الفكر اللاإنجابي والزواج من إنجابية
باختصار أنا شخص لاإنجابي (لا أريد إنجاب اطفال) وأحببت واحدة زميلتي في الكلية وطبعاً هيّ إنجابية. المشكلة إن أنا مقدرش أتنازل عن الفكرة بأي شكل من الأشكال، وفي نفس الوقت مش من حقي أقنعها أو أجبرها على اعتناق فكرة زي دي، لأن ببساطة فكرة زي دي بتيجي من اقتناع تام من الشخص نفسه مش من إجبار أو غصب، ده غير إنها أكيد عندها مشاعر أمومة فمينفعش أطلب منها إنها تتنازل عن المشاعر دي. وأنا بحبها جداً وهيّ بتبادلني نفس المشاعر.
سؤالي: هل في طريقة أقدر أجمع بيها بين إني لا أنجب وفي نفس الوقت أتجوز البنت اللي بحبها؟؟!
وشكراً.
15/4/2020
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم، حضرة السيد "محمد علاء" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو كان والدك مثلك "لا إنجابي" لما ولدت أنت ولربما كان كذلك ولكنك عندما ولدت وكبرت وترعرت وملأت المنزل بضحكاتك الصاخبة وابتساماتك المدوّية أعتقد أنه غيّر رأيه تماما.
ولربما غير رأيه أكثر الآن بعدما رآك شابا جميلا ذكيا ودكتورا قد الدنيا. فيلسوف ومتفلسف في نفس الوقت. إني أشعر بفخر والدك بك كما أتحسس إعجابك بنفسك. أعرف أنك على خطأ وأعرف بأنك تعرف بأنك على خطأ فلو كان كل الناس مثلك لاندثرت البشرية بعد خمسين عاما وانقطع النسل.لقد كنت مثلك في صغري لا أحب الأولاد لكثرة ما يضجون ويبكون ويُتعبون أهلهم ولكن عندما ولدت ابنتي مريم اعترفت بأني كنت على خطأ كبير فصارت قطعة مني تمشي على الأرض أحيطها بعينيّ وأفكاري وبكل ما أحمل من طاقة وعندما تزوجَتْ مريم تألمتُ وبكيتُ طويلاً وقلت لها في يوم زفافها :
«بابا يا بابا الموت صعب كتير
شعرتو دلوقت عند توديعك
لما خرجت روحي معاك تطير
ولسا ما رجعت لجسمي ناطرة رجوعك»
"محمد" اسمح لي بأن أقول لك بأنك مخطئ واشكر ربك بأن أرسل لكَ فتاة تهديك إلى الصراط المستقيم فسر معها على بركة الله واترك ربنا يحدد إذا ما كنتما سترزقان بولد أم لا. ولا تقل لشيءٍ إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله.
أتنمى لك السعادة الزوجية بأسرع وقت وأرجو منك أن تراسلنا عندما تولد لك "مريم" أو "علي" إذا ما شاء الله لك ذلك فإن شعور الأمومة والأبوة لا يوصف كي نصفه لك. ننتظر أن تصير أباً وعندها سوف تخبرنا بمفردك.
أجمل التحايا والأمنيات لك يا "محمد".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.