نفسية، دينية-وسواس قهري
السلام عليكم، قبل فترة حوالي سنة، دخلت لباب الشبهات في الدين كثيرا، وقرأت العديد من الشبهات في الدين، وكنت أبحث عن بعض منها، وكنت ما أنهي شبهة وسؤال، إلا وبنفس الوقت يأتيني سؤال آخر.
وفي غالبية الأحيان تعود إلي تلك الأسئلة مرة أخرى حتى لو وجدت إجابتها، فأعود للبحث عن جواب آخر مرة أخرى، وأحيانا يكون فعلا هنالك خطأ ما في الإجابة فأجد جوابا آخر أرضى به، ونفس الأمر يتكرر بعد فترة أخرى فأبحث أكثر وأكثر في الجواب نفسه، لأن شيئا من الداخل يخبرني أن هنالك خطبا ما في الأجوبة هذه وربما تكون خاطئة مثلما حصل من قبل، وهكذا دواليك....
وكنت أسهر ساعات وساعات حتى أجد إجابات ترضيني ولكن في كل مرة نفس الأمر، وأحيانا كنت أشعر أنني أسأل أسئلة غير منطقية وأربط أمورا ببعضها (أمور لها علاقة بالشبهات) بشكل غير منطقي بتاتا، وأنا أعلم ذلك ولكن لا أستطيع التوقف
وباتت دائما تأتيني بسبب هذه الشبهات وسوسات من أن الدين ربما يكون غير صحيح (أستغفر الله)، ولكنني أدفع هذه الوسوسات وأكرهها، ولكنها تتكرر دائما، ولكن مع ذلك مع كل تلك الوساوس أحب الله كثيرا وأمنتيني حقا أن أكون مؤمنة صادقة لا تدخلني أي وساوس، وأخاف حقا من أن تكون الوساوس هي من نفسي
فعرضت مشكلتي على أحد الإخوة، وأخبرني بأنها ربما تكون أعراض الوسواس القهري، فقرأت قليلا عن الوسواس القهري وعن وساوس العقيدة وحينما عرفت أنه من الممكن أن تكون هذه الوسوسات هي بسبب مرض معين وليس من نفسي هدأت قليلا واستطعت الرضى وتجنب الوساوس، ولكن بعد لحظات أتتني وساوس أخرى تخبرني أنه "لو كانت هذه الوسوسات الدينية حقا هي وسواس قهري وليس من نفسك، لما استطعتِ الرضى بالأجوبة بسرعة لأن الوساوس القهرية تطلب جهد كبير لمكافتحها وليس فقط بسرعة تذهب"
فهل هذه الوساوس فعلا وساوس قهرية أم أنها من نفسي؟، ولو أنها من نفسي فإنني حقا أكرهها كثير ولا أطيق أن افكر بها وأخاف فعلا، وأتمنى لو كانت حقا وسواس قهري فهو بالإمكان اعتباره ابتلاء.
وإحدى الوساوس أيضا التي أتعرض لها بشكل متكرر جدا، هي خوفي الدائم والشديد من أن أموت على الكفر، فدائما أقول لنفسي ما الذي يضمن لك أن تموتي وأنت مسلمة؟
وهذه بصراحة بعض الأمثلة للوساوس التي تأتيني، فهنالك الكثير والكثير حقا،
فهل هي وساوس قهرية أم أنها من نفسي؟
5/5/2020
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Rahik" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
من الصعب جدا الرد على السؤال الأخير..... ليس لأن مصدر الوسوسة هو نفسك وإنما لأن لنفسك دورا بلا شك في الاسترسال مع الأفكار والشبهات والبحث المتكرر وعدم الاكتفاء بالرد وهكذا..... بمعنى أن الوسواس ربما يبدأ الوسوسة لكن الاستمرار بهذا الشكل راجع لطبيعة تفكيرك أو أسلوبه الذي تحبين أو تفضلين..... وغالبا أنت لا تتحملين الشك بشكل عام وهذا أحد أسباب انزلاقك المتكرر في هذه الوسوسة.
تقولين : (وأمنتيني حقا أن أكون مؤمنة صادقة لا تدخلني أي وساوس)... فهل المؤمن الصادق هو من لا تدخله أي وساوس ؟ هذا خطأ لأن الوساوس تحدث لكل بني آدم..... ولكنه يتعامل معها بالطريقة الصحيحة فيهملها لا يحاربها ولا يسترسل معها..... فإذا هي من تلقاء نفسها تزول بعد مدة لا تطول.
وردا على سؤالك (دائما أقول لنفسي ما الذي يضمن لك أن تموتي وأنت مسلمة؟)..... إنما يضمن لنا ذلك حسن الظن بالله سبحانه وتعالى ويليه اتباعنا لما يأمرنا به ديننا وأداؤنا عباداتنا وعلى من يشعر بالقلق أن يسأل الله الثبات.....
عليك أن تتوقفي عن ممارسة هواية البحث في الشبهات..... ثم الشك في الإجابات ومقارنتها ببعضها والتعمق المفرط في الأسئلة الغيبية..... وإن لم يكن ذلك باستطاعتك أو حاولت وأخفقت فإن زيارة طبيب نفساني تجب عليك لتحصلي على العلاج اللازم.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>>> : وسواس قهري الشبهات : مني أم الوسواس ؟ م