زهقت
أنا زهقت. هو الواحد ليه حرام ينتحر؟! أنا اتخنقت بجد، ضغط أهل لضغط كلية، أنا على طول متضايقة وتعبانة وجسمي مكسر وعاوزة أنام، أنا مش إنسانة كويسة أنا بعمل غلطات كتير في حياتي ومهملة في كل حاجة حتى في دراستي كل سنة بشيل مواد
روحت لدكاترة نفسيين وقالولي عندك ديسمورفوبيا، روحت لدكتور وإداني serpas على ما أتذكر ومكنش مركز في حالتي، كل مرة لازم أروحله أحكي له من البداية، وروحت لدكتور تاني بيديني Lamictal 100 ولوسترال 50 مجم، اتخنقت، حلي مش عندهم مخفتش حتى بنسبة 1٪.
أنا آه بنت شكلها حلو جداً بوصف الدكتور "إنتي لو حطيناكي قدّام 10 تطلعي أول واحدة أو تاني واحدة في الجمال" مش حاسة بجمالي، روحت أكلم رجالة بمختلف أنواعهم، قولت يمكن أحس بجمالي اللي مش عارفة أشوفه في المرايا، بقالي سنين من تانية ثانوي لحد دلوقتي 4 سنين علاقتي بالمرايا مافيش، قولت يمكن أشوف جمالي بعيون الرجالة، كلمت كل الأعمار من الصغير لحد الـ50 ولكم أن تتوقعو إيه كان بيحصل طول فترة ما بكلمهم وكنت بنفذ طلباتهم حتى صور، نخرج وأي حاجة ولحد الآخر وطبعا كنت بتساب مع إني كنت ببذل المستحيل عشان يشوفوني حلوة ومحدش كان بيقولي إنتي حلوة.
بكره نفسي أكتر، وماما على طول شيفاني وحشة. أنا مش بصلي ودايماً قاعدة على الموبايل ومش بسمع الكلام عكس أختي. أنا في الكلية مش شاطرة، أنا كلية علوم ومحتاجة مجهود مني، طبعاً كل سنة بطلع بمواد.
أنا بكره نفسي أوي، مافيش حاجة نقصاني في حياتي، إحنا مستوانا المادي عالي جداً، أهلي متعلمين، والله كويسين جداً أنا معرفش ليه طلعت كده
بنت تجيب العار؟!
أنا بتكسف أحكي الكلام ده لدكتور على الحقيقة، بخاف الدكتور يبصلي بصة وحشة.
أنا زهقت، لو الانتحار مش حرام مش هتردد ثانية، زهقت بجد.
23/4/2020
رد المستشار
أهلا بك يا "دانا" على موقع الصحة النفسية مجانين.
كلنا في حياتنا نتعرّض لإكراهات نفسية أو اجتماعية، هذا معروف، لكن الذي لا يعرفه الكثير من الناس، أنّ ردّات فعلنا اتجاه هذه الإكراهات هي التي تصنع منّا هذا الشخص أو ذاك، سعينا لتحقيق لذة معينة أو تجنّب ألم معين (في حالتك مثلا) قد يكون بالطريقة الخاطئة، لما يغضب الطفل يعبس في زاوية غرفته، حتى يوصل فكرة أنه "غضبان ومحتاج للاهتمام"... مع تكرر هذه السلوك منه ومحاولة الأبوين الوصول إليه، مع بقائه مصّرا على العبوس والصمت، سيملان، ويتركانه في شأنه، ويظنا أنّه مرتاح هكذا، وهذا الإهمال والتجاهل سيزيدانه تشبثا بطريقته الطفولية وغير السليمة، لتُحكم الدائرة عليه.
ما فعلتِه قريب من هذا الطفل الصغير، عانيت من مشكلة نفسية واضطراب قد شخّصه الأطباء لك (اضطراب تشوه الجسد) تركتِ الطّرق السليمة للعلاج واسترجاع نظرتك الإيجابية عن جسدك وشكلك، وتقدير ذاتك، الذي هو وحده من سيبقى لك وينفعك، وذهبتِ تبحثين عن حل و"مسكّن" مؤقّت (ولا بدّ) في علاقاتك مع الرجال، شعرتِ أنّك مضطرة لتقدمين كل شيء من أجل أن يقولوا لك شيئا عجزت عن قوله لنفسك والإيمان به (أنت جميلة).. وتعرفين بقية القصة، الكل يستغلّك ثم يتركك بعد ما ينال منك ما يُريد، وهذه هي الدائرة الخبيثة التي تسجنك الآن: ألم وتعاسة من صورة مشوهة وغير مرغوبة/ حزن واكتئاب وعدم رضى/ بحث عن "تطمين" من الرجال/ ارتماء في أحضانهم وتنازلك من أجلهم/ تخليهم عنك/ تعاسة واكتئاب/ بحث عن التطمين... وهكذا دواليك
دخلت دوامة مُدمّرة تزيد من عدم استقرارك، ربما لأننا نختار الطريق الأسهل، فأنْ تتوجهي لرجلٍ يُغدق عليك المدائح أسرع تأثيرا في رد ثقتك بجسدك وجمالك من مسيرة طويلة من العلاج النفسي، اكتشفت بالطريقة العملية أنّ التأثير السريع مثل المخدّر لا يضمن استمرارية ولا ثباتا easy come, easy go كما يُقال.
التفكير في الانتحار، الانطوائية، الإرهاق، النوم الثقيل، كلها أعراض لاكتئاب واضح. ما عليك فعله هو أن تزوري أطباء آخرين، وتطلبي علاجا نفسيا (جلسات وليس مجرد دواء) وإن كان الدواء سيفيدك بالتوازي على أن يكون بجرعة دقيقة، وعلى أساس أن تلتزمي به، وليس أن ترفضي تناوله بعد 5 أيام بدعوى أنه لم ينفع، ثم تقولي أن الأطباء لم ينفعوك بشيء !
حاولي أن تتابعي مع مختص بارع، وليس هناك شيء تخجلين منه، فالعيادات فيها عجائب أكبر من قصتك. وبما أنّ حالتك المادية جيدة، فما لك من عذر، هذه فرصة لتبدئي حياة جديدة بنظرة جديدة لنفسك تتركين العادات السيئة وراءك وتحاولي تعويضها بعادات حميدة تعيد لك الثقة في نفسك بدل أن ترتمي في أحضان الذئاب البشرية. وأيضا لتعلّم طُرق أفضل بدل الانطواء والانغماس في الهاتف وعوالمه. فالهروب ليس إلا وجها آخر للألم الذي نفرّ منه، لكنه يبقى ويدوم عكس الألم إذا ما تمّ معالجته بالطريقة الجيدة.
فحتى لو تزوجت بأروع زوج في العالم، سيكفّ عن تذكيرك كل مرة بأنك جميلة بعد السنوات الأولى (وهذا طبيعي)، وستشعرين أنك بحاجة إلى رجل آخر يقول لك أنت جميلة، ثم تملين منه، وتبحثين عن رجل آخر.. إلى متى ؟ إلى متى البحث عن شيء لن تجديه إلا داخلك، نعم هو صعب الإيجاد حاليا، لأنه ببساطة اضطراب ويحتاج متابعة طبية ونفسية.
ويتبع>>>>>: مش حاسة بجمالي ! م