أريد مشورتكم في مشكلتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أعاني من عدم إحساس بنفسي أبدا وكأنها ليس موجودة إنما أنا وحدي وكأني قد فقدتها ولا أستطيع كما كنت بالعادة أن أتحاور مع نفسي ولا أسمع صوتها الداخلي بنفسي وكذلك لا أسمع صوت عقلي وأشعر/أحس أنه متوقف ولا يوجد به أي أفكار ولا فكرة واحدة حتى.
وطوال اليوم ممددة/ملقاة على السرير لا أفعل أي شيء والحزن والضيق الشديد لا يفارقاني وتراودني فكرة الانتحار ولكني أدفعها عني لخوفي من ربي.
وحتى هواياتي كالرسم لا أرغب بالقيام بها بعد أن كان عندي شغف كبير بالرسم وإذا أمسكت الكراسة للرسم أجدني ألقي بها فورا وكذلك كنت أحب الاستماع للأغاني أما الآن لو شغلتها / استمعت إليها أبادر لإغلاقها فورا فرغم أني أعرف الكلمات لكني لا أريد الاستماع لأني لا أشعر بشيء عندما أسمعها ولا أستمتع وهكذا بالنسبة لمشاهدة البرامج التليفزيونية أراني أفهم ما يدور حوله البرنامج لكني لا أشعر به أو بمتعة المشاهدة فأترك المشاهدة.
وأشعر بتأنيب الضمير الدائم وبالذنب وأصبحت ألوم نفسي على كل شيء وأكرهها وأشتم نفسي أحيانا من كرهي لي أفكر أنها السبب في كل ما أنا فيه لأنها غبية وحالي تزداد سوءا وأشعر أني مقيدة وليس هناك أي شيء يشدني أو يمتعني فأنا متبلدة ومشاعري متبلدة لا أشعر بأي شيء كأني جهاز روبوت آلي أو دمية وهذا كله يشعرني بألم والخوف وأحيانا أبكي وأصرخ من مرارة الشعور
وأنا أقوم بالتفكير جيدا إذا هناك مسألة ما ولكن لا تطرأ على عقلي الأفكار مثلا إذا كان هناك لغز ما أستطيع الإجابة عليه إذا فكرت وأمور حياتي اليومية أقوم بها بمفردي دون مساعدة لأنه أصلا لن يساعدني أحد إذا لم أعتمد على نفسي
وفي الأيام الأخيرة أهملت نظافتي الشخصية أشعر أني أموت كل يوم ولا أعرف السبب ساعدني أخي رجاءا ولا تتجاهل رسالتي فإني والله وحده يعلم مقدار الحرقة التي بقلبي.
ولقد كتبت إليك لأني أثق بإجابتك أخبرني أخي هل جننت أم ما الذي يجري معي ؟
بانتظار ردك وشكرا
29/4/2020
رد المستشار
الابنة الفاضلة "دموع مظلومة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
أحييك بداية على نص إفادتك سليم العربية وهو ما أصبحنا نفتقده كثيرا في كل مكتوب بالعربية وليس فقط استشارات مجانين، نستطيع ببساطة أن نلخص ما كتبت بمصطلحاته الطبية فنقول : شعور بنقص المشاعر والأفكار وتبلد الإحساس بالذات، مع نقص في النشاط بوجه عام وفقدان للقدرة على التلذذ والاستمتاع بما يؤدي للتوقف عن ممارسة الأنشطة المحببة أصلا للذات، ثم مشاعر الذنب وكره الذات وأفكار الانتحار...... يعني يكاد الاكتئاب يقول ها أنا ذا!
عزيزتي "دموع مظلومة" (رغم خطورة الاكتئاب وقدرته على إحداث كل ما ذكرت من أعراض إلا أن شيئا ما أستشعره خلف سطورك يوحي بأن كل هذا قد يكون جزءًا من معاناتك التي تتمثل ربما في اضطراب ذهاني أشمل..... إلا أن عوامل متعددة جعلتك أقوى من ذلك الاضطراب في مراحل من حياتك... ولولا ما جد من اكتئاب لقيت قادرة على الحياة وإن بمستوى أقل مما تؤهلك له قدراتك كالذكاء واتساع الثقافة مثلا)..... هذا انطباع جعلته بين قوسين...... لأنه ليس الأهم الآن بل الأهم هو سرعة مراجعة الطبيب النفساني لتستعيدي قدرتك على التوازن بعد التخلص من هذا الاكتئاب... والذي قد يكون بمفرده فتعودين بقدراتك القديمة التي لم تسترسلي في وصفها... أو إن كان جزءًا من اضطراب أشمل فسوف يتفق معك المعالج على خطة المناجزة السليمة... بصراحة مثلك يخسرها المجتمع ما لم تعالج.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.