وسواس الاستنجاء والماء المتطاير من غسل النجاسة
السلام عليكم، والله يا شيخ أنا متعلق جداً بديني وأُصلّي كل صلواتي بالمسجد والحمد لله، لكن الشيطان اللعين غلبني وأصبح عندي وسواس وأنا أستنجي بالشطافة أشعر "أو ممكن أنه حقاً" أن الماء يرجع إلى أفخاذي فأغسل كل الجزء السفلي وأخرج وأنا غير متأكد أصلاً من طهارتي.
وهذا تعدى الطبيعة فقد بدأ يؤثر على صلاتي وأنا متعلق جداً بها ولا يمكنني أن أعيش بدونها.
ما الحل ؟؟
10/2/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
أظنك تعني الشطافة التي ترش الماء من الأسفل، من يستعملها يزيل القذارة بالمنديل عادة قبل الجلوس عليها، وفي هذه الحال لا يوجد أي مشكلة، لأن الماء الوارد إلى محل النجاسة، والمنفصل عنها يكون طاهرًا: أي الماء يلامس مكان النجاسة فيطهره وينفصل عنه طاهرًا، وكل ما يرتد إلى فخذيك طاهر (لو فرضنا أنه ارتد أصلًا). حتى لو كان هناك نقطة بول على العورة فإنها لا تؤثر على طهارة الماء المنفصل عنها باعتبار أن الماء يزيلها دون أن يتغير.
هذا الحكم بالنسبة لغير الموسوس، فما بالك بالموسوس؟! أحاسيس الموسوس وأفكاره وحكمه على الأشياء التي هي محل وسواسه لا يعتمد عليها، فهناك خلل كيميائي يمنعها من العمل بشكل صحيح. وقولنا لا يعتمد عليها: أي لا نبني عليها أحكامًا، فلا نقول إنك تنجست، والأصل أنك طاهر، وما ينبغي أن تغسل نصفك الأسفل. والدليل على أن أحاسيسك غير صحيحة ولا يمكن الاعتماد عليها أنك حتى بعد غسل نصفك تبقى غير متأكد من طهارتك! وهذا لا يقبله العقل، حتى أنت لا تقبله عقلًا وإن كنت لا ترتاح إليه شعورًا.
علاجك أن تقوم فورًا من على الشطافة، دون تفتيش ولا غسل لنصفك الأسفل، وتتوضأ وتصلي مهما كنت قلقًا وغير مقتنع بطهارتك، فإن التزمت ذلك شهرًا من الزمان ذهب عنك ما تجد بإذن الله.
فإن ألحت الفكرة عليك كثيرًا اصرفها بتذكر الحكم عند المالكية، وقل لها: (إن الطهارة في أحد قوليين قويين عند المالكية سنة، وتصح الصلاة مع النجاسة، ولا يهمني حتى إن كنتُ متنجسًا) وتابع صلاتك وأنت مطمئن، فالموسوس عليه أن يأخذ بالرخص لأنها تحفظ دينه.
حاول تطبيق هذا أسبوعين وأعلمنا بالنتيجة. أعانك الله وشفاك وثبتك على طاعاتك.