الوسواس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا مريض بالوسواس القهري من نوع الوسواس الفكري في عدة أمور كنت عانيت منه لمدة سنة وتخلصت منه وهذه السنة عاد إلي، أنا وسواسي فكري فقط يعني لا أقوم بأي طقوس جسدية بل أقوم فقط بطقوس فكرية في رأسي فقط كمناقشة تلك الأفكار ومحاولة إثبات أنها غير صحيحة ...
قرأت عن المرض وعلمت بأن هذه الطقوس تزيد من حدة الوسواس القهري وبعد ذلك قررت التوقف عن هذه الطقوس وبالفعل توقفت عن القيام بهذه الطقوس ... لكن الوساوس لا زالت موجودة وللأسف في بعض الأحيان أضعف أمام الوسواس وأقوم بالطقس بعد ذلك أعزم على أن تكون هذه آخر مرة أقوم بالطقس ...
قد أقول بأنني استطعت أن أمتنع عن أداء الطقس بنسبة %90, لكن الوساوس لا تختفي وهنا المشكل فرغم أنني استطعت أن أتوقف عن أداء الطقوس إلا أن الوساوس لا تختفي بل زادت بعد توقفي عن الطقوس ...
حاولت أن أشرح لكم الأمر وأوصل الفكرة كاملة فأتمنى أن أكون قد فعلت.
ما نصيحتكم لي كيف أتعامل مع هذا الأمر ؟
10/2/2020
رد المستشار
الابن الفاضل "Monir" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
دعني أحييك أولا يا صاحب الوسواس الفكري (أو الوسواس النقي Pure OCD من حيث أن الوسواس يخلق قهورا من جنسه فهو فكرة تولد طقوسا فكرية أو عقلية)..... على ما حققت في طريق العلاج وإن اختلفت معك في نسبة 90%..... كما سأبين لك:
إلى أي حد توقفت عن قهور أو طقوس (مناقشة تلك الأفكار ومحاولة إثبات أنها غير صحيحة).... إذا اتفقت معك مبدئيا أنك تنجح في هذا بنسبة 90% فهل هذه هي القهور الوحيدة التي كنت تقوم بها تفاعلا مع الوسواس؟ بمعنى آخر ليست مناقشة الفكرة الوسواسية لدحضها هي الفعل القهري العقلي الوحيد الذي يلجأ له مريض الوسواس القهري العقلي أو النقي هناك قهور أخرى منها تحاشي ما قد يزيد من حصول الفكرة الوسواسية ومنها محاولة إلهاء الوعي عنها وغير ذلك وهذه كلها أفعال قهرية عقلية أو طقوس تؤدي إلى تعزيز ورود الفكرة الوسواسية..... فإذا كنت توقفت عن قهور المناقشة 90% فكم نسبة امتناعك عن التحاشي وعن الإلهاء ؟
هناك تشبيه أستخدمه في علاج مرضى الوسواس من المهم جدا أن يفهموه وهو "العلاج ليس للوسواس".... ويقصد بهذا إيصال معنى الشفاء أو التحسن للمريض إذ أبين له كيف أن طريقة عمل عقاقير علاج الوسواس القهري أو بالأحرى أثرها الذي يستشعره المريض هو أنها تقلل من حساسيته لإلحاح الفكرة أو الحدث العقلي الوسواسي لكنها لا تعمل على مصدر الوسواس نفسه، فيقال للمريض عندنا وسواس وعندنا إنسان وعمل الوسواس في الإنسان أنه يدفعه لفعل شيء ما ليقلل من إزعاج الوسواس له وهذا الفعل هو الفعل القهري، وبينما العلاج العقاري يعمل على الشخص فقط مقللا من حساسيته للوسواس ولا علاقة له مباشرة بالفعل القهري فإن الع.س.م (العلاج السلوكي المعرفي) يعمل بشقه المعرفي على الشخص لإحداث نفس النتيجة بطريقة معرفية أي أنه يقلل من حساسية الشخص للوسواس ويعلمه طرقا جديدة للتعامل معه، وأما شقه السلوكي فيعلم الشخص ألا يستجيب بأداء الفعل القهري وهذا ما يتميز به الع.س.م من خلال تقنية التعرض ومنع الاستجابة، المهم هنا أن لا شيء من الطرق العلاجية المتاحة يعمل على الوسواس وبالتالي فإن العلاج ليس موجها للوسواس وإنما للشخص وطريقة تفاعله مع الوسواس يعني الشفاء لا يعني توقف الوساوس عن الحدوث وإنما أن يتعامل معها الشخص بطريقة مختلفة.
إذن الوساوس لا تتوقف مباشرة بعد نجاحك 100% في الامتناع عن القهور ... لكنها تحتاج وقتا يختلف من شخص لآخر لكن النتيجة النهائية تكون توقف الوساوس بعد انعدام قدرتها على التأثير في الشخص... وأما مسألة أنها تزيد فهذا أيضًا صحيح أنها تزيد كرد فعل على نجاحك في الامتناع عن الاستجابة وكأن الوسواس يحاول الضغط عليك لتعاودالوقوع في فخ القيام بالقهور وعادة أستخدم التشبيه الوسواس كيان عاقل متفاعل مع أفعالك وردود أفعالك لإيصال هذا المعنى للمريض.
اقرأ أكثر من المقالات الموجودة في ملف طيف الوسواس القهري على الموقع، وإذا لم تجد ذلك كافيا فإن النصيحة هي طلب المساعدة من معالج نفساني.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.