الوسواس القهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكراً لكم على مجهوداتكم بارك الله فيكم. أريد أن أعرض حالتي التي بدأت منذ حوالي 3 سنوات، أصابتني وساوس أصبحت الآن صعبة جداً، أذكر أنه بدأني هذا عندما وجدت بعض قطرات البول تنزل مني بعد التبول ما جعلني أعيد ترتيب نفسي ومراجعتها وبعدها بدأت تتمكن مني وساوس في الصلاة وأصبحت أعيد الصلاة كثيراً وأسجد للسهو ولا أدري كم صليت ولكن بعد البحث عن الحكم الشرعي وما على الموسوس فعله زالت قليلاً مع بعض المحافظة على صلاة الجماعة، ثم انتقلت إلى الوضوء حيث أصبحت أتوضأ لمدة عشر دقائق، بعدها أصبحت أجعل طريقة لمواجهة الوسواس مثلاً أستعمل الورق أثناء الاستنجاء عندما لا أرى قطرة بول _أعزكم الله_ قد نزلت أستنجي وأخرج مباشرة، وكذلك الوضوء أجعل استراتيجية للوضوء حيث أصبحت أتوضأ في 5 دقائق.
بالنسبة للاغتسال كنت أغتسل بطريقة عادية 10 دقائق إلى ربع ساعة ثم أصحبت تزيد وتزيد وإسراف الماء يزيد، المهم أني بعدما استطعت أن أتغلب على هذه الوساوس قليلاً، والآن عاودتني الوساوس لكن أشد بكثير من ذي قبل فمثلاً بعد المسح بالورق أصبحت أشك هل انقطع البول أم لا مع العلم أني متيقن أن لدي قطرات تنزل ببطء لكن الوسواس يأتي بعدها هل انقطعت أم لا. أما بالنسبة للوضوء أصبح يستغرق 30 دقيقة بعد أن عرفت أنه يجب غسل اليد من الأصابع إلى المرفق زاد الوسواس جهة الأصابع وأيضاً هل بللت يدي لكي أمسح رأسي وأغسل الرجلين لوحدهما حوالي 20 دقيقة، أحياناً أصل إلى مرحلة لا أستطيع الوضوء فيها وهذه الوساوس عاودتني بقوة على حين غفلة لا أعلم كيف كنت في تحسن مستمر ثم سقطت.
عندما أستعين بأمي في الوضوء لكي تراقبني أتوضأ في 7 دقائق، يشعرني ذلك بالراحة لكني أنا من نوع الأشخاص الذين يريدون أن يتعافوا لوحدهم وأن يحاربو لوحدهم وأستعين بأمي عندما يشتد بي الأمر. بالنسبة للصلاة أثناء الحجر الصحي عندما كنت أقوم بدور الإمام في البيت لا أوسوس إلا قليلاً في التشهد والفاتحة إذا جاء صوت عالي من مكان آخر يشوش عليّ فألجأ إلى إعادة القراءة أو التشهد لكن في عدد الركعات لا أعاني كثيراً ولله الحمد لأني أعلم أني يجب أن أبني على الأكثر.
بالنسبة للغسل أصبح الآن لمدة ساعة بسبب إسرافي في الماء في رأسي وأذني وأقول هل وصل الماء لأذني أم لا ثم بعدها أجبر على أن أراقب كل جزء من جسمي خاصة فخذي من الخلف رغم معرفتي أني إذا صببت الماء على رأسي فقد يكون الماء قد وصل رجلي لكن كما تعلمون هي وساوس قهرية، الحمدلله أنا أعلم انها وساوس لكن عندما يتغير شكلها تصعب علي، أما ما كان يأتيني من قبل أستطيع تجاهله فكنت أستعمل طرق للعد وغيرها لمحاولة تجنب الوساوس لكن مع الوقت عرفت أنه يجب أن أقاومها بطريقة طبيعية وليس بالاستعانة بأشياء. سابقاً كانت لدي القوة لمواجهتها أما الآن فأنا أشعر أني مقهور وأن قواي قد خارت.
في رمضان (هذا في اليوم الماضي) استعملت العطر من نوع بخاخ وليس البخور فشعرت به في حلقي ثم شعرت أن لساني به حموضة فلم أعلم إذا كان وسواس أم لا لأني لم أوسوس إطلاقاً في الصيام من قبل، بحثت عن فتوى ووجدت أنه إذا لم يتعمد إدخاله في حلقه فصيامه صحيح فتأتيني الأفكار تقول أني قد بلعت الريق والريق قد اختلط بالرائحة لكني لم أشعر أني بلعت شيئاً فقط شعرت بلساني به حموضة. قهرتني هذه الأفكار الوسواسة أما اليوم خرجت للنافذة سمعت الآذان فوضعت التمر في فمي ثم شككت هل أذن أم لا.
أشعر أن هذه الوساوس لا تنتهي، كيف أجعل نفسي تعرض عن ذلك؟ كيف أتجنب التدقيق الكثير في الأشياء لأني من النوع الذي يدقق كثيراً ويبحث عن الكماليات _ولله الكمال_؟
بعد أن عرضت عليكم حالتي أرجو أن تفيدوني لكي أتخلص من الوسواس، وبالنسبة لقطرات البول بعد التبول كيف أتعامل معها؟ فلم أجد أي علاج لها وأنا متيقن أنها ليست وساوس فقد أصبحت تثقل علي التنقل مع أصدقائي والخروج من البيت. إني أشعر أن قواي قد انتهت أحياناً وعند الاغتسال أتوقف قليلاً لأني لا أستطيع الإكمال، أشعر بفتور من مواجتها وأصبحت أنام كثيراً لكي أهرب من الواقع وأتوضأ مرة أو مرتان في اليوم، الشيطان أفسد علي حياتي وأصبحت أغبط الناس إذا رأيتهم يدخلون الخلاء ويتوضؤون في 5 دقائق وأنا إن أردت الوضوء أسبق الوقت بنصف ساعة. كيف أواجه هذه الوساوس _بارك الله فيكم_ قبل أن تنتقل بي إلى ما لا يحمد عقباه؟
أريد منكم _بارك الله فيكم_ علاج سلوكي فأنا لا أريد علاج دوائي، لدي ثقة أني سأتغلب عليه وحدي باذن الله.
جزاكم الله كل خير.
2/5/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "محمد" وأهلًا بك وسهلًا في موقعك، وعذرًا لتأخرنا عليك، أسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء واجبنا على النحو الأفضل
بالنسبة لقطرات البول، أرح نفسك وضع قطعة صغيرة من المحارم الورقية في فتحة البول تمنع خروج شيء من القطرات بعد انتهاء التبول، وانتهى الأمر؛ إلا إذا ابتل الجزء الخارجي من المنديل بالبول، وأرجو ألا تدقق وتفتش وتبحث كل دقيقة هل ابتل أم لا؟ فالأصل أنه لم يبتل وأن وضوءك معك.
ملخص العلاج السلوكي الذي تريده هو: (التعرض للمثير مع عدم الاستجابة). أي لا تهرب مما يثير وسواسك، كالوضوء والغسل ونحوها، وفي نفس الوقت لا تستجب للوسواس. إذا قال لك: لم يصل الماء إلى هذا العضو، أعد الغسل. قل له: بل وصل الماء، ولن أعيد شيئًا. أو قل: أريد أن أصلي بلا وضوء، لا دخل لك! استعذ بالله واستعن به وتابع، وهكذا....
وإن تغلب الوسواس عليك مرة فلا تيأس وقل: سأتغلب عليه في المرات القادمة. ومن الأفضل أن تسجل الوقت الذي تستغرقه في وضوئك وغسلك واستنجائك على ورقة، وكذلك عدد مرات التكرار، وتحاول في كل مرة أن تكون أقل من المرة التي قبلها.
كف عن احتياطات الأمان التي تفعلها كجعل أمك تراقبك....، أو الصلاة إماما لا تقصد من ذلك سوى الهروب من الوسواس. أما إن كان القصد الأكبر هو الحصول على الثواب فلا مانع.
ربما خارت قواك من الحزن الذي يصيبك بسبب الوسواس، ويُخشى أن يصبح الحزن اكتئابًا يزيد معاناتك ويمنعك من أداء واجباتك.
لا مانع أن تحاول العلاج الذاتي، ولكن عليك أن تقرأ كثيرًا وتشاهد البرامج العلمية المتعلقة بهذا، وارجع إلى مقالات العلاج الذاتي للوسواس على هذا الموقع، يوجد سلسلتان كتبهما د.محمد شريف سالم، سوف تعينانك كثيرًا.
برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري(1-4)
عزيزي مريض الوسواس: عالج نفسك بنفسك1
إن استطعت التغلب على الوسواس بهذا فهذا أمر جيد، وإن لم تستطع فلا مفر من الذهاب إلى الطبيب، فلعلك بحاجة إلى دواء يعينك، وإذا وجدت طبيبًا خبيرًا بالعلاج السلوكي، فقد عثرت على كنز، سيكون جهدك المبذول للخلاص أسهل وأكثر التزامًا بالطرق الصحيحة. أما التدقيق فعامِلْه أيضًا بالإهمال والتجاهل ومخالفة رغبتك به.
أسأل الله لك التوفيق والمعونة والشفاء العاجل.
ويتبع>>>>: وساوس التهيؤ للعبادة: ذي مشكلة أخي! م