عقد زواج بدون موافقة
السلام عليكم، شكراً لكم على ماتقدمونه، سأوضح لكم ما حصل معي وأرجو منكم إرشادي لما يرضي الله ويصلح الحال. في البداية كنت أتحدث مع زميلتي بالجامعة عبر الماسنجر وبعد نهاية الجامعة استمررت بالحديث في مواضيع مختلفة ثم شعرت بمشاعر تجاهها ومع استمرار الكلام أعلمتها بذلك فحاولت أن تتهرب، وبعد فترة أبلغتني هي أيضاً بذلك واستمر الكلام.
رأيت مشاكل بيننا وعدم توافق وزعل لأسباب بسيطة وأحياناً كبيرة فحاولت أن أنهي العلاقة لصعوبة استمرارها مع هذه المشاكل ولكنها رفضت، ثم حاولت بعد ذلك مراراً وتكرارً ولكنها كانت ترفض وتستخدم أسلوب أنها ستموت. بعد سنة ونصف من هذا الحال سعت جاهدة نحو الزواج وهي تعلم بوضعي المادي أنه صعب جدً وتعلم تفاصيل وضعي وعندما رفضت قالت أنها ستقتل نفسها وأرسلت لي صورة وهي تلف قماش حول عنقها فتراجعت عن كلامي خوفاً من أن تفعل ذلك.
فقلت أن أتقدم لها ثم أجعل الشماعة على رفض أهلي لعلها أن تقتنع بذلك ولكن بعد أن زاروهم أهلي بدأت تتدخل في أمر الخطبة، حينما أبلغتها برفض الخطبة حاولت قتل نفسها مرة ثانية ومرة ثالثة لنفس السبب، ٣ أشهر وأنا أحاول إقناعها برفض الموضوع ولكنها لم تأبه وأبلغتها أن هذا الأمر لا يمكن أن يتم بهذا الأسلوب فقالت "إنك تحبني وأنا أحبك ولا قيمة للمال ولا أريد ذهب ولا أي شيء".
أقنعت نفسي أنها تحبني وسأحيا معها بسعادة وكتبت الكتاب، ومنذ أول شهر وأنا أحس أن الموضوع تم بفرض عليّ وليس اختياري وأصبحت في وضع مادي يرثى له وليس لدي لا أموال الزواج ولا المهر، شعور الغصب يتملكني ولا أستطيع تجاوزه وأحيانً أقول أني سأتركها وأحياناً أشعر بحزن تجاهها وأقول سأكمل بأي طريقة ولكني لا أريد ذلك وسأعوض ذلك بزوجة ثانية.
أرشدوني أرجوكم. أحياناً أقول أني لن أنجب منها أبد وسأشغل وقتي بالأفعال الخيرية والدراسات وغيرها، لم تمضي الأمور كما أريد، علماً أني قبل العقد أبلغتها أني غير مرتاح وأحس بضيق ولا أستطيع أن أكمل لأن ذلك غير مجدي وسيكون له عواقب فتجاهلت كلامي. هل انفصالي عنها فيه ظلم لها؟ هل لي الحق أم لا في الانفصال؟
3/5/2020
رد المستشار
الابن السائل: قصتك مكررة بشكل مزمن.... أنت تتحدث مع زميلة من باب الونس، وربما التسلية، وهي مثل أية فتاة عربية تسمح لمشاعرها بأن تتطور، ومن ثم تتعلق بمن يحادثها ويهتم بها، وتتوافر فيه شروط الحد الأدنى للزواج من من وجهة نظرها.
لكن زميلتك تتخطى حدود المعقول إلى مساحة تقترب من التعلّق المرضي، وربما هو نوع من الابتزاز العاطفي، ولم تتضح من رسالتك الأسباب المحتملة لسلوكها هذا!!! فهل هي متعلقة بك عاطفيا فعلا - رغم صدودك عنها
أم ترى حظوظها في الزواج قليلة بسبب مستوى جمالها، أو طبقتها الاجتماعية، أو صفات أخرى !!! لماذا تجاهلت كلامك، وأكملت في زيجة بالغصب، وأين أهلها؟؟ وهل هي تحاول الهروب من بيت العائلة إلى أي ملاذ آمن؟؟ قاعدة من قواعد البحث عن حلول ومخارج - أن نعرف الأسباب والمداخل والأصول الكامنة والجذور الممكنة وراء السلوك الظاهر، ولم يتضح لي هذا من رسالتك.
لكن الواضح أنك لا ترغبها، ولا يبدو هذا مرشحا للتغيير، وبسبب رفضك لها ستخرج من دائرة التأثير عليها، وسيبقى السؤال بشأن التغيير الذي ستكون جاهزا للشروع فيه !!!
أرجو أولا أن تضبط مسألة الحمل والإنجاب وبسرعة، لأن حملها وإنجابها سيأخذنا إلى مسارات أكثر درامية
ثانيا.... تحتاج لحسم صارم.... بعد أن عاشرتها، هل حياتك معها أكثر سوءا، أم حياتك بدونها، وقد جربت الخيارين.
ثالثا.... إذا كانت حياتك بدونها أقل سوءا، أو أفضل من كافة النواحي، ولا تشعر أنك راض عنها من أي جانب، فلا تعذبها، ولا تعذب نفسك بالاستمرار في علاقة ستنقطع يوما ما، وقطعها اليوم أقل سوءا لها من قطعها غدا .
رابعا.... البيئة المحيطة بها من أهم المحددات التي تقرر تداعيات ونتائج الانفصال، فإن كانت تعيش في وسط داعم، وبيئة مساندة، وفرصها في الزواج من بعد الانفصال معقولة، كان قرار الفصل أو الطلاق أقل ضررا لها، وإن كانت البيئة حولها قاحلة أو خاوية، صار قرار الترك أكثر خطورة، وقد يفتح هذا خيار الانتظار، وربما زواج جديد - حين تتوافر إمكاناته، مع صعوبة الوضع وتعقيده لجميع الأطراف!!
في كل الأحوال.... انتبه حتى لا يحدث حمل، وأنضج قرارك على مهل، ولو أرسلت لنا ثانية، أرجو أن توضح لنا المساحات الغامضة في الحالة، وبخاصة لو كانت تعاني من أعراض نفسية، أو عيوب شخصية واضحة أو كان لها تاريخ عائلي متعلق بالمرض النفسي، أعانك الله، ودمت بخير.