ندمت على الزواج
أنا شاب عمري 28 متزوج منذ 6 أشهر من ابنة عمي عمرها 16 سنة زواج تقليدي، لم أكن مقتنعا بها من البداية ولكني تزوجتها بعد إلحاح شديد من أمي، بعد أن تم الزواج قالت لي الفتاة أنها لا تحبني وأن أهلها أرغموها على الزواج مني وطلبت مني أن أطلقها، طبعاً أنا لم أكن أعلم بذلك لأنها قالت موافقة أمام القاضي، قررت أن أصبر عليها لأنها ابنة عمي ولا أريد أن أطلقها وهي عروس جديدة، وبعد مرور شهرين من التعاسة الزوجية وغياب الحب بيننا قررت أن أطلقها ولكن اكتشفت بأنها حامل وتراجعت عن قرار الطلاق ولكنها بعد أن عرفت بحملها زادت المشاكل بيننا وأصبحت تكرهني أكثر ولا تنظر في وجهي ولا تتكلم معي وأنا أيضاً أصبحت لا أطيقها.
بماذا تنصحونني؟ هل أستمر مع هذه الفتاة أم الفراق هو الحل؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
3/5/2020
رد المستشار
الابن العزيز
لا أدري في أي عصر نعيش؟؟
في القرن الواحد والعشرين يتزوج شاب يقترب من الثلاثين فتاة في عمر المراهقة، بعد إلحاح من والدته، وبالتالي تريد أن تقول أنك مرغم على الزواج، وأنت رجل تقترب من الثلاثين، ثم نكتشف أيضا أن الفتاة المراهقة مرغمة هي الأخرى، أهل الزوج وأهل الزوجة يعيشون في عصر الزواج بالإرغام حين كان الناس يتزوجون بضغط الأقارب والأقران، ثم تسير الأمور، ويفرح الجميع، وتدور عجلة الحياة بالجميع، وإذا كانت والدتك الكريمة، وأهل زوجتك المراهقة لا يعرفون أن الزمان قد تغيّر، وأن ما كان يمر في وقت الأجداد لم يعد يصلح في جيل الأحفاد، فكيف فاتك هذا ؟؟ وكيف قررت مجرد الاستجابة لضغط الوالدة، حتى دون أن تتحرى رغبة زوجتك المراهقة فيك - من عدمه
ثم لما أخبرتك أنها لا تريدك، وأنها مرغمة، كيف لم تأخذ كل الاحتياطات حتى لا يحصل حمل، إلا إذا كنت تريد وضعها ووضع نفسك في الورطة الحالية، وكأننا أمام أمر واقع، إما أن نقبله كلنا -على غير رغبتنا- أو ندخل في جولة جديدة من المشكلات!!!
إدارتك لحياتك دون بصيرة ولا تمهل ولا مشورة أوصلتك إلى هذا المأزق، ومخرجك هو أن تتوقف عن هذا العك - بلهجة المصريين، وأن تبدأ في معالجة الأمور بحكمة.
أول خطوة.... هي الاعتذار الشديد لزوجتك عن الرعونة والحماقات السابقة المتوالية، ثم تتحاور معها في الاختيارات المتاحة، وهي :
- التخلص من الحمل إذا كان الجنين دون الأربعة أشهر، وهذا هو الرأي الذي يأخذ به الأزهر في مصر بجواز الإجهاض، ونحن هنا بصدد طفل سيأتي غير مرغوب فيه ليكون قيدا يرسف فيه أب وأم...... التخلص من الحمل سيكون مقدمة لطلاق معلنة أسبابه أمام الجميع، ويتحمل كل طرف فيه مسؤولياته.
أنت تتحمل مسئولية انصياعك الأعمى لإلحاح والدتك، وزوجتك تتحمل مسئولية تخارسها عن الرفض أمام القاضي، وأهلك وأهلها يتحملون مسؤولية العك العائلي العربي المعتاد
- خيار آخر..... هو أن تعيدا النظر في الزيجة كلها، التي ورغم أنها حصلت بالرغم عنكما، لكنها يمكن أن تكون مناسبة، وغالبا لا يخلو اختيار الأهالي لأبنائهم من وجاهة ومنطقية، أقول غالبا
ويمكن أن نتجاوز عن الإرغام وقد حصل، لننظر في : هل الاستمرار في الزيجة سيكون أسوأ، أم فصمها سيكون أسوأ، والقرار النهائي سيتحمل الجميع تبعاته، كيفما سيكون.
فورا.... تشاور مع زوجتك، وقد تقرران اللجوء إلى حكيم قريب لكما - من العائلة، أو مستشار زواجي، أو نحوه وأرجو ألا تؤجل وألا تتراخى - فالوقت ليس في صالحكما، وتابعنا بأخبارك، أعانك الله، والسلام.
ويتبع >>>>> : العك الزواجي العربي - عصر الأجداد والأحفاد م