الاكتئاب
مشكلتي هي أني عايزة مبقاش لوحدي عايزة حد معايا أشاركه أفكاري من غير ما أخاف بس وأنا صغيرة دائما كنت أحكي لأصحابي أو ماما أي حاجة حابة أحكيها وطبعا ياما ماما تقول لبابا وصاحبتها وتتريق أو أصحابي يحكوا الباقي فأما كبرت حسيت أن ذي حاجة بتاعتي مينفعش حد يعرفها غيري وفي نفس الوقت محتاجة حد أكلمه وأثق فيه لأني مبثقش في أحد كل من أعرفهم أصحابي بس مبحكيلهمش أسراري
وكمان لو لقيت أحد أثق فيه أخاف أحكي عشان ميقولش لأحد ولو لقيت عايزة أحكي له حتى مبعرفش لأني تعودت مقولش أنا مشكلتي أني مبحكيش وبكمل عادي مبديش لنفسي فرصة أزعل بكمل كأن مفيش حاجة حصلت وجواي مشاكلي اللي عمالة تكبر وحتى لو حاولت أحكيها مبعرفش
5/4/2020
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة الآنسة "سارة" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنّ مشكلتك شائعة جداً في هذه الأيام حيث استغنى البعض عن البعض وصار رفيق كل شخص هو هاتفه الجوّال وحديثه مع مغارة اليوتيوب وغيرها من الفروع الإلكترونية التي كلما غُصنا فيها كلما وجدنا لجة عميقة لا نستطيع أن نصل إلى أسفلها....... أجل في هذا العالم المكتظ بالناس الموحودون إننا لا نعجب أن تكون الآنسة اليافعة السن بمفردها رغم وجود الكثير من الضجيج فيما حولها.
آنسة "سارة" إذا لم يكن لكِ في من يحيط بك نصيب. فلماذا أفردتِ نفسكِ في هذا العالم حيث أنّ الخالق الكريم بإمكانه أن يكون صديق كل الناس. وإني لأعجبُ لمن يكون فريداً في هذه الحياة كيف لا يلجأ إلى بارئه ويتخذه خليلاً وعندها نستطيع أن نطلب منه كلّ شيء فهو الخالق المبدع وهو الرحيم وهو الودود وهو الكريم فلماذا لا نطلب منه كل ما ينقصنا في هذه الحياة عندها نستطيع أن نطلب منه الرفيق والصديق والحبيب والزوج في آنٍ واحد كما وأبو الأولاد والعائلة والحضن الدافئ.
عزيزتي "سارة" أنتِ قطعاً بحاجة إلى صديق أو صديقة كما وقد تكونين بحاجة إلى مرشد ممن يكبرونك سناً لكي يوجهك خير توجيه. ولا بد أن يكون فيمن حولكِ ما تتطلّبين ولكنك لا ترينهم. ربما يكون ذلك لعزلتك التي فرضتها على نفسك داخل هاتفك الجوّال أو داخل إحدى الماكينات الإلكترونية من تلفاز وغيره ممن اخترته. نعم خيرُ جليس في الأنام كتاب فلابد من أن يكون هناك تلبية لكلمة اقرأ أي اتخاذ الكتب صديقةً لنا, وعندما نحبل بالأفكار من بطون الكتب لابد أن نجد من يصغي إلى بناتِ أفكارنا فيعجبه ما نقول ويتمسك بنا كصديق وعندها لا بد من أن نتمسك به كمستمع لبق.
الآنسة "سارة" إن هذا النوع من الحياة هو ما يؤدي إلى حالة الاكتئاب والتوحد ومن بعدها التوترات العصبية وغيرها من الأمراض النفسية التي تسببها الوحدة, والانقطاع عن العالم الحقيقي الذي يحيط بنا حيث أنّ العالم الافتراضي احتلّنا وصرنا ضائعين في تيهِه. لذلك أنصحكِ بأن تقفلي كل الإلكترونيات من حولك وتبدئين تنظرين بعين الحقيقة إلى كل الوجوه المحيطة بكِ وتتفرّسين الشخص الملائم الذي يمكن أن تتخذيه صديقاً قد يكون أكبر منكِ سناً قد يكون قريباً قد يكون أماً أباً جداً خالاً عمّاً أو عمةً وقد يكون إخوتك خير أصدقاء وأنت لا ترينهم حيث أنّه من الممكن أن يكون احتلّ مكانهم بعض الأدوات الإلكترونية.
نتمنى عليكِ أن تحظي ببساط الصلاة وتناجي المعبود الحبيب وسوف تجدين فيه الصديق الأوفى والرفيق الأمثل. كما ونتمنى عليكِ أن تبتعدي عن كل ما يُشغل انتباهك وأوقات حياتك من وسائل إلكترونية وتُمحصي فيمن حولكِ علّكِ تجدين ضالتك. وحتى حينها نحن نتشرّف بأن نكون أصدقاءً لكِ وآذان صاغية لكل همومك وكل شجونك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.