مشكلة الارتجال المحمود والاستعداد المذموم
السلام عليكم، ابتداءً دعوني أعترف أن مشكلتي لم يسبقني إليها أحد من العالمين أو هكذا أشك وأعتقد. المشكلة يا سادة أنني لا أنجز في حياتي مهمة ما مهما كانت صغيرة أو كبيرة سهلة أو خطيرة إلا إذا توفر فيها شرط الارتجال وعدم الترتيب المسبق أو الحد الأدنى من الاستعداد، أما إذا كان لدي مهمة وظللت أستعد وأتدرب وأعيد وأزيد وأحاول فلا شك أنني سأعود بخفي حُنين.
أنا اكتب ما أراه وأروي بالفعل ما ألاحظه على نفسي. أستيقظ صباحاً أجهز جدولاً لليوم في دماغي، سأصلي الأربع صلوات جماعة بالمسجد وبالطبع سأحافظ على 12 رواتب وأكيد سأكمل الرواية التي بدأتها من شهر ثم أهملتها وأكيد سأتصل بوالدتي أصبح عليها وصديق عمري بدير وحشني سأهاتفه لنضحك شوية وزوجتي سأفاجئها بفستان لمحته من أسبوعين في محل مجاور لصيدليتي إلخ إلخ إلخ.
ثم الحصيلة عند الخلود الى النوم :- ZEROOOOOOOOOOO
حتى تجهيز الكلام للحديث مع أحدهم أتلعثم وأتهته وتهرب مني الكلمات وتخاصمني ذاكرتي ويغرقني عرق خجلي، أما إذا دخلت على طول وعلى البركة أجدني قمة في الحيوية واللباقة وحضور الذهن والذاكرة الفولاذيةً.
بقي أن أذكر أنني ظللت قرابة 15 عاماً أتناول مضادات اضطراب ثنائي القطب بعد زيارة طبيب نفسي إثر فشل دراسي متكرر، وقد توقفت عنه بعد الزواج لتحسن حالتي المزاجية والنفسية والسلوكية .
بقي أن أذكر أيضاً أنني أعاني ضغفاً بالسمع بالأذنين وأرتدي سماعة طبية داخلية غير مرئية طوال ساعات يقظتي، وأيضاً المشكلة تلك أعاني منها من فترة طويلة جداً وخصوصاً بعد بداية رحلة العلاج النفسي .
وأشعرأيضاً أن ذاكرتي هزيلة جداً خصوصاً مع وجوه البشر الذين أقابلهم رغم أنني معروف عني من صغري أن ذاكرتي حديدية وخصوصاً بالنسبة للحورارت والمواقف (ذاكرة فوتوغرافية)
أنا برج الجوزاء .
شكراً مقدماً.
5/4/2020
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
الصراحة لا يوجد هناك ما هو غريب في استشارتك، وهناك الكثير من البشر فعاليتهم بهذه الصورة إلى درجة ما، بل والأغلبية منهم يتعاملون في إنجاز بعض المهام بهذه الصورة. السبب في ذلك يعود إلى أداء الوظائف الإدارية الجبهية أو الأمامية للدماغ، ولا يعني ذلك بالضرورة وجود اضطراب نفساني أو علة دماغية.
لا أستطيع التعليق على طبيعة اضطرابك النفساني السابق وعلاجه وتأثير ذلك على الوظائف الإدارية، ولكن عتبتك للشعور بالقلق الاجتماعي ربما واطئة وتسبب هذا الميل إلى إنجاز المهام. هناك تفسيرات عدة لهذا السلوك يمكن تبسيطها بسرعة الانتقال من دائرة عصبية إلى أخرى وتجاوز البعض منها لتفادي الأفكار السلبية والقلق. لا يمكن الجزم بأن ضعف السمع له علاقة بهذا السلوك.
ما لاحظته في رسالتك بأنك متزوج منذ خمسة شهور فقط وتم التوقف عن العلاج. من الأفضل أن تتحدث مع طبيبك النفساني حول العلاج في أسرع وقت ممكن.
وفقك الله