مختلط
أنا فتاة عندما بدأت أكبر أي عندما كان عمري تقريباً 15 بدأت أكتب وكنت أستقبل الكثير من التعليقات الإيجابية والثناءات، وكبرت وفجأة عندما كبرت أصبحت نفسيتي تتغير ولم أعد قادرة على الكتابة كالسابق، ما زلت أكتب لكن بطريقة مختلفة وصرت أشعر بتفاهة كتاباتي القديمة وفقدت الثقة بها شيء فشيء، تحول فقدان الثقة من كتاباتي إلى شخصيتي ككل، صرت أكره نفسي وأرى أنني شخص سيء وأنني شخص فاشل ولا يمكنني النجاح في شيء، تراجعت في دراستي كثيراً وفي كتاباتي، كنت بدينة ثم اتبعت حمية وخففت وزني 15 كيلو لكنني مازلت بدينة والآن أعجز عن تخفيف وزني، أرى أن الأمر مستحيل وفقدت الثقة حتى في شكلي.
دائماً أصف نفسي لأصدقائي على أنني شخص لا أعرف الكلام ولا التصرف ودائماً ما أتكلم عن نفسي وعن عائلتي، أتحدث عن كل شيء ولا أترك سراً أو حدثاً إلا وأقوله، وبعدما فقدت ثقتي بنفسي تكوّن لدي سلوك يجعلني أكره من حولي وأشكك في نواياهم لدرجة أنني لو أرسل إلي أحد زملائي في الجامعة رسالة على الانستغرام أشعر أنه أرسلها بالخطأ أو أنه يقصد شخصاً آخر لدرجة أنني تعودت أن لا أحد يحبني ولا أحد يهتم لأمري.
أشعر بالخوف دائماً من أن أبقى وحيدة أو من أن يتركني كل أصدقائي وأن أبقى وحدي، تطور أمر كرهي لنفسي كثيراً لدرجة أنني صرت أفكر في الانتحار وصرت أفكر أنني لو انتحرت لن يحزن على موتي أحد بالرغم من أن عائلتي جميعهم يحبونني ولكن أرى أنهم منشغلون في أمور الحياة وأنهم لا يملكون الوقت لمراعاة مشاعري فأنا أصغر شخص في العائلة وفي ذات الوقت أعذرهم وأقول في نفسي لكل شخص همومه.
15/4/2020
وأرسلت في رسالة منفصلة تقول:
اضطرابات الشخصية
كنت قد قلت أنني أفكر دائماً في الانتحار وأنني أكره نفسي لكنني في ذات الوقت صرت عصبية جداً، كنت لا أهتم لأمر العصبية ولا آخذه بعين الاعتبار لكنني منذ فترة ليست ببعيدة (بضعة أيام) حدثت مشكلة مع الجيران الذين يسكنون في الطابق الذي تحتنا ونحن نعيش في دولة غير دولتنا الأم وتحدث معنا هذا الجار بخطاب عنصري فجأة وجدت نفسي أركض نحوه وأصرخ كالمجانين في مشهد غير لائق فقابلتني عائلتي بالغضب والتوبيخ وأنا من شدة الضغط والشعور بالذنب والغضب الشديد والانفعال فقدت القدرة على الوقوف على قدمي وسقطت على الأرض وصرت أبكي بطريقة غريبة لم أتمكن من التوقف أو إخفاض صوتي، كان جسدي يرتجف بشكل مرعب وأخذ مني الأمر قرابة النصف دقيقة إلى دقيقتين لأستطيع النهوض مجدداً حيث ظللت أرتجف ولم يهدأ غضبي وطرقان قلبي إلا بعد ساعة من الحادثة وبعدما شربت حبتين من المسكن وأيضاً فضلاً عن هذه الحادثة فكلما غضبت أو تعرضت لمشكلة مباشرة مع شخص غريب غير عائلتي أرتجف وألهث وأخاف وأتكلم بصوت عالً حتى أنني لا أتمكن من التركيز في كلامي وأحياناً يتطور الأمر لدرجة أنني أفكر في لو أنني يمكنني أن أقتل هذا الشخص الذي سبب لي مشكلة، لدرجة أنني ذات مرة غضبت من أخي لأنه صرخ في وجهي وضربني (مع العلم هو لا يضربني أبداً) فأكملت الليل أبكي وأفكر لو كان بإمكاني أن أقتله وهو نائم لكنني تعوّذت كثيراً حتى أنسى هذه الأفكار.
والآن أنا أخاف من غضبي الغير مضبوط
وأحاول البحث عن دواء مهدئ لأتناوله كلما تعرضت لموقف يدعو للغضب.
15/4/2020
رد المستشار
صديقتي
تقولين عن أهلك "أنهم لا يملكون الوقت لمراعاة مشاعري".. من المهم أن تحددي ما تعنين بمسألة مراعاة المشاعر... ما هي المشاعر المطلوب مراعاتها وما هو شكل أو طريقة المراعاة التي تريدينها أو ترضين عنها؟؟
إن لم تكن هناك إجابات محددة لهذه الأسئلة فأغلب الظن أن لديك غضبا عارما وعاما وعشوائيا ناتجا عن فكرتك السلبية عن نفسك والتي اتجهت إليها بدون سبب واضح... إن كان هناك سبب فمن الممكن التعامل معه والوصول إلى حل يرضيك.
سواء هناك سبب أو لا، فمن المهم أن تفهمي أن رأيك في نفسك هو شيء تصنعينه أنت ومن الممكن تغييره في أي لحظة وكيفما تريدين ثم بعد ذلك تقومين بالأفعال المتسقة مع الرأي الجديد إلى أن تحصلي على الإثبات المقنع على ثبات التغيير... هذا هو ما فعلته أصلا... كنت تكتبين وكنت مبدعة بشهادة الآخرين ثم لسبب ما، قررت بدون قصد وبلا سبب واضح أن تنظري لإبداعك بعين الاستهانة والازدراء والسخرية... وكما تقولين فقد بدأت في النظر إلى نفسك ككل بنفس الطريقة شيئا فشيئا، أي تدريجيا وباستمرارية... من الممكن أيضا تدريجيا وباستمرارية وشيئا فشيء تغيير اتجاهك من السلبي إلى الإيجابي.
من المهم أن تحددي ما هو سبب كل هذا الغضب والذي حولته على نفسك فأصبحت تبخسين نفسك حقها وتحقرين منها... هذا الغضب هو ما يجعلك ترتجفين.
تقولن أيضا "دائما ما أتكلم عن نفسي وعن عائلتي أتحدث عن كل شيء لا أترك سرا أو حدثا إلا وأقوله وبعدما فقدت ثقتي بنفسي تكون لدي سلوك يجعلني أكره من حولي وأشكك في نواياهم"... كراهيتك لنفسك الغير مبررة تؤدي إلى الإحساس بالدونية... هذا يجعلك تحاولين الحصول على الانتباه والاهتمام عن طريق سرد الأحداث عن نفسك وعن عائلتك، وهو أيضا ما يجعلك تشكين في نوايا الآخرين.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني للوقوف على أسباب الغضب وتعديل مفاهيمك عن نفسك وعن الحياة وتحديد مشاعرك وكيفية مراعاتها التي تريدينها... لو راعينا مشاعرك بالطريقة المناسبة لك، فهل سوف ترضين عن نفسك وتثقين بها وتحبينها؟؟ لماذا لا تحبين نفسك بدون سبب أو مبرر؟ لماذا يجب أن يكون هناك سبب؟ ألا يكفيك أن الله قد نفخ في الإنسان من روحه؟ أي قيمة أخرى تريدين من الآخرين؟
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب