حل لنوع معين من الماسوشية
السلام عليكم، أولا أحب أعتذر على الإطالة لأن القصة طويلة وأتمنى التركيز فيها لأني حاولت حاجات كثيرة والموضوع فعلا موقف لي حياتي.، أولا سأحكي من البداية، المهم أنا لما كنت طفل في سن الابتدائي والإعدادي مش فاكر بالضبط لاحظت حاجة غريبة وهي أني لما ألعب مع أصحابي كاراتيه أو مصارعة وحد فيهم يثبتني في الأرض أو يكسبني أحس بفرحة غريبة (بس مش قدام حد) المهم أنا كنت أعرف واحد في سني وجاري بيحب يتفرج على المصارعة وكان طفلا مهووسا بالحاجات دي ودا عادي الأطفال والكبار بيشوفوا الحاجات دي
المهم كنت بجيبه نلعب كوتشينه مثلا في البيت عندنا وأرخم عليه وأسيبه يضربني بالرغم أن ربنا الحمد لله كان مديني قوة وأنا اللي كنت بسبهم يثبتوني وكنت بحس بالشهوة أو السعادة دي مش من الألم أنا كنت بحسها من الإحساس بالتحكم والسيطرة وعذرا في اللفظ كان بيقلد حركة مصارع وكان بيثبت رأسي بين رجليه ودا شيء يعرف بـ head scissor المهم قعدت كدا سنين في إعدادي وكبرنا وبطلت ألعب معه بكدا لأن خلاص أنا كبرت وعيب أحد يهينني كده وكنت أستغرب هل هو اللي كان طفل غبي وأنا بستدرجه بذكائي ولا هو كان مبسوط برده؟؟
المهم لاقيت على اليوتيوب في مرة فيديو فيه نفس اللي أنا كنت مبسوط منه وكان بنت هي اللي بتتحكم وتهين ولد ودي كانت. البداية بسبب سني وأني كبرت ومش بلعب مع حد كدا بقيت بشوف الفيديوهات دي على النت وها أنا الآن عندي اتنين وعشرين سنة في آخر سنه لي في كلية هندسة وطول ما أنا في الكلية من بعد ثانوية عامة وأنا مقرر إني أبطل أتفرج على الحاجات دي بس كل خططي كانت بتفشل ومكسوف جدا من ربنا ومن أهلي اللي فرحانين بيا وطالعين بي السما لأني شخص بار ومحترم مع إخواتي وبنزل أصلي في الجامع يعني من الآخر ما خفي كان أعظم ولكن الظاهر كله حلو
وللأسف الشديد الموضوع مأثر معايا في كل حاجة في حياتي من أول درجاتي في الكلية لغاية حتى علاقاتي الاجتماعية وأني بكسف بطريقة غريبة من أي بنت معرفش ليه وبقيت منعزل بطريقة ما وحاسس إني هتخرج وهبوظ الدنيا بعدها وهيطلب مني حاجات لازم أكون مستعد لها والموضوع دا واقف في طريقي وشاغل فكري ومش عارف لما يجي وقته أني أخطب أو كده هي هتتقبل حاجة زي كده ولا لا ولو تقبلته هل أصلا حرام ولا لا ؟؟.
آسف على الإطالة ولكن أنا جربت حاجات كتير جدا وإني ألاقي فكرة جديدة لأني ضايع فعلا والمدة طويلة جدا اللي عملت فيها الكلام دا.
وأتمنى تديني فكرة بره الصندوق كما يقولون
وشكرا
14/2/2020
رد المستشار
أهلا بك يا "خالد" على موقع مجانين للصحة النفسية .
أولا عن سؤال بخصوص تحريم ما بينك وبين زوجتك، أظنّ أنّه هذا هوس بتفاصيل ما أنزل الله بها من سلطان، كيف لزوجان يجامعان بعضهما ثم يتساءل أحدهما هل ممارسة دون الجماع تُعتبر حراما ! ألا يبدو لك هنا خلل في تصوّر الحرام والحلال ؟ لذا دع هذا الجانب ولا تفكر فيه فهو من تشوهات ثقافتا وفهمنا للدين الذي ندين به.
المشكلة هي أنّ تصوّر الأنثى لفعل جنسي أو شبه جنسي ساديّ مع زوجها في وضع مازوشي هو الأصعب، فالعكس هو المعتاد والطبيعي، وحتى لو كانت هي نفسها سادية فبناتُنا مؤدّبات "أكثر من اللازم" في هذه المواضيع مع أزواجهم، فستعيش دون أن تنبِس ببنتِ شفة، خوفا من نظرته، كما يخاف هو من نظرتِها في أمور غريبة، في جوّ من غياب الحوار والتوافق الجنسي.
أما عن الجانب النفسي، المازوشية ليست شيئا شاذا في كلّ درجاته، بل إن لكل رجل نصيبا منه قلّ أو كثُر، وللمرأة نصيب أكبر منه، نظرا لوجود السادية أكثر عند الرجال والمازوشية عند النساء، لكن هذا لا يعني أن وجود ميل سادي مهيمن عند الرجل يزيح أي ميل مازوخي ولو كان جزئيا. كذلك بالنسبة للمرأة، سيطرة المازوشية عليها عموما لا يعني أنها لا تملك أي ميل أو خيال ساديّ.
هذا وإن من المازوخية ما هو شديد لدرجة أنه لا وجود لنشوة جنسية (وصول للشبق الجنسي) إلا بوجود إيذاء وألم. ولا أظن أنّك منهم، وهذا ما قصدتُ بتقسيم المازوخية إلى درجات.
هذه النقطة ضرورية للتعامل مع القضية، لأنني لاحظتُ أنّك تُضخّم هذا الخيال وتُمركز عليه حياتك وقيمتك الأخلاقية ودرجة تديّنك... هل مشاهدتك للناس وهي تسير في الشارع غرّتْك فحسبتَ أنّهم أفضل منك في القضايا الجنسية؟! لكلّ أسراره لكنها تخفى على بعضنا البعض، وإذا كنت مثاليا فإنّك تفترض أن النماذج حولك تلتزم بتلك المثالية إلاّ أنت. هذا بسبب أنك تعي نفسك وتطّلع على أحوالها عكس أحوال الناس، لذا فهو استنتاج خاطئ مغلوط.
شعور الخزي عندك مبالغ فيه أيضا، فأنت لا تزيد عن المشاهدة والتخيل لكنّك تصف نفسك وكأنه ماجن في الدرجة الأولى. نحن بشر ونزواتنا الجنسية جزء منّا شئنا أم كرهنا، وأي نموذج للتدين أو الأخلاق يُصدّر إليك ويريد منك أن تتبرأ وتتنكّر لنزواتك وتجلد نفسك لأنك "بشر" ويرسُم لك صورة خيالية عن "المؤمن" عن "الطاهر النبيل" فهو كذب وسينهار عاجلا أم آجلا. ديننا يضع حدودا عن بعض السلوكات نعم، ويُخيّل لنا أنّه يدعو لنموذج نقيّ متعال على الطبيعة البشرية إذا ما شكّلت بعض نصوصه سنَدا للوعاظ وأداة لرسم تلك الصورة "المسبقة" في أذهانهم التي يبحثون عنها في نصوص ويتجاهلون نصوصا أخرى توضح خطأ وزلات الصحابة، ونسبية "الصلاح" وامتداده في مظاهر كثيرة. فمن ضعُف في جانب تقبل الله من جوانب أخرى وهكذا. كل هذا من أجل "رفع الهمم" لكن النتيجة هي ما ترى في نفسك ! تأنيب ضمير مرضيّ يُعيق عن حياتك وتزيد تخوفاتك المستقبلية.
أزيد نقطة أخرى مهمة، وهي أن النزوات الجنسية في غياب الإشباع "الطبيعي" لها (في حالتك الزواج) تتخذ من "الخيالات الأكثر تطرّفا" مطيّة لها، بسبب أن تصاعد الشهوة الجنسية لا يكون طبيعيا وتلقائيا في غياب شريك جنسي، من أجل هذا نسمع قصص التطرف في مشاهدة الإباحيات بشكل تصاعدي حتى لا يقنع بعدُ بكل أنواع الممارسة الطبيعية، فيلتجئ إلى المثلية، أو العنف الشديد أو جنس الحيوانات أو ما كان غريبا وشاذا.... إلخ
أما في حالة وجود تفريغ مع الشريك، فستكتشف أنّ قضاء الرغبة الجنسية لذلك بذلك التعقيد ولا يحتاج كل تلك المثيرات الجنسية الشاذة والمتطرفة.
أفترض أنّك جرّبت الكثير من الأشياء، ولم تجرّب شيئا بديهيا وبسيطا: أن تتعامل مع الأمر على أنّه شيء عادي ولا يخرج عن طبيعة البشر الأكثر سواء. هذه الخطوة مع بساطتها ستجعلك تتصالح مع ذاتك، ستحملك على هدم "أسطورة" البشر- الملائكة.... وأن تتمتّع بـ"رفع أهلك لك للسما"! فهذا من حقّك وليس لأن لديك ميلا كسائر البشر تشعر أنّك "تتقمّص" دور الصالح الفالح. وبالمناسبة حالات مثل هذه تُسمى imposter syndrome وهي مرتبطة عند واضعيها بـ"استيهام fantasme مازوشي"! فهل تتخيّل الارتباط هنا ؟ أي أن "متلازمة المحتال" متعلقة بآلية تعتمد خيال مازوشي لتحطيم "نرجسية" الإنسان... حتى يُمارس نوعا من التواضع المذموم واحتقار منجزاته ومسيرة حياته.
النصيحة الثانية هي أن تُحاول عدم التّمركُز على هذه الخيال المازوشي /الجنسي، واكتشف وركّز على "جنسانيّتك" في خطوطها الأخرى. حتى تخرَج من قوقعة الطفولة وتجاربها، فمعلوم أنّ أول شيء نكتشفه ويرتبط باللذة الجنسية ولو بشكل غير مباشر ولا واع (كما حصل مع أصدقائك) يكون أقوى من غيره من التجارب اللاحقة، لكن لا يعني أنّه سيبقى مسيطرا عليك حياتك كلّها، لأن الإنسان ينضُج، ومن النّضج معرفة الحقائق العلمية واكتشاف عوالم أخرى وعدم التحفظ من البحث والتساؤل وإلا فستُسحق بين مطرقة رغباتك الدفينة، وبين سندان الأخلاقيات والأساطير التي تضعها معيارا (قاسيا) للحكم على نفسك.
وأتركك مع بعض الروابط:
المازوخية
الخبرة الأولى؛ السادية والمازوخية وحكم الشرع!
استعذاب الألم المازوخية ومشاعر الذنب
حب الأقدام ليس بالضرورة توثينا ولا مازوخية
كيف أعالج من المازوخية ؟
السادية - المازوشية أسطورة في الطب النفسي