رسائل الأمس م2
نادين البائسة تعود من جديد
نادين، سبق وأن أرسلت لكم منذ ٤ سنين، لقد كنت طالبة جامعية صغيرة متأففة من حياتها ولم تكن تعلم أن الحياة تخبئ لها ما هو أسوء وأسوء (كانت مستنية تبهرني). آخر سنتين في الجامعة اشتغلت على نفسي جداً، أخدت كورسات إنجليزي وبدأت أمارس أكتر من هواية وأتعرف على ناس كتير لكي أأخذ خبرة في التعامل مع الناس وأصبحت أكثر هدوءً واختفت كل الأعراض النفسجسمانية. كانت أختي تساعدني بالأموال والدعم، تخرجت من الجامعة وأصبحت صيدلانية ولم أجد عمل لفترة طويلة، كنت سأخسر كل شيء في حياتي، أصبح أبي لا يعطيني أموال و٢٤ ساعة قاعدة في وشهم وخناقات لا تطاق.
حتى في يوم من الأيام وجدت محفظة في الشارع وبها الكثير من النقود وبطاقة، كان يجب عليّ أن أبحث عن صاحبها وأعطيها له ولكني كنت ساذجة وفضلت أن أكون سارقة وأخذت الأموال ولا أعلم كيف فعلت ذلك، أخذت الأموال وأنا أعلم أنها ليست نقودي، شيطاني تغلب علي، أكتب هذا وأنا أبكي حسرةً على أخلاقي كيف لفتاة مثلي يشهد الناس بأخلاقها أن تفعل هذا (وصمة عار في حق نفسي)، سترني الله أمام الناس ولكني تعريت أمام نفسي، أخدت فلوس ومجهود شخص تاني، كل ما بفكر إزاي أهلي وافقوا إن أنا أخد الفلوس كده عادي، ليه محدش قالي دوري على صاحبها؟! لأن ببساطة الفلوس أهم حاجة عندهم.
بعدما أخذت الفلوس كان من الصعب إني أتراجع، أخدت الفلوس وبدأت أصرف منها وأنا حاسة إني باكل حرام وبلبس حرام، عشت أيام من القلق والفزع، أفزع عندما أسمع سيارة شرطة، أصابتي حالة نفسية دون علم أحد من أسرتي فهم لا يعلمون أن الفلوس مسروقة، يعلمون أني وجدتها في الطريق فقط، تخطيت هذه الفترة بصعوبة بس كان معايا فلوس تحسسني بالأمان، تحسسني إني هعرف أخرج مع صحابي تحسسني إني مش هتذل لبابا، مش هبقي متوترة قدام الناس إن مش معايا فلوس، عارفة إني غلطت بس نفسي وسوست لي.
بعدها بدأت أشق طريقي في العمل وتغيرت ١٨٠ درجة، أصبحت شخصية اجتماعية تقضي وقتها في المستشفي بالصباح وآخر النهار أحضر كورساتي وأمارس هواياتي، كنت شخصية محبوبة يحسدها الناس لأنهم كانوا شايفني بنت ناس وكل اللي بيشوفني أنا وأخواتي بيقول علينا كده لأننا بنعرف نلبس حلو ونهتم بنفسنا وأصلا بابا معاه فلوس بس ما بيصرفش.
أنا بقيت بقبض فلوس كويسة بجانب المبلغ الكبير الذي وجدته وهنا بدأ يظهر حسد مديرتي فقد كانت كبيرة في السن وغير متزوجة وأنا يتقدملي أطباء من المستشفي فتسببت لي في الكثير من المشاكل وصلت إلي أنها حاولت التهجم عليا. عزمت على التقديم في كلية الشرطة ظباط متخصصين وبالفعل تقدمت في كل الاختبارات بعلامات أكتر من ممتازة فقد كنت بصحة جيدة وأتمرن وعلى أتم الاستعداد، قبلت في كل الاختبارات حتى وصلت إلى آخر اختبار وهو كشف الهيئة فبدأت صحتي تنهار بشكل غير مبرر، نزيف من الشرج، فقدان في الوزن بصورة كبيرة، نوبات اختناق ونهجان وضربات قلب سريعة، لم أستطع أن أحضر آخر اختبار وبالفعل رفضت من الكلية منذ ذلك الوقت وأنا مريضة وذهبت لأكثر من ٢٠ طبيب.
في بداية الأمر وجدت زوائد وقرح في الجهاز الهضمي، أزلتهم وأخذت علاج ولكن دون تقدم، ذهبت لطبيب نفسي أعطاني أدوية لعلاج الـ psychosomatic disorder ولكن دون فائدة وزادت الأعراض واضطررت أن أدخل العناية المركزة، ذهبت لأكثر من طبيب وكل شخص بتشخيص مختلف وأدوية مختلفة تزيد الطين بلة إلى أن ظهر كيس على المبيض، كان الطبيب قد شك أنه ورم خبيث فاضطررت أن أزيله فأزلت مبيضي وأعيش بمبيض واحد وده طبعا هيقلل فرصي في الجواز أكتر ما إحنا حظنا وحش أصلاً.
منذ ذلك الوقت وحالتي تزداد سوءً، تركت عملي وذهبت لأكثر من مكان ولكن لا أستطيع العمل بساعات طويلة وأترك المكان، لا أجد تشخيص منذ سنتين لحالتي، أعيش في كابوس وحاسة إني في كابوس مش بصحي منه، بنام تعبانة وأقوم تعبانة، عارفة إن ممكن يكون ده انتقام ربنا عشان أخدت الفلوس بس والله ندمت وبطلع صدقات من ساعة ما اشتغلت كتير وكنت واخدة عهد على نفسي إني هطلع المبلغ اللي لاقيته كله بس للأسف مش بكمل في شغل.
ضعفت وغلطت بس والله تُبت وعمرى ما هعمل كده تاني، بكره أخد أي حاجة مش حقي، والله كانت أول غلطة ليا وشيطاني غلبني، أنا عمري ما كنت حرامية، عمري ما كنت أحب أشوف نفسي بالصورة دي، مشاكل أهلي ضغطت عليّ ومكنتش عارفة أفكر كويس، الفلوس عمتني، كانت أول مرة في حياتي يبقي معايا المبلغ ده، أول مرة أحس إني مش متوترة عشان شكلي ما يبقاش وحش قدام أصحابي وأنا مش معايا فلوس، عارفة إن الغلط الأكبر عليّ بس مش مسامحة أهلي اللي وصلوني لكده (كفي بالمرء إثماً أن يضيع من يعول).
عارفين بالرغم من تعبي وإن الدكتور آخر مرة قالي ممكن يكون عندك Carcinoid syndrome وإني أعمل Pet scan بابا اتخانق معايا ومرضاش يديني الفلوس، عمري في حياتي ما شوفت قسوة أهل بالمنظر ده، أختي اللي ربنا عوضني بيها هي اللي متكفلة بمصاريف علاجي وعمليتي ومناظيري وذهابي إلي الأطباء وأحياناً ماما. وصلت خناقاتنا إني دعيت عليه في وشه وقولتله إني نفسي أشوفه متبهدل في المستشفيات هو وماما، بكرههم بكرههم بجد، هما السبب في كل اللي أنا فيه بس أنا خلاص تعبت منهم ومن تعبي.
ربنا عوضني في حاجات، اضطريت إني أشتغل حاجات handmade بحبها،بقى عندي صفحة ومتابعيين وبجيب فلوس إلى حد ما كويسة، بشتغل كل فترة في مكان بجيب برضه منها فلوس تساعدني عشان أروح للأطباء لحد ما ألاقي تشخيص.
عرفت أصحاب كتير بيحبوني فعلاً وبيساندوني عشان أخف وأبقي كويسة، يمكن هما اللي مهونيين عليّ شوية، لسه في شوية أمل مش حابة أفقدهم بس فعلاً تعبت.
باخد كورس تغذية عشان أشتغل في المجال ده لما أخف ومكُنش خسرت كل حاجة، باخده online عشان مش بقدر أنزل، تعبت من إحساس التعب وإني مش قادرة أعمل مجهود كأني واحدة عندها ٧٠ سنة، حاسة إن حياتي بتروح، تعبت وأنا عندي ٢٤ سنة ودلوقتي ٢٦ سنة وداخلة على الـ٢٧، عمري بيضيع فعلاً، اشمعنا أنا ربنا كتب لي الشقاء؟ اشمعنا أنا مش زي أصحابي؟ بدأت أحس إني مش راضية وبقنط من رحمة الله، تعبت إن شكلي بنت ناس وعندي كل حاجة وأنا مش كده خالص، تعبت من حياتي لوحدي على الرغم إن بيتقدم لي عرسان بس برفضهم، هقولهم إيه أنا شايلة الـ ovary ولا عندي مرض مش عارفة سببه!
ارحمني يا الله.
وشكرا لكم
21/4/2020
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
ليس هناك من هو معصوم من الخطأ، والإنسان يراجع ملف ذنوبه دوماً حين تداهمه ضغوط نفسية، مشاكل صحية، ومع اضطراب الاكتئاب. لا شك بأن هناك أعراضا نفسية لكن لا يمكن الحكم على طبيعة وشدة هذه الأعراض النفسية لأن ما يثير القلق في محتوى الاستشارة هو الأعراض الطبية.
اضطراب الجهاز الهضمي الذي يسبب تقرحا وزوائد لا علاقة له بالأمراض الطبنفسية. لا يستطيع الموقع التعليق أكثر من ذلك على رحلتك الطبية، ولكن من الأفضل مراجعة استشاري واحد فقط في أمراض الجهاز الهضمي والمتابعة معه بصورة منتظمة. كذلك لا يستطيع الموقع التعليق على مشكلة المبيض لأنها خارج اختصاصه.
ولكن ذلك كله لا يمنع من مراجعة طبيب نفساني لعلاج الأعراض النفسية ويمكنه أيضاً التشاور مع استشاري الجهاز الهضمي لوضع خطة علاج.
وفقك الله.