صداع توتري
السلام عليكم، أنا أعاني من سنتين من صداع مزمن كل فترة يزيد الألم أكثر تقريباً، كل شهرين يزيد الألم. فحصت عند دكتور أنف وأذن وحنجرة ودكتور مخ وأعصاب وتم عمل الفحوصات كلها سليمة وعملت أشعة على المخ (أشعة مقطعية) كلها سليمة وبرضو سويت أشعة على الجيوب الأنفية سليمة وعملت تحاليل دم كلها سليمة وبرضو فحصت نظري وعملت منظار للعين كلها سليمة والأسنان برضو سليمة. الدكاترة قالوا لي اللي فيك سببه نفسي مو عضوي وشخّصوني صداع توتري وتحولت على طبيب نفسي وبدأ معي علاج وما نفع وحوّلت على طبيب نفسي ثاني وأعطاني أدوية وما نفعت مع العلم كلهم استشاريين.
الأدوية هي ( بروزاك - لوسترال - فيكسال - دوقماتيل - سبراليكس) وبرضو عملت جلسات علاج سلوكي معرفي عند أخصائية نفسية وتحسنت نفسيتي بدرجة كبيرة تقريباً نسبة ثمانين بالمائة بس الصداع مستمر ويزيد وحولت على أخصائية ثانية وبرضو لاحظت تحسني وقالت أنتي تحسنتي بدرجة كبيرة بس ما أعرف سبب صداعك.
- كانت مشكلتي النفسية هي القلق وتشخيصي اضطراب الشخصية الوسواسية، أنا طالبة جامعية قسم علم نفس مستواي الدراسي ممتاز والأولى على الدفعة، كانت مشكلتي أني أقلق من الاختبارات بشكل مو طبيعي لدرجة صباح الاختبار أبكي وأحس نفسي نسيت كل المعلومات وبالاختبار أرتعش من الخوف والدكتورات كانو يستهترون من خوفي المبالغ فيه وهذا الشيء زادني صرت أستحي أمام زميلاتي وكنت بالاختبارات ما أنام غير أربع ساعات وأحيانا ثلاث ولازم كل درجاتي تكون مائة (100) ولو نقصت درجة أنهار وأبكي لكن من بعد الجلسات السلوكية المعرفية تحسنت بدرجة جدا كبيرة الرعشة اختفت والبكاء اختفى للحين فيه قلق وتوتر بس كمية بسيطة مو زي قبل ولو نقصت للحين أزعل لكن مو زي قبل، أنهار مع العلم أهلي أبداً مو مهتمين بدراستي وحتى ما يعرفون أنا أي سنة وما فيه أحد يعاقبني لو نقصت بس هذا دافع داخلي لأني أتمنى أكون بروفيسورة لما أكبر.
- حالياً الأعراض اللي أعاني منها الصداع ومع كل هذا التحسن بسلوكياتي الصداع كل فترة يسوء أكثر وأكثر، قبل فترة بدأت أفكر بالانتحار لأن جربت كل الطرق وكلها ما نفعت.
أتمنى تنصحوني إيش أسوي؟ وين أروح؟
وشكراً
17/2/2020
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / "رزان" حفظها الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على ثقتك في موقعنا ونسأل الله لك العافية والشفاء، الصداع التوتري علَّة منتشرة وشائعة، وهو بالفعل مزعج جدًّا لصاحبه، ولكنّه ليس خطيرًا من الناحية الطبية. التوتر والقلق وحساسية الشخصية والكتمان هي العوامل الرئيسية التي تُسبب هذا النوع من الصداع، ولكن تُوجد عوامل أخرى تُساعد كثيرًا في إثارته، ولذا يجب أن تكون العملية العلاجية عملية متكاملة، بمعنى أن إزالة الأسباب بكلياتها وتفاصيلها ستكون هي جوهر العلاج.
من هذا المنطلق أودُّ أن أقدِّم لك نصائح بسيطة لكنها مهمَّة جدا:
أولاً: يجب أن تُراعي الوضعية التي تنامين فيها، من المهم جدًّا أن تكون الوسائد أو المخدات من النوع الخفيف وليس المرتفع ولا جامدة صلبة، لأن وضعية الرأس مهمَّة جدًّا، ويجب أن تكون مستوية مع الكتف، بهذه الكيفية تُقلِّل جدًّا من انشداد عضلة فروة الرأس، وهي عضلة كبيرة جدًّا، ولها علاقة قوية جدًّا بعضلات الرقبة والصدر. قطعًا أنصحك بالنوم على شقك الأيمن، وكوني حريصًة على أذكار النوم، هذه - أختي الكريمة - ملاحظة بسيطة، ولكنّها مهمَّة جدًّا
ثانيا : لعلاج هذا النوع من الصداع لابد أن تتأكدي قطعًا أنه ليس لديك مشاكل في فقرات الرقبة.
ثالثًا: كوني حريصًة على أن تُعبِّري عن نفسك وأحسني تواصلك الاجتماعي، لأن الكتمان والاجهاد العقلي والعاطفي يؤدي إلى التوتر الداخلي، وهذا التوتر ينعكس ويتحول إلى توتر عضلي، وأكثر العضلات التي تتأثر في جسم الإنسان هي عضلة فروة الرأس، لذا ينشأ هذا الصداع، وأيضًا عضلات الصدر وأسفل الظهر قد تتأثر، وكذلك عضلة القولون، لذا نجد كثيرا من الناس يشتكون مما يُسمَّى بالقولون العصبي.
رابعا: لبدنك عليك حقا، خذي فترات من الراحة عند الإجهاد الشديد، واحصلي على قسط كافي من النوم.
خامسا: أختي الكريمة هي: أن تكوني حريصًة على نوعية الأطعمة التي تتناوليها، كثير من الذين يُعانون من الصداع التوتري القلقي قد ينشأ ويُثار من خلال تناول الأجبان مثلاً، لأنها تحتوي على مادة تُعرف باسم (تيرامين) قد تُثير الصداع، البعض أيضًا قد يأتيه الصداع من كثرة شرب القهوة والشكولاتة، وكذلك شُرب المكونات الأخرى التي تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين مثل الشاي وكذلك البيبسي والكولا، وحتى تناول المسكنات بكثرة يُثير هذا الصداع.
إذًا احرصي على نظامك الغذائي، هذا أمرٌ مهم جدا، وتجنبي الجوع والإعياء، واحرصي على تناول الأطعمة الغنية بالحديد لأن انخفاض الحديد في الدم يزيد من نسبة حدوث الصداع التوتري.
سادسا: يجب أن تحرصي على ممارسة الرياضة، الرياضة تُعتبر استرخائية لجسم الإنسان وعقله وفكره، ومن خلال ذلك يُمنع التوتر، مارسي اليوجا أو ما يسمى بالارتجاع البيولوجي، طبقي تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين استرخاء العضلات والتنفُّس التدرُّجي، أرجو أن تبحثي عنها، وتُطبِّقي ما بها من تعليمات، فهي مفيدة.
يمكنك أيضا أن تجربي تقنيات أخرى من العلاج مثل العلاج بالتدليك والعلاج بالإبر، ولا تنسي العلاجات المنزلية مثل الاستحمام بالماء الساخن حيث يساعد على الاسترخاء وتخفيف الآلام.
سابعا : النقطة الأخيرة هي كوني إيجابيًة في تفكيرك، أنت متفوقة ومجتهدة وتسعين لبناء مستقبل باهر، اصرفي عنك أفكار الانتحار ووساوس الشيطان، وأود أن أصف لك أيضًا علاجًا بسيطًا، وهو الـ(موتيفال)، حبة واحدة ليلاً لمدة أربعة أشهر سوف تكون كافية جدًّا بالنسبة لك، واذا لم يتوافر يمكن استخدام دواء (أميتربتيلين) 25 ملجم حبة واحدة ليلا لمدة أربعة أشهر كبديل له، أيا منهما سيؤدي الغرض –بإذن الله- يمكنك أيضا أن تستعملي عقار (التجريتول) 200 ملجم نصف حبة صباحا ونصف حبة مساء فهذه الجرعة البسيطة تساهم في ارتخاء العضلات وتخفيف حدة الألم والتوتر.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله أن يصلح لك الحال ويحقق لك الآمال.