السلام عليكم يا دكتور.
أنا شابّ من لبنان عمري 21 سنة. تعرّضت لضغط عصبي شديد، فأصابني الوسواس القهري منذ حوالي 4 سنوات. وأصبحت الكلمات تُعلّق في ذهني، وأحياناً والله أفكّر بالكلمة لأيّام وتأتي على رأسي صور ذهنيّة لا أستطيع إبعادها عنّي.
وبعدما كنت أطلع الأوّل رسبت سنتين في الجامعة، وأصبحت لا أستطيع أن أعلّم أختي الصّغيرة لأنّي أصبحت لا أفهم معنى الكلام الذي يقال، وكلّما أحاول أن أتخيّل تطلع لي خربشات وأحياز سود على الصورة المتخيَّلة، فأعاني من ألم عظيم.
وأصبحت أعاني من الاكتئاب. أنا حاليّاً أتناول حبّتي فافرين 100 بالإضافة إلى سيروكويل 300 (حبّة واحدة) ولا أحسّ بأيّ استفادة.
السّؤال: هل فعلاً أنّ حالتي هي فقط وسواس قهري أم ماذا؟
هل الدّواء الذي أتناوله هو الدّواء الصّحيح؟
15/3/2020
رد المستشار
الابن الفاضل "ناصح" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
تقر في أول إفادتك بأنك أصابك الوسواس القهري منذ حوالي 4 سنوات... فهل هذا استنتاجك أم هو تشخيص الطبيب النفساني ؟ هذا سؤال مهم لأن سطور إفادتك تبدو أقرب للاكتئاب وربما الاكتئاب الثناقطبي منها لحالات الوسوسة المعتادة... ولنأخذها واحدة واحدة :
(وأصبحت الكلمات تُعلّق في ذهني، وأحياناً والله أفكّر بالكلمة لأيّام) هل كل الكلمات؟ أم بعضها وهل دائما أم أحيانا؟ هذا العرض قد نراه في مريض الوسواس القهري لكنه أكثر ارتباطا بالاكتئاب والبطء المعرفي المصاحب منه للوسواس.... ونحتاج تفاصيل أكثر لنعلق أكثر.
(وتأتي على رأسي صور ذهنيّة لا أستطيع إبعادها عنّي) هذا معتاد الحدوث في مريض الوسواس القهري لكنه يحدث أيضًا في غالبية الاضطرابات النفسية الأشمل فقد نراه في الاكتئاب وقد نراه في الاضطرابات الذهانية وفي غيرها.
(أصبحت لا أفهم معنى الكلام الذي يقال) وهذا العرض أيضًا أصيل الصلة بالاكتئاب رغم أن الموسوس قد يشتكي منه ولكنه يشك في فهمه للكلام فيشتكي من شكه في الفهم وليس من غيابه!!....
(وكلّما أحاول أن أتخيّل تطلع لي خربشات وأحياز سود على الصورة المتخيَّلة) وهذا العرض أيضًا وثيق الصلة بالاكتئاب يا "ناصح".... وبالمناسبة فإن وجود الأعراض الوسواسية في الاكتئاب شائع.... كذلك يشيع تواكب أعراض الوسواس القهري مع الاضطراب الثناقطبي بأنواعه.
إذن فاضطرابك الأساسي ليس هو الوسواس القهري.... طبعا هذا بناء على سطور إليكترونية وصلتنا منك ويبقى الطبيب النفساني الذي يعاينك وجها لوجه هو الأقدر على التشخيص والتوصيف. ولنفس هذا السبب الأخير لا نستطيع التعليق على الوصفة العقَّارية...
إذا كنت على هذه العقاقير منذ شهر مثلا فإن عليك مراجعة طبيبك النفساني لعله يغير شيئا أو يضيف شيئا..... أما إن كنت حديث العهد باستعمالها فاصبر حتى يحين موعدك مع الطبيب المعالج.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.