استشارة
السلام عليكم ورحمة الله، لقد قرأت في ردّكم على من يعاني من وسواس في الوضوء، وما هو الحائل الذي يمنع من الوصول إلى البشرة، وما نصحتموه من عدم الاستجابة الفورية لإزالة الحائل، وفيما إذا نسي إزالته فليس عليه إعادة الصلوات التي صلاها بهذا الحائل.
فسؤالي هو، ما يترتب إذا لم يرى هذا الحائل ولم يعلم به إلّا بعد أن صلّى، فهل يعيد أم لا؟؟ خاصةً أن هذا الأمر يُؤرّقني ويجعلني أتفقد قدمي كلما مشيت على شيء وما يصاحب ذلك من إلحاح وخاصة أني عولجت من طرف مريض نفساني من الوسواس القهري سنة 2004 ووصف لي دواء الفلوكستين وكذلك سنة 2014 بنفس الدواء
والآن أنا أعاني من رجوع هذا الوسواس فذهبت إلى الطبيب فوصف لي دواء effexor وخاصةً أنّ هذا الوسواس ووساوس أخرى قد وصل بي إلى أن جائتني أفكار بالانتحار، ومرّات أعاني من أنه عندما أكبر للصلاة لا أخرج من تكبيرة الإحرام إلا بعد جهدِ جهيدِ ، وسواس الإخلاص في الصيام
وشكراً جزيلاً
وحفظك الله من كل مكروه.
12/2/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "محمد".
لقد سمعت بمرضى يُفيدون بعضهم بالخبرات ويتعاونون على العلاج، أمّا مريض يصف أدوية نفسية فهذا أول مرة أسمع به. والحمد لله أن مرّت الأمور معك بسلام
لديك عددٌ من الوساوس في الوضوء والصلاة والصيام، وقد تأخرت كثيرًا حتى قررت الذهاب إلى الطبيب، وأرجو أن تلتزم بنصائحه وأدويته
أما سؤالك عن إعادة المصلي لصلاته إذا لم يعلم بالحائل إلا بعد انتهائها فجوابه المعهود: لا يعيدها إلا إذا تأكد 100% أن الحائل كان موجودًا قبل الوضوء، أمّا إذا كان يحتمل حصوله بعد الوضوء فلا إعادة.
لكن المشكلة عند المُوسوس هي توسيع معنى الحائل، فأي شيء يجده على جلده يعتبره يحول دون وصول الماء، وهذا يحتاج إلى تعلّم، بل إلى تعلّم الرخص في المذاهب بالنسبة للمُوسوس.
كذلك شدة التفتيش التي لا داعي لها أصل كل علة. أرأيت لو أنك توضّأت دون تدقيق وتفتيش، ثم صليت ولم تفتش أيضًا، هل تُقبل صلاتك أم لا؟ بالتأكيد هي مقبولة، فلماذا تشغل فكرك بشيء لا داعي له؟!
توضّأ وصلِّ دون أي تفحص ونظر، وتعمد ألا تنظر، فإذا وقعت عينك دون قصد على حائل (حقيقي) وتأكّدت أنه كان موجودًا قبل الوضوء فأعد الصلاة. وكم في رأيك سيحصل معك مثل هذا الأمر في العام؟ مرتين؟ ثلاث؟ هل يستدعي احتمال حصول ذلك معك بضع مرات في العام القلق طوال ساعات العام؟!!!
حاول أن تقاوم إلحاح الفكرة في التفتيش بشتى الوسائل، وبإذن الله ستتخلص من هذه المشكلة في فترة وجيزة.
أعانك الله وشفاك.