كيف يمكن التعامل مع شخص مهووس بالدين
كيف يمكن التعامل مع شخص مهووس بالدين مهووس إلى درجة أن ترك الصلاة يجعله عنيفا ومتغطرسا، كل شيء يربطه بالدين، الحياة أصبحت لا تطاق معه.
معاملته سيئة مع الناس ولم تعد الحياة تعني له شيئاً
هل هناك حل مع هذا النوع من الهوس ؟؟؟؟
24/3/2020
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة السيدة "فريدة" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنّ الدين قد بُعِثَ ليقوِّم مسار البشرية ومسيرة كل فرد في هذه الحياة. فالرسول الأكرم صلى الله عليه و سلم يقول إنما بُعثتُ لأُتَمِّم مكارم الأخلاق، فإن لم يكن الدين هو السبيل لأن نصل الى الخلق الحسن أو بالتالي إلى مكارم الأخلاق فإنه قطعاً ليس بدين قويم بل هو دين أو مذهب الشياطين أو ما شئتِ أن تصفيه ولكنه ليس في الصراط المستقيم لأننا نقول بسم الله الرحمن الرحيم {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)}، فهل أدلّكم على الأكثرين أعمالا الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
إذن إنَّ الصفات للشخص تدل على كونه رجل خير أم رجل شر لا يهم عدد الركعات كما قال أحد الأئمة عليهم السلام «لا يغرّكم تنطنتهم في المساجد بل أُنظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة»، فإن لم يكن صادق اللهجة ليِّن العريكة فهو قطعاً ليس في دين الله بل دين المغضوب عليهم الضالين وليس المهتدين.
أوّل من وقع في هذا الفخ كان إبليس، إبليس كان طاووس الملائكة حيث أنه عبد الله في ركعتين ستة آلاف سنة ولكنه عصى ربه عندما قال الباري عز وجل للملائكة اسجدوا لآدم فلم يسجد إبليس فقال له الباري لمَ لمْ تسجد فردَّ عليه أنا خيرٌ منه خلقتني من نار وخلقته من طين.
إذن إذا كان هذا الشاب يعتقد أنه خيرٌ من الآخرين اعرفي أنه بدأ جهله وبدأ تقهقره في الدين وهكذا حصل مع بعض الحركات المتطرِّفة دينياً في بعض البلدان حيث أنهم كانوا يذبحون الأطفال والكبار والصغار بحجة أنهم كفار ويسمحون لأنفسهم أن يتصرفوا كما لو أنهم يد الله على الأرض طبعاً بدون وكالة شرعية من الباري عز وجل.
صديقتنا العزيزة "فريدة" نرجو منك الانتباه وتوخي الحذر فإنّ هذا الرجل على حسب ما وصفته ليس في الصراط المستقيم إذا استطعتِ أن تهديه إلى سواء السبيل فلا بأس بارك الله بكِ . وإلاّ ان لم يكن كذلك فليس عليكِ سوى الابتعاد عنه واختيار رجل آخر يكون بمواصفات إنسانية وأخلاقية عالية وإن كان عدد ركعات صلاته أقل من هذا بكثير.
المهم في الأمر أنه المطلوب من الإنسان المسلم تأدية الصلاة والصوم وبعض الشروط وليس التزمُّت واعتقاد أنه على خير وكل الناس على شر. إذا استطعتِ أن تغيِّري فيه شيئاً فليَهْده ويهديك الله سبحانه وتعالى وإلاّ البعد عنه سيكون رحمة ومنجى وخلاصا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.