وسواس الخوف من العطور
أنا مريضة وسواس قهري وأتابع العلاج مع دكتور نفسي، لكن هناك مشكلة أني كنت قد قرأت حديثا على النت معناه أن المرأة إذا دخلت المسجد متعطرة لا تقبل لها صلاة حتى تغتسل.... وأنا أذهب إلى المسجد كثيرا كل يوم ... فعندي وساوس من (البرفان، البخور، معطر الجو، المناديل المعطرة أو المبللة، والشامبو والشاور جيل وحتى الإريال أو مسحوق الغسيل) يعني من كل حاجة لها رائحة والحل الوحيد عدم استخدامها.
أهلي مختلفين معي ودكتوري يقول هذي وسوسة فهل هي وسواس ؟
وماذا أفعل ؟
16/3/2020
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك وبأسئلتك يا "إسراء" على موقعك مجانين
تعلمين أن خروج المرأة متعطرة إلى الطريق، بحيث يشم ريحها الرجال الأجانب عنها، أمر محرم ولا شك، سواء خرجت إلى مسجد أو سوق أو غيره. لكن وسواس العطور كغيره من وساوس العبادات، فالوضوء مطلوب، لكن المغالاة في الوضوء وسوسة مذمومة، والصلاة مطلوبة، لكن تكرارها والتعمق في أداء أفعالها وسوسة مذمومة أيضًا، ينبغي تركها وعلاجها شرعًا وينبغي عصيان وسوسة الشيطان فيها.
والمحرم أن تتعطر المرأة فيشمها الرجال وتثير شهوتهم برائحتها، أما إن كانت الرائحة لا يمكن شمها إلا بوضع الأنف على الثوب، فهذه لا تؤثر....، وإن وضعت المرأة عطرًا خفيفًا على يدها بعد أن تدخل إلى القسم الخاص بالنساء في المسجد، ثم غسلت يدها قبل أن تخرج، أو ذهبت الرائحة لوحدها، فهذا لا يؤثر أيضًا. أو كانت معلمة في مدرسة بنات، ولا يوجد رجال في المدرسة فلا بأس أن تضع العطر بعد دخولها إلى المدرسة، وهكذا.... وأنت تعلمين أن المسجد النبوي في عصر النبوة لم يكن فيه قسم خاص بالنساء وآخر للرجال، وإنما كان يدخل الرجال فيصطفون خلف النبي صلى الله عليه وسلم ثم يصطف بعدهم الصبيان، ثم النساء في الخلف، فإذا كانت المرأة متعطرة ستصل رائحتها إلى الرجال في المسجد، عدا عن الطريق. فالأمر في زماننا فيه بعض الاختلاف، والمهم: ألا تضع المرأة العطر في مكان يمكن أن تصادف فيه الرجال فيشمونها، حتى إن لم تصادف أي رجل أثناء طريقها عمليًا.
بالمختصر إذا ذهبت إلى المسجد فاحرصي أثناء الطريق ألا يكون عليك عطر يشمه من يقف بجانبك. وأما الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ، ثُمَّ خَرَجَتْ إِلَى الْمَسْجِدِ، لَمْ تُقْبَلْ لَهَا صَلَاةٌ حَتَّى تَغْتَسِلَ)). فالمقصود: لا تأخذ ثوابًا على صلاتها، لأن معصيتها بوضع العطر أذهبت ثواب صلاتها؛ لكن الصلاة صحيحة ولا تحتاج إلى إعادة. والمقصود بـ"حتى تغتسل" أي حتى تغسل المكان الذي وضعت عليه العطر، فإن كان على بدنها كله اغتسلت، وإن كان على يدها غسلت يدها فقط.
هذا حكم تعطر المرأة، فلا تتشددي أكثر من اللازم، فتلصقي الثوب في أنفك وتكرري الشم لتعرفي أهناك رائحة أم لا؟ ولا تمتنعي من استعمال صابون الغسيل، فغالب المساحيق لا يمكن شم عطرها على الثوب إلا بعد وضعه على الأنف، ويزول بعد دقائق من مشيك في الشارع. ولا أدري إن كنت تقومين بأفعال وسواسية أخرى، والمطلوب تركها كلها.
أرجو أن أكون أجبتك بهذا، عافاك الله، وأهلًا باستفساراتك