کيف أنسى
- السلام عليکم، أعاني من صدمة عاطفية ولا أعرف کيف أتجاوزها.
بدأت قصتي بالتعرف على زميلة في العمل وکنا نتحدث کثیراً بحکم طبيعة العمل ثم تطورت العلاقة إلی تبادل الحديث خارج العمل عند انتظار الحافلة وکنا نمضي الوقت في الضحك والمزاح لكن کنا نتحدث في مواضیع عامة.
- للأسف بسبب قلة خبرتي بالمعاملات مع النساء حیث هذه أول مرة أتحدث مع فتاة لمدة ستة أشهر للأسف تعلقت بالفتاة وشعرت تجاهها بإحساس غریب ربما الحب وربما إعجاب فقط.
نصحني أحد أصدقاٸي بألا أحلم کثیراً حتی لا أُصدم. قصتي طویلة وآلامي أکبر. بدأت معاناتي عندما لم أستطع الصبر وأردت معرفة مشاعر الفتاة تجاهي حتی لا أستمر في الحلم وأبني أهداف علی وهم فكانت الصدمة حیث أن الفتاة مرتبطة بشخص بشکل غیر رسمي أي لیست مخطوبة إلی الآن.
عند سماع کلماتها شعرت بألم کبیر في قلبي ودخلت في معاناة كبيرة. في البدایة لم أصدق الأمر وقلت ربما تكذب حتی أستجدیها وأتوسل إلیها ثم قلت ربما وضعت لی سحر في الطعام وأن شعوري هذا بسبب سحر جلب ولیس حب. رقيت نفسي فتحسنت حالتي کثیراً لكن مازلت لم أنسی الفتاة.
- قمت بتقدیم استقالتي منذ ثلاثة أیام حتی أبتعد عنها وخسرت عملي وخسرت الفتاة واحترق قلبي. آلام کبیرة أشعر بها ولا أعرف کیف أتخلص من هذه الآلام. هل الوقت کفیل بأن ینسیني الألم؟ هل أبحث عن عمل جدید حتی أشغل نفسي وأنسی؟
یقولون أن الحب لا یُنسی فهل ذلك يعني أني سأظل أعاني طیلة حیاتي؟
أرجوکم ساعدوني أنا في حیرة.
21/2/2020
رد المستشار
مساء الخير "سامي" وأهلا بك على موقع مجانين.
سنبدأ من سؤالك الأخير: هل الوقت كفيل بأن ينسيني الألم؟ الجواب هو نعم، الوقت طال أو قصُر يشفي الجراح، لكن قد تُشفى الجراح بطريقة سيئة حسب تعاملنا معها مثل cicatrices تماما. كلما كان خطواتنا تصرفاتنا وطريقة تصرفنا "علاجية" أكثر كان التعافي أحسن. ولا يعني نسيان ألم الحادثة نسيان الحادثة نفسها، فلن تنسى إعجابك الأول لكن كل الحمولة العاطفية التي كانت معه ستتلاشى حتى تصير مجرّد ذكرى.
يبدو أنّك شخصية حساسة ومثالية، لم تعرف طبيعة العلاقات بين الجنسين في هذه الحياة، تعرّضتَ لصدْمة بعد أوّل محاولة لك وأول استلطاف لفتاة أعجبتك، جرحَت مشاعرك التي أسستها على فكرة "من الممكن أن تستلطفني أيضا" و"بما أنّها تتحدث معي كل يوم وترافقني فهي قطعا تُكنّ لي مشاعر خاصة"... اكتشفت هذا الخطأ بالطريقة القاسية، وهي طريقة الرفض والنبذ. فالذي حصل أن شعرت بالمذلة والرفض وقلّة القيمة لما رفضْتَك وعلمتَ أنها مرتبطة بغيرك. يعني أنت شيء ثانويّ غير مهم بالنسبة لها وقد كنت تعتقد العكس. معرفتك لهذا ليس سيئا، بل هو أمر جيد، ولا سبيل آخر غير أن تُجرح مشاعرك كي تعرفه.
الآن القضية متعلقة بأمرين أمر واضح لك وظاهر، وهو أنّك كنت تحبّها وتعلّقتَ بها وتألمت لأنها لم تكن لك كما تخيّلت وحلُمت بها في يقظتك. وأمر خفي متعلق بتقدير ذاتك وثقتك بنفسك ومعرفتك لحقيقة العلاقات وحقيقة الحياة.
الأمر الثاني قد يُطيل مدّة تعافيك ويزيد من أزمتك. لأن شعور الألم سيتعلق باحترامك لنفسك وكلما قل احترامك وحبّك لنفسك ستتحول قصة حب فاشلة إلى قصة مأساوية تؤثر في كل جوانب حياتك النفسية والاجتماعية. لن أقول أن تركك للعمل عمل جيد. لأن أفضل شيء هو البقاء في الوسط نفسه معها، مع محاربة الأفكار الخاصة بها والتعوّد عليها في صورة أخرى "مجرّد زميلة" أخطأتَ تقدير العلاقة معها واستقراء تصرّفاتها. وتبدأ في عقلنة آلامك ومشاعرك حتى تعود بها تقريبا إلى حد لا يؤذيك ولا يُعيقك وتنسى الأثر.
وما دُمت تركت عملك فأنصح أن تبحث عن عمل في أقرب وقت حتى لا تكون تتآكل بسبب الوساوس والتفكير اللانهائي في القصة، وتزيد ثقتك بنفسك اهتزازا، وتؤثر عليك حالتك الاجتماعية أكثر فأكثر. يجب أن تعتبر الأمر أزمة ينبغي أن تواجهها لا أن تهرب منها (ترك الوظيفة هروب من المشكل) وأن تكون ممتنا نوعا ما على نُضجك ومعرفتك بطبيعة الحياة والعلاقات بأقل الأضرار.. لأنّه من الممكن أن تكون ضحية نصب واحتيال مثلا.. أو تخسر بيتك وأموالك بسبب امرأة لم تعرف كيف تُصنّفها... وهكذا.
عُد للعمل والانتاج وهذا سيعطيك طاقة وقدرة على السيطرة، فالحياة لا تزال أمامك... ومن الأمور التي تُساعدك على تقليل أثر الصدمة، هو أن ترى الفتاة بشكل أكثر موضوعية بعيدا عن "ما أروعها، إنها تناسبنا، ما أرّقها..."
بل حاول أن تعرف ما يجعلك تخفف من "الهالة" التي تظهر لك بها. حاول أن تكتشف عيوبها وما ينفّرك منها، لأن أسوء شيء في الفقد برأيي هو أن تعتقد أنّك فقدت "أروع إنسان على وجه الأرض" في حين أنّه ليس كذلك. أفهم أنّ معنى الحب أصلا هو إضفاء هالة من السحر والاكتمال على المحبوب. لكن صدّقني بعمل منطقي وعقلاني على تلك الأفكار التي تكونت وقت الحب في غفلة منك قد تصل إلى نظرة أقل مثالية عنها، وبالتالي أقل ضررا عليك.
حاول أن تعرف (بطريقتك) ما يجعلك تنفر منها ولو قليلا، وضخّم ذلك المعيار ما استطعت كما ضخّمت حسناتها، سيكون ذلك مفيدا.
لكني أشدد على قضية شغل نفسك بالإنتاج والعمل وأنصحك أن تمارس الرياضة فهي مفيدة لإخراج الغضب وتشتيت الانتباه والشعور بالسعادة وبناء الثقة بالنفس.
وتمنياتي لك بالراحة والنضج. وكما يُقال : يتعلم الإنسان بالألم ما لا يتعلّمه بالقلم.
التعليق: السلام عليكم
قد تكون الفتاه اجتماعية محبوبة لدي الجميع وكونك ليس لديك شريكة حياة أو كونك لم تتعامل كثيرا مع الجنس الآخر قد يجعلك تعتقد بأنك تحبها قد تكون معجبا بكونها شخصية اجتماعية ولكن هذا لا يعني الحب هذا حب مزيف غير حقيقي سببه قلة الخبرة
انتبه قلة الخبرة قد تجعلك تعجب بكل فتاة تتعامل معها يجب أن تضع حدودا للتعامل ويجب أن تفصل الحب للزواج وبين التعامل مع السيدات في العمل
كما أنها أخبرتك أنها مرتبطة كيف تعلق نفسك بها
ابحث عن عمل وجرب نفسك بالمفهوم الجديد
هناك حب للزواج ويجب فصله عن العمل بالتوفيق يابني