كيفية التغلب على تعذيب النفس
السلام عليكم ورحمة الله، لي بنت خالي عمرها 16 تعلقت بي مباشرة بعد موت أبيها وأنا في البداية استعطفتها وأشفقت عليها لكن تعلقها بي زاد كثيرا خاصة أنها لم تلقَ الرعاية المناسبة من طرف أمها وإخوتها.
مما جعلني أنا متنفسها الوحيد لكن بحكم عملي والدراسة لا أجد متسعا من الوقت للحديث معها الأمر الذي يجعلها تقوم بتعذيب نفسها وجسدها وتهددني في بعض الأحيان بأن تقوم بأشياء إذا تجاهلتها.
هي الآن مقبلة على امتحان البكلورية وأخاف أن تأثر حالتها النفسية على نتائجها مع العلم أنها الأولى في دفعتها من حيث النتائج الدراسية. وأنا وعدتها بزواج بعد نهاية السنة الدراسية وتجاوز البكلورية
أستاذي الفاضل أرجو أن تزودني ببعض النصائح لتجنب الانهيار النفسي وكارثة محتملة
ومساعدتها على تجاوز هذه المرحلة وهذا الفراغ الذي تركه رحيل أبوها عنها
16/2/2020
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة السيد "عبد العال" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جميل جداً أن نشعر بإنسانيتنا ونُشعر الآخرين بها فالإنسانية ما زالت بألف خير عندما نقوم بواجباتنا الدينية والاجتماعية بما يخص من حولنا.
قد أوصانا الباري عز وجل بأنّ اليتيم فلا تقهر وأمّا بنعمة ربكّ فحدّث. إنه لراحة نفسية للذي يقوم بعمل الخير أكثر ممن يقع عليه فعل الخير فألف مبروك لك هذا المستوى العالي والراقي من التصرف بأخلاق وإنسانية وضمير ودين مما تفعله مع ابنة خالك اليتيمة.
قطعاً إن العلاقة بين اثنين يريدان الزواج لا يجب أن تكون مبنية فقط على الشفقة أو القيام بالواجب الأخلاقي المفروض علينا، بل يجب أن تكون بعلاقة متبادلة من الحب والإعجاب والانسجام. فإذا كانت تلك الفتاة من المستوى المقبول بالنسبة لك من الأخلاق والأدب والوعي والنزاهة بأن تستحق أن تكون شريكة حياتك فإنك تبني مستقبل حياتك على قواعد ثابتة وركائز متينة يمكن أن تنجب بعدها البنين والبنات لكي تعمّر المجتمع بعائلة جديدة ملأها الحب والإيمان.
أما إذا كنت تريد أن تبني حياتك على الشفقة والتنازل عمّا كنت قد حلمت به لتؤسس بيتك الزوجي الموعود فقد يكون ما تقوم به هو حل لمشكلة إحداهم على حساب بناء مشكلة عند شخص آخر. لذلك إذا رأيت فيها بأقل تعديل، الإمكانات بأن تتحول بالشكل الذي تريده وأن تكون امرأة صالحة تستطيع أن تلبّي طموحاتك في حياة زوجية هانئة فلا بئس ولك الأجر والثواب ولربما تكون ممن يثاب أكثر على هذا العمل النبيل ببناء عشٍ زوجي سعيد.
لربما يكون الله عز وجل وضعك في طريق هذه الفتاة لينقذك مما قد تكون قدّمت يداك في أيّام حياتك وليسعدك في الدنيا والآخرة. قد تستطيع أن تبرمج أفكارها بالشكل الذي لا يضايقك وبحيث لا تكون عبئاً على حياتك وتلبية كل رغباتها التي لا تضيق صدرك وهذا ما قد تتفاهمان عليه في المستقبل دعها الآن تنهي شهادتها واكسبها ثقةً في نفسها واجعلها تشعر بأنها جديرة بالحب وليست فقط فتاة يتيمة تحتاج إلى رعاية راعٍ يتمتّع بمستوى عالٍ من الأخلاق والإنسانية اجعلها تقف على قدميها لتكون أما صالحة و زوجة مباركة في الحياة المستقبلية.
ألف مبروك بأن وضعك الله سبحانه في هذا الامتحان على ما يبدو أنك في طريق النجاح وفقك الله لأن تنجح في امتحانك ووفقها الله هي أيضاً بامتحانات البكالوريا حيث أنها كما قلت الأولى في الصف ولربما تكون الأم الأولى في المجتمع.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته