استفسار
السلام عليكم، بدأت حكايتي منذ طفولتي، كان لي خال يكبرني بحوالي 10 سنوات وكان الابن المدلل لوالدتي وكذلك والدي، أحبه جداً وهو أول صديق لي في طفولتي، المشكلة إني كنت بتقارن بيه في كل حاجة، بدأت ألاحظ الموضوع جداً وأنا في 4 ابتدائي، جبت درجة كويسة في الامتحان وكنت بفرّح أهلي لقيتهم بيقولوا إني كده "فاشل" وإن خالك كان بيقفل المواد وبيجيب الدرجات النهائية، الموضوع تكرر كذا مرة لدرجة إني بقيت أعيط كتير جداً وأحس إنّي مليش لازمة وفاشل.
صديق ليّا شافني وأنا بعيّط وفضل يزن عليّا لحد ما حكيت له. قعد يهدّيني ويقول لي أثبت لهم إنك أحسن منه في كل حاجة، وبالفعل درست كويس جداً وكنت بطلع الأول على المدرسة طول السنين من أول أولى إعدادي لحد الثانوية العامة، بس ده مكنش بيفرق معهم ودائماً كان ردهم بارد وإن خالك عمل كده قبلك وعمله أحسن منك، ده غير إنهم مش بيبقوا مركزين معايا وبيركزوا معاه في مرحلته هو، "هو دخل ثانوية" "هو في الجامعة" "هو بيعمل مشروع تخرج" لكن أنا مليش لازمة خالص!
قلت مش هيأس وعشان أثبت إني أحسن منه دخلت نفس تخصُّصُه وفي جامعة أحسن من اللي دخلها وجبت امتياز أول سنة وتاني سنة، وبعد كده لما كلّمني في مرة يسأل عليّ وقلت له قال لي الموضوع سهل وعادي، حسّسني إني تافه وإنه أحسن مني برضه. عديت سنة تالتة بالعافية وشلت مواد، وحاولت أرجع تاني بعدها أذاكر. أنا بحبه بس مش بطيقه..
وفي البيت كان كل كلامهم عليه إنه سافر واشتغل وعمل. لحد ما اتصدمنا في يوم بخبر وفاته. مش هكدب أنا كان جوايا شعور رهيب بالفرحة بس برضه كنت زعلان في نفس الوقت، حبيت قهرتهم وكنت متضايق معاهم..
أهم حاجة عندي إن موضوعه خلص، هو كده خلاص مش هيبقى أحسن مني في حاجة تاني، هو وقف خلاص، بس اكتشفت إن الموضوع زاد وإنهم مُقتنعين إن أفضل واحد في الدنيا مات وإن أي حاجة بعملها برضه ملهاش لازمة، وساعتها فكرت أموت نفسي عشان أقهرهم أكتر.
طبعًا الزّن زاد إني لازم أروح أزور ابنه وأشوفه، مكنتش عايز أشوفه عشان هو منه بس لقيتها فكرة، أنا هعمل في ابنه نفس اللي عمله فيّا، هكرّهُه في حياته وفي نفسه، بقيت أتريق عليه كل لما أشوفه في البيت وأحسسه إنه تافه وفاشل وملوش لازمة.
المشكلة مش في كده بس، المشكلة إني بقيت أكره أي حد أحس إنه أحسن مني، بتعامل كويس جدًا وأقربلهم وأحسّس الشخص إني هفيده وأستنى فرصة يستشيرني عشان أدله غلط أو أساعده بطريقة تقلل منه وتوقعه، وببقى متضايق بس في نفس الوقت فرحان، مفيش حد أحسن مني.
أنا نفسي أبطل الموضوع ده، إحساس التناقض وحش جداً، ببقى مبسوط بالأذية وفي نفس الوقت متضايق جدًا، عايز أحبهم وأحس إنهم بيحبوني وإنهم شافيني أحسن حاجة.
حاولت أظبط صلاتي وقراءة القرآن لكن برضه مفيش فايدة..
يا ريت تفيدوني بعد إذنكم أعمل إيه؟؟
3/3/2020
رد المستشار
صديقي
أحاسيسك ورغباتك التي تعاني منها أساسها الإحساس بالدونية أو التقدير الذاتي السيء والسلبي... تحب الآخرين الناجحين لرغبتك في النجاح ولرؤيتك فيهم لأمثلة للنجاح... ولكنك تكرههم في نفس الوقت إن كانوا أفضل منك في أي شيء لأنك تعتقد أنك لن تستطيع أن تكون ناجحا مثلهم... تحاول أيضا إذا نجحت أن تكون محط الأنظار والاهتمام والإشادة والفخر والتعظيم... وكأنك يجب أن تكون الأوحد... ولكن محاولة هذا تجعل الناس لا تقدر نجاحك أو براعتك لأنها نابعة من إحساس بالنقص والمطالبة السخيفة بالاعتراف بعظمتك... هذا منفر للناس... القوي لا يستعرض قوته لأنه لا يحتاج إلى إثبات أي شيء لأي شخص.
الناجح الحقيقي يحب النجاح لنفسه وللآخرين ويتنافس فقط مع نفسه... أن يكون أفضل من اليوم السابق... منافسته مع الآخرين هي تحد يساعده على التطوير من نفسه والتعلم من الآخرين... الناجح الحقيقي متواضع لأن عظمته داخلية وتقديره لنفسه صحي ولا يسمح له بالتعالي أو الزهو أو الكبر أو التفضل على الآخرين خصوصا عند الانتصار عليهم في المنافسة... لا يحقد عليهم أو يحسدهم ولكن يتعلم منهم ومن نجاحاته ونجاحاتهم ومن أخطائه وأخطائهم... الناجح يعلم دائما أنه في مكان ما بين من هم أفضل ومن هم أقل منه.
حصولك على درجات الامتياز تعني أنك قادر على النجاح والامتياز ولكنك سلبت نفسك معنى هذا وأهدرته لرغبتك في أن تكون الأوحد أو أن تحصل على الإشادة من أبويك ومن خالك... حبك والديك لخالك في أغلب الظن كان بسبب أسلوبه الطيب المتواضع الإيجابي... النجاح الذي يتسول الاهتمام أو إثبات شيء ليس بنالنجاح الحقيقي ولا يستمر على المدى الطويل.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لتصحيح مفاهيمك والنهوض بتقديرك الذاتي..ليس هناك ما ينقصك حتى تكون كل ما تريد ويمكنك أن تكونه سواء بطريق مباشر أو غير مباشر... لقد حصلت على النتائج بمجهودك وذكائك ولكنك حولت غضبك على نفسك وأهدرت نجاحك، ثم عدت للنجاح مرة أخرى... كل هذا كان بدون الحصول على ما تتسوله.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
التعليق: السلام عليكم، أحمد
أحييك على مثابرتك واجتهادك وتفوقك وحتى عندما كدت أن تفشل كانت لديك عزيمة وارادة قوية استطعت أن تقوم بها من جديد ولكن ما أحزنني أنك أضعت متعة هذا التفوق بمقارنة نفسك بمن هو أكبر منك سنا (10سنوات)، قارن نفسك بنفسك تجد متعة في التفوق
اجعل تفوقك في سبيل الله تجد متعة أكبر لا تكترث باللا مبالين اكتف بتفوقك لارضاء الله فهو أحق وأجدر يكفي قول رسول الله "من سلك طريقا يبتغي فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة"
لاحظت من كلامك أنك بدأ تتقرب إلى الله أكثر فاعزم بإرادتك القوية أن تنفع الآخرين بعلمك وألا تضللهم واجعل إرشادك لهم في سبيل الله ففي حديث عن رسول الله "من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار"
افتح صفحة جديدة بمفهوم جديد "لتفوق في سبيل الله"
بالتوفيق يا أحمد