إلى الدكتور وائل أبو هندي.
بسم الله الرحمن الرحيم، أسأل الله أن يُوفّقكم في عملكم ويجعل شفائي بعد الله على أيديكم.
أخي دكتور وائل، أنا شاب عمري 32 سنة، عايش في هولندا، كان عمري ١٦ سنة وسافرت وتركت أهلي وأصدقائي بسبب الأوضاع الرديئة في البلد، عشت وحيداً بدون أهل، كوّنت نفسي والشكر لرب العالمين كل شيء كان ماشي على حسب الأصول.
لحد السنة الماضية 2019 كانت تجيئني قشعريرة في الدبر قوية جداً وأنا والله يشهد على ما أقوله لم ألمس هذه المنطقة قط، أنا رُحت على طبيب وقال لي في احتمال تكون شاذ! أنا من ذاك اليوم إلى هذا اليوم حياتي أصبحت جحيما. الفكرة مسيطرة عليّ ١٠٠٪ إذا بالصدفة أشوف رجل تأتيني أفكار جنسية غير مرغوب فيها مع زيادة القشعريرة.
رُحت لطبيب نفسي في هولندا لكن ما في واحد يعرف قشعريرة الدبر ! حتى في الإنترنت ما في، بس حضراتكم اللي كاتبين على هذا الموضوع!!..... دكتور وائل أرجوك في هولندا الأطباء يختلفون عن تقاليدنا العربية ويأخذون الوضع بسهولة، وأنا كل هذه الفترة أفكر في الانتحار لأنّي أحس رجولتي ما لها قيمة.
عندي كم سؤال يا دكتور :
١) هل من الممكن أن أتعالج يمّك أنت شخصيًا؟ أنا مستعد أجي للقاهرة
٢) كم وقت يستغرق العلاج؟
٣) هل يوجد حل للتخلص من قشعريرة الدبر؟
٤) أنا حقيقةً من قوة الاكتئاب بقول ما في حل له إلا الموت _أستغفر الله_ هل هناك حل لحالتي بحيث أقدر أمارس حياتي بصورة طبيعية وأتزوج وأنجب أطفال؟؟.
مع العلم أنا أستخدم دواء الـ clomipramine 225mg من شهر واحد، وأنا لا أشعر بأي تحسُّن.
أتمنى يا دكتور أن تُجاوبني على أسئلتي، أنا والله فاقد الأمل وأملي الوحيد بعد الله هو جنابكم.
شكراً
10/3/2020
رد المستشار
الابن الفاضل "Shary Ghassan" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
قشعريرة الدبر أو قشعريرة الشرج ليست إلا إحساسا جنسيا يحدث في الذكور والإناث وليس في الأصل مرتبطا باللواط، أي أنه جزء من الأحاسيس الجنسية العادية في نسيج له نفس المنشأ الجنيني لنسيج الأعضاء الجنسية، لكن أحدا لا يركز عليه، بينما من يستخدم أو تستخدم الشرج للاستثارة الجنسية هم الأكثر خبرة وانتباها لهذا الإحساس أثناء ممارسة الجنس.... أو التخيل الجنسي.... وهو في حالتهم يكون إحساسا مرغوبا فيه ومرحبا به.... على عكس من تحدث لهم تلك القشعريرة رغما عنهم لسبب مرضي.... حيث يجدون ذلك الإحساس في مواقف لا علاقة لها بالجنس أو في مواقف جنسية مرفوضة بالنسبة لهم.... معنى الكلام هو أن حدوث القشعريرة في الشرج يمكن أن يكون جزءً من مشاعر الاستثارة الجنسية الطبيعية لكن المشكلة تكمن في المعنى والتأويل الذي يراه الشخص لحدوثه....
في عبارتك (لحد السنة الماضية 2019 كانت تجيئني قشعريرة في الدبر قوية جداً) ليس واضحا متى بدأت هذه القشعريرة ؟ ولا في أي موقف حصلت للمرة الأولى؟ كذلك لا ندري بماذا فسرتها أنت ولا لماذا ذهبت للطبيب النفساني؟ وليس مثلا للطبيب العام؟ فهذه معلومات مهمة لنستطيع الفهم.
هل كانت لديك أعراض نفسانية معينة قبل حدوث تلك القشعريرة؟ أم أن اكتئابك أو وسوستك بدأت بعد حدوثها؟ وهل للأعراض علاقة بفهمك أو تخمينك لما قد تعنيه تلك القشعريرة؟ بمعنى آخر بماذا فسرتها أنت لنفسك قبل أن يسارع الطبيب النفساني بإرجاعها إلى احتمالية أن تكون علامة على الشذوذ ؟
ثم ماذا عنك أنت شخصيا وأنت تعيش في هولاندا منذ أن كنت في السادسة عشرة من عمرك يعني قضيت نصف عمرك الحالي في مجتمع حر ومتقدم ؟؟ أشرت إلى أنك كونت نفسك وأن (كل شيء كان ماشي على حسب الأصول.).... ماذا عن علاقاتك ؟ هل اندمجت جيدا في المجتمع الذي تعيش فيه ؟ هل أقمت علاقات مع الإناث ؟ هل لك صديقة أو محبوبة ؟ كيف هي علاقتك معها قبل حدوث هذه الأعراض وبعد حدوثها ؟
من الواضح أنك غيري التوجه كما تبين أكثر من فقرة في إفادتك ويؤكد سؤالك الأخير، وهذا يعني أن جوهر معاناتك الحالية هو الخوف من الشذوذ والذي قد يكون جزءًا من وسواس قهري أو اكتئاب أو وهام أو غير ذلك من الاضطرابات النفسية ولم تذكر أنت أعراضا بما يكفي للوصول إلى تشخيص لكن من المهم أن تقرأ مقالنا عن الع.س.م لوسواس الخوف من الشذوذ فسيفيدك إن كنت موسوسا أو مكتئبا أو حتى وهاميا إن شاء الله.
العقار الذي تتناوله الآن هو الكلوميبرامين وبأعلى جرعة معتادة وهو مضاد اكتئاب ثلاثي الحلقة يمتاز بتعزيز السيروتونين لذلك يسمى م.ا.س أو مثبط استرجاع السيروتونين..... وظني أنه سيفيدك وإن كنت تحتاج إلى بعض العمل السلوكي المعرفي لكي تفهم أصل مشكلتك ومعناها وتداعياتها.... كذلك لتفهم ماذا عليك أن تنتظر ليكون علامة على بداية التحسن.
أجيب بعد ذلك على أسئلتك يا "Shary Ghassan" :
١) هل من الممكن أن أتعالج يمّك أنت شخصيًا؟ أنا مستعد أجي للقاهرة....
أهلا وسهلا بك..... مصر في انتظارك باعد الله بيننا وبين الكورونا !
٢) كم وقت يستغرق العلاج؟
لا يمكنني الجزم بشيء هنا وأنا لم أشخص بعد حالتك فلدي احتمالاتٌ عن طبيعة الفكرة نفسها التي ربطت بها أحاسيسك للشذوذ.
٣) هل يوجد حل للتخلص من قشعريرة الدبر؟
بالتأكيد إن شاء الله.
٤) أنا حقيقةً من قوة الاكتئاب بقول ما في حل له إلا الموت _أستغفر الله_ هل هناك حل لحالتي بحيث أقدر أمارس حياتي بصورة طبيعية وأتزوج وأنجب أطفال؟؟.
مؤكد هناك حل وعليك أن تعلم أن الاكتئاب سيزول إن شاء الله لكن ابحث عن معالج سلوكي معرفي عربي إن استطعت.
ودائما أهلاً وسهلاً بك دائماً يا "Shary Ghassan" على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.