وسواس الطهارة
السلام عليكم. أنا منذ عامين التزمت وأصبحت أصلي كل صلاة في وقتها، لكن منذ عام تقريباً أصبحت أشك كل يوم في شيء، في صحة الغسل وفي النجاسة (انتقالها وزوالها)، وأشك أنني كفرت أحياناً.
كل ذلك تجاوزته لأنني قرأت جميع القواعد وبفضل الله أمضي كل يوم ولم أقطع الصلاة لكن أحياناً تصير معي أشياء لا أستطيع الوصول لحل خاصةً لمسألة النجاسة وانتقالها. أنا أعلم أن الشيطان يلعب بي ويوسوس لي ويُشكّكني لكن منذ مدة تعرضت لمشكلة لم أتجاوزها، كان في غرفتي مني ويخالطه مذي عنده وأنا لم أغسله، كان في طرف غرفتي لكن في يوم كنت غائب عن المنزل فقامت أمي بمسح غرفتي بقماش مبلول. أنا عندما جئت وجدت غرفتي مبلولة، شكيت في انتقال المذي لكامل الغرفة لأنها مسحت جميع الغرفة.
وبعدها طنشت وقولت كل شيء على أصله ربما مسحت فوقه آخر شيء ولم تنتقل النجاسة، وبقيت أصلي وأدوس في الغرفة ورجلي مبتلة، وبعد مدة رجعت أشك ماذا لو كانت أمي بعدما مسحت فوقه مسحت البيت؟ ماذا عن رجلها التي ربما داست فوق المذي أثناء التطهير والغرفة مبتلة وتكون نقلت النجاسة إلى كامل البيت؟ أنا صليت في أماكن كثيرة بعدها وأشك بتنجس كل شيء، هو ليس شكا بل احتمال وارد.
كأنه الشيطان يريدني أن أعجز عن الصلاة ويجعل كل شيء نجس. أنا عندي عام لا يمر يوم بلا شك. إما نجاسة وإما صحة غسل وإما قولت كلمة كفرية..
أريد منكم توجيها وشكراً
25/3/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "عمر"، وأهلًا بك وسهلًا على موقعك مجانين
لقد أحسنت عندما قلت: كل شيء على أصله، (والأصل في الأشياء الطهارة طبعًا)، وأنك لست متأكدًا من انتشار النجاسة في كل الغرفة، أو في كل البيت. نحن لم نتأكد إلا من موضع النجاسة الأصلية، أما سائر الأماكن فلا نعلم هل هي طاهرة أم لا؟
وأما أمك، لو فرضنا داست برجلها على البلل، وكان البلل فيه نجاسة، وتنجست رجلها، فإنها إذا داست بعد ذلك على مكان طاهر رطب، فلا تنتقل النجاسة من رجلها على مذهب من قال إن الرطب الطاهر إذا لاقى نجاسة جافة لا يتنجس إلا إذا ظهر أثر النجاسة على الطاهر الجاف، وهذا لا يحصل في حالة رجل أمك بأي حال من الأحوال.
إذن: لدينا نجاسة، مكانها مجهول، فإذا دست على الأرض ورجلك مبتلة لا تتنجس، لأنك غير متأكد من مشيك فوق النجاسة، والأصل في الأشياء الطهارة. ومن جهة أخرى النجاسة الجافة لا تنتقل إلى الرجل الطاهرة المبتلة عند الحنفية.
ثم لنفرض أن الأرض كلها تنجست يقينًا، وكذلك رجلك وثيابك، فاعلم أن المالكية في أحد قولين قويين عندهم يقولون إن الطهارة من النجاسة مسنونة للصلاة لا واجبة، فتصح صلاتك حتى لو كنت غارقًا في النجاسة. والواجب على الموسوس بالنجاسات أن يعمل بهذا القول إلى أن تزول وسوسته
فاطمئن أمورك بخير، وتقبل الله منا ومنك صالح الأعمال، وأتركك في أمان الله.