل كـ "ذكر" وازداد شغفي بذلك، وكنت أنتهز فرصة وجودي وحدي في البيت لأتحول إلى فتاة، وما زاد إعجابي بهذا الصنيع هو أني أنقلب فعلا إلى فتاة، يعني أن ملامح وجهي الطفولية الأنثوية تؤكد تلك النزعة في داخلي وتلزمها في نفسي حتى دأبت على ممارستها تقريبا مرة كل أسبوع وأحياناً أكثر من ذلك. - عند بلوغ سن 15 وظهور شعر الشارب بطريقة واضحة لم أرغب في وجوده فقمت بحلاقته حتى لا تهتز صورة الفتاة عندما أرتدي ملابسها، وتبقى في الظاهر "بنت" لا تستحق إلا ثديين من الجوارب وبعض مساحيق التجميل وتنورة.
- في عالمي الخارجي، علاقتي بأبي توترت قليلاً وأظن سببها تحول مزاجي وتغيره وعدم وضوحه بالنسبة إليه. في منزلنا نستقبل كثيراً من الأقارب وأغلبهن نساء، فكان هذا يجعلني أعثر على أكثر من مصدر للملابس، أما في المحيط المدرسي فإني أمارس علاقاتي العاطفية الطبيعية كـ "ذكر" وأنا ناسي أو متناسي ما قمت به ليلة أمس وأنا "متحول"
- هكذا كانت حياتي في تلك الفترة، بين فتاة في الخلوات وشاب عادي في الظاهر والعلن مع أني ملتزم دينياً ومن عجائب حالتي التي لم أجد لها تفسيراً أنه أمام رغبتي في التحول كنت ألجأ إلى الله إما يريحني من هذا العذاب أو يحولني إلى فتاة، وأعتقد أن العذاب النفسي كان شديداً خاصة مع اضطراب مزاجي وانطوائي في كثير من الأحيان مما يجعل أبواي لا يفهمان ما بي، فلا أساليبهما السلسة ولا العنيفة نفعت معي حتى أن أبي عندما يعجز عن حالتي ويراني كثير المكوث في المنزل، يقول لأمي: ألبسيه فستاناً واجعليه يعينك على ترتيب المنزل‘‘ وهذا ما يجعل شخصية الأنثى فيّ تتلهف لمثل هذا السيناريو وشخصية الذكر تتذمر وتستهجن ولكنها تصمت لا أدري إستسلاماً أم رضاً بذلك.
* سن 20 إلى الآن 30 سنة :
- في هذه الفترة تراجعت في أولها عن التشبه بالبنت وانعدمت حاليا وذلك نظراً لتفاصيل البلوغ التي سادت كامل جسدي، فكيف أرتدي فستاناً ولحيتي في وجهي؟! حتى إن حلقتها سيبقى من أثرها الكثير من الوضوح، ناهيك عن شعر بقية جسدي. – بدأت في تلك الفترة أستعين بالمواقع الإباحية والتي زادت فيّ الرغبة وفتحت عيني على عوالم المتحولّين والشيميل والكروسدريسر وغيرهم. أشاهد هؤلاء وأحلم أن أكون مثلهم، أرى هذا في يقظتي ومنامي وفي أفكاري، أشاهد وصفات وطرق الميكاب وأشاهد موضة النساء وأغوص في عوالمهن، أحسد تلك المغنية أو تلك المشهورة على فستانها وأناقتها كأي بنت، أتمني أن يكون لدي رحم خفي في جسدي ويكتشفه الأطباء وأقوم بعملية تحويل. - والله ثم والله لا أرغب في ممارسة الرذيلة كما الكثيرين ولو كنت راغباً في ذلك لفعلت، فلا أروم سوى أنوثة مكنونة تتجلى في الظاهر والباطن، أحب أن أعيش كأنثى فقط، أنثى طبيعية لا أكثر.
- أما في عالمي الذكوري الموازي المناقض فقد ازدادت تجاربي العاطفية و في كثير من الأحيان كنت أنغمس فيها لأثبت لنفسي أني "ذكر"، فقمت بعلاقات جنسية غير كاملة، فقد كانت سرعة القذف تسبقني وأعود نادماً، فلا ذكراً نفعت ولا أنثى نفعت.
- أما في آخر سنوات قمت بخطوبة فتاة وها هي الآن تعاني تقلبات مزاجي، عندما تشتد رغبة الأنوثة أقاطعها أياماً بتعليلات كثيرة، وعندما تهدأ العاصفة الأنثوية أعود إليها بترقب للعاصفة الأخرى.
- أنا لا أدري ما بي وماذا يجب علي أن أفعل؟! هل أكون ذكرا صوته ضعيف ووجهه طفولي وبنيته ضعيفة؟ أم أنثى تتطلب مجهوداً عظيماً للتحول وهذا ما أرفضه طالما لا يوجد موجب شرعي لذلك. رجاءاً أفيدوني، فقليلَ من التفسير قد يعينني.
وأرجو أن أكون قد وُفّقت في طرح مشكلتي.
شكراً جزيلاً لكم
9/2/2020
رد المستشار
تفهمت رسالتك جيدا... ورغم ما ورد فيها من سلوكيات تشير إلى رغبتك أن تكون أنثى ... إلا أن مقومات الرجولة أيضا واضحة بل طبيعية في الأصل... فهذه الرغبة أو الأحاسيس لا تكفي لتشخيص "اضطراب الهوية الجنسية". أي أن هناك أعراضا أخرى يجب أن تترافق مع الرغبة أو الإصرار, ومنها:
• الإقرار بالرغبة في أن يكون من الجنس الآخر (فتاة تقر بأنها ولد أو العكس)
• التصرف غالبًا كفرد من الجنس الآخر(فتاة تتصرف بأنها ولد أو العكس)
• أو الرغبة في أن يعامله الآخرون كفرد من الجنس المغاير،
• أو القناعة التامة بأنه ينتمي للجنس المغاير ويشعر بمشاعره ويتفاعل بطريقته.
أي أن الأعراض أعلاه وأيضا سلوكك يجب أن يكون واضحا ظاهرا وباطنا أمام الجميع.
وسوف أعطيك فكرة بسيطة عن هذا الاضطراب, الذي يتميز بضيق دائم وشديد بشأن الجنس الحقيقي أو الفعلي، ورغبة الانتماء للجنس المغاير (المقابل) والانشغال الدائم بالملابس والنشاطات للجنس المغاير أو كليهما ورفض الجنس الحقيقي أو الفعلي...... وهذا الاضطراب يكون أكثر في الأولاد منه في البنات، حيث يبدأ الولد بأنواع من اللعب وهوايات تمارسها البنت وارتداء ملابس البنات أو النساء، إضافة لتقليده لحركات البنات والاهتمام بمظهر شعره وثيابه وكذا مشاركة البنات في اللعب معهن. والبنت التي تعاني من هذه الاضطراب تلبس ملابس الذكور وتلعب مع الأولاد وتبدي اهتماما بالرياضة الجسدية الخشنة والعراك مع الأولاد، كما أنها لا تبدي اهتماما بألعاب البنات مثل العروسة. بمعنى أبسط أي رغبة البنت أن تكون ذكرا, ورغبة الذكر أن يكون أنثى........ وتظهر هذه الحالة أثناء سنوات ما قبل المدرسة وتشخص قبل مرحلة البلوغ في الجنسين.
وسوف اُلخصُ لك تشخيص "اضطراب الهوية الجنسية" بأسلوب بسيط كالتالي:
• رغبة عامة ودائمة عند الطفل للتحول إلى الجنس المقابل للجنس الحقيقي (أو الإصرار على الانتماء إلى الجنس المغاير) قبل الدخول في مرحلة البلوغ
• رفض شديد لسلوك أو صفات أو ملابس الجنس الحقيقي أو لهما جميعا، وتظهر أثناء سنوات ما قبل المدرسة
• رفض للأجزاء التشريحية الخاصة بالجنس الحقيقي من الجنسين
• نادرا ما يصاحب اضطراب الهوية الجنسية رفض مستديم للأعضاء التشريحية الخاصة بالجنس الحقيقي، فالبنت تتبول وهي واقفة وتؤكد أن لديها قضيب، أو أنه سينمو لها قضيب وأن لن ينمو لها أثداء أو تكون لديها دورة شهرية
• يجب أن يكون الاضطراب مصحوبًا بخلل وعدم راحة في التصرف اجتماعيًّا أو وظيفيًّا أو غير ذلك من مناحي السلوك
أنت لم تذكر الرغبة أو الإصرار على التحول إلى الجنس المقابل أي لم تذكرأيا من النزعة القوية الدائمة أو الإصرارعلى التحول إلى الجنس المقابل. ورغم أنك ذكرت في رسالتك الميل إلى أو رغبتك أن تكون أنثى, ولبس ثياب البنات, أو بالأصح أنك تلبس ملابس نسائية, وتستخدم أحمر شفاه ومساحيق التجميل وغيرها كما ورد في رسالتك.. وكذا تجربتك الجنسية وكثرة العلاقات العاطفية مع الجنس الآخر التي وردت في رسالتك... ورغم أنك ذكرت المراحل العمرية التي مررت بها ... فهذه الرغبة أو الأحاسيس لا تكفي لتشخيص "اضطراب الهوية الجنسية". ولا أستطيع أن أضعه لحالتك تشخيصا.
ورد في آخر رسالتك عبارة أنك ترفض التحول ولا يوجد موجب شرعي لذلك... هنا يبدأ النظر في الأمر... فلك أن تتصور أن تحول إلى أنثى
- لن يكون لك رحم لكي تحمل وتلد
- يزرع أو تعمل قناة مثل المهبل تسمح بالعلاقة الجنسية
- لا تبلغ الذروة في الجنس والاستمتاع نظرا لغياب الأعصاب الجنسية الطبيعية
- القناة المصطنعة ستكون مستنقعا للأمراض الجرثومية وتمتلئ بالروائح النتنة
- جفاف القناة المصطنعة ستكون جافة مما يجعلها منكمشة وتحتاج لتمديدها أو توسيعها.
- خطر العلاج بالهرمونات له مخاطره من حيث زيادة فرص الإصابة بالسرطان وزيادة نسبة حدوث الجلطات وزيادة نسبة الدهون في الدم
- الفشل في تبني الدور الجديد في المجتمع، خاصة في المجتمعات التي ترفض هذا الأمر وتستهجنه.
- وبالنسبة للأسرة يكون التحويل صدمة لها ووصمة اجتماعية
- ستتردد كثيراً عند الإقدام على الزواج حيث أنه لا يقدم شاب على الزواج من فتاة كانت رجلاً أو العكس
وكما أثبتت أن إجراء مثل هذه العمليات لا ينهي المشكلة بل يظل الشخص في دوامة من المتاعب النفسية والاجتماعية, فضلا عن التشوهات التي تلي هذه العمليات في الأجهزة التناسلية وفي الجسد ويظل الشخص غير قادر على ممارسة الحياة الطبيعية التي يتمناها، ولهذا تكثر نسب الاضطرابات النفسية والانتحار في الأشخاص الذين أجريت لهم عمليات التحول الجنسي.
أنصحك بقراءة "برنامج علاج الشذوذ الجنسي في المجتمع العربي والإسلامي" في باب مقالات متنوعة على هذا الموقع, وهو برنامج للعلاج الذاتي.
واقرأ أيضًا:
المثلية أو الشذوذ الجنسي علاج الآسف للشذوذ: ع.س.م1
المثلية أو الشذوذ الجنسي علاج الآسف للشذوذ: ع.س.م2
ونصيحة لك.. اترك ما كان الأمرعليه من ماض حياتك... تزوج,,, .. وإن تعذر الأمر في مشاعرك وأحاسيسك استشر في الأمر اختصاصيا أو طبيبا..