وسواس الوضوء والصيام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا موسوس منذ فترة تقرياً ثلاث سنوات وتخف الحالة وتزيد من فترة إلى أخرى وقد ذهبت إلى طبيب نفسي وتناولت أدوية فساعدتني على ترك الكثير من الوساوس ولكن بعد ترك الدواء لفتره تقريبا بعد أربع شهور رجعت لي الوسوسة في بعض الأمور.
فمنها الوضوء فأنا أمكث في الوضوء عشر دقائق وتزيد وأشعر بالحرج لأني أجد ناسا يأتون ويتوضئون وينتهون من الوضوء وأنا لا زلت لم أنتهي بسبب أني أجد صعوبة في غسل قدمي فأنا أفركها كثيرا بسبب وجود الكثير من الجلد الميت ويتحرك إذا ترطب في باطن القدم وفي الكعب فأتعب حتى أوصل الماء إلى أسفل هذه الجلود وهناك مشقة في إزالتها لأنها كثيرة وأحجامها صغيرة، فسببت لي حرجاً في الوضوء فأصبح كل من رآني تقزز من شكلي في الوضوء
ومع دخول رمضان فأنا أشعر بصعوبة في إتمام الصيام فبعد المضمضة أظل أتفل الماء كثيراً وأنشف الشفتين خوفاً من أن يدخل الماء الذي على الشفتين ويختلط مع الريق فأبلعه وكلما أحسست بشيء في فمي ذهبت لأتمضمض خوفا من كونها بقايا طعام السحور وأخاف ابتلاعها فأفطر بذلك فشق علي الصوم بسبب هذا وكذلك أفعل هذا إذا خرج اللعاب إلى الشفتين، وكلما نشفت شفتي بمنديل أو فوطة أجد شعراً أو جزيئات صغيرة جدا على الشفتين فتسبب لي وسواساً آخر وأخاف إن تركت تنشيف الشفتين بعد الوضوء أن يدخل الماء الذي على الشفتين إلى الفم فأفطر بذلك
فما توجيهكم
جزاكم الله خيراً ،،
28/4/2020
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا "بدر" على موقع مجانين، وأعتذر عن تأخري في الإجابة حتى فات وقت سؤالك عن الصيام،
بالنسبة للوضوء لا داعي لإيصال الماء إلى ما تحت الجلد الميت، فلا شك أن الصحابة ومن بعدهم كان لديهم مثل هذا، ولم يرد عن أحد منهم أنه اشتغل بإدخال الماء إلى ما تحت الجلد الميت في قدمه.
أما المضمضة في الصيام فيكفي فيها مجُّ الماء من الفم، ولا داعي لكثرة البصق والتفل، لأن ما تشعر به بعد مجّ الماء إنما هو مجرد رطوبة.
ثم إني لكثرة ما يذكر الموسوسون في الصيام وجود شعيرات بعد تنشيف الشفاه، قادني الفضول أن أجفف شفتيّ بمنديل ورقي، وكذلك بمنشفة، ثم أنظر إليهما في المرآة، ولم أجد شيئًا!!! لكن إذا كان التنشيف يتم بطريقة الدعك والفرك، فلا يبعد خروج أجزاء من المنديل على الشفتين!! يكفي يا أخي أن تضع المنديل أو المنشفة على الشفاه وتنزعها، ولا داعي لفرك الشفاه. ثم افرض أن شيئًا ما يعلق بالشفتين بعد التجفيف، فهذا كالغبار والتراب الذي لا يفطر إذا دخل إلى الحلق حتى لو فتح الصائم فمه عمدًا فدخل الغبار أو التراب.
وبغض النظر عن كل هذا التفصيل، فإنك لو تركت تجفيف الشفتين نهائيًا، ولم تقم بلحس الماء عمدًا فلا تفطر، وما يلبث الماء أن يتبخر بعد ثوانٍ. ولعله من الأفضل في العلاج السلوكي أن تمتنع عن تجفيف شفتيك وتنتظر حتى يجفا وحدهما، داوم على هذا أثناء الصيام وستتخلص من هذا الوسواس بعد فترة قصيرة.
أما ما تشعر به في فمك وتخشى من كونه بقايا طعام، فلا يضر البتة إذا لم يمكنك تمييزه من اللعاب ومجه. ما يمكن مجه يكون واضحًا لا يحتاج إلى وسوسة ومضمضة، وما لا يمكن فلا يضر؛ بل لو كان بالإمكان تمييزه، لكنه سبق إلى الحلق فلم تستطع إخراجه فإنك لا تفطر.
الأمور أيسر مما تتصور، ولم يخلقنا الله ليتعبنا، فهو أرحم بعباده من الأم بولدها
وفقك الله لكل خير، وكل عام وأنت بخير.
ويتبع >>>>> : الوضوء والصيام : الجلد الميت وتجفيف الشفاه م