هل أستطيع ترك الأدوية والتشافي وأن أكون جيدة مع أطفالي بدونها؟
السلام عليكم ورحمة الله، تحياتي الطيبة لكل من يساهم في هذا الموقع، لست جيدة في البدايات وفي نقل ما بداخلي لكني سأحاول. حالياً أتناول دواء الزولفت حبتين منذ أكثر من سنة، وقبلها كنت أتناول السبرالكس لأكثر من سنتين، طلبت من الطبيب ترك السبرالكس لأجرب نفسي بدونها وفعلاً وصف لي الطريقة واتبعتها بالتفصيل وكنت جيدة لمده شهر ثم انتكست انتكاسة شديدة ومؤلمة، كنت لا أستطيع مغادرة غرفتي وأشعر بحزن قاتل بدون سبب واضح وأصبح أدائي لمهامي كزوجة وأم كابوس ثقيل يؤرقني فعدت إليه بعد استشارة طبيبي الذي نصحني بالاستمرار عليه وعدم تركه، كان تأثير السبرالكس جيداً عليّ من ناحية الكآبة لكني لاحظت على نفسي أني أصبحت لا أبالي بعواقب الأمور وفعلت أمور متهورة أندم عليها الآن لم أكن أتخيل نفسي أفعلها أبداً ولكني كنت أشعر بتبلد شديد وقتها. بعدها وصف لي الزولفت لأنه آمن أكثر في فتره الحمل.
لطالما كنت أشعر بكآبة وخوف وقلق غير مبرر أحياناً منذ أن عرفت نفسي، وردّات فعلي دائماً مبالغ فيها وشعور بتأنيب الضمير لأتفه الأسباب. الآن أنا مستمرة على الزولفت ومرتاحة عليه جداً من ناحيه الاكتئاب. نسيت أن أذكر أن علاجي دوائي فقط ولم ألجأ للعلاج السلوكي لأنه لم يعرض علي، فهل هذا يعني أن اكتئابي عضوي المنشأ؟ خاصة أن أفكاري ونظرتي للحياة إيجابية و مقتنعة بها تمام الاقتناع وليست أفكار مصطنعة، وإيماني قوي بالله وبما يكتبه لي لكني في نوبات اكتئابي أشعر بنقمة شديدة أخشى معها الكفر _والعياذ بالله_ من شدة الألم النفسي الذي أشعر به وقتها.
أرغب حقاً بترك الحبوب ومواجهة الحياة لكني أكره شعوري نحو نفسي بدونها فأنا قبل العلاج شعوري تجاه نفسي سيء جداً، أشعر وقتها بالاحتقار لنفسي والكره الشديد وتتكرر عبارات في ذهني سلبية كلها لوم وسب أحياناً، والشعور بالقلق لأتفه الأمور والخوف الغير مبرر، والتردد الدائم لأتفه شيء، لكن أكثر شيء يضايقني وهو السبب الأول الذي جعلني أقبل تناول الدواء هو عدم قدرتي على رعاية أبنائي وقيامي بدوري كأم تجاههم، كنت عصبية ومتوترة أغلب الوقت ولا رغبة لدي لفعل أي شيء جيد لهم أو معهم وكان هذا الشيء يحزنني ويؤلمني.
سؤالي الحالي هو هل سوف أستطيع ترك الأدوية دون انتكاسة؟ أم أني سأستمر عليها للأبد؟
وهل لها تأثير سلبي على المدى الطويل؟
7/5/2020
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع
ما هو واضح في استشارتك المعاناة من اضطراب الاكتئاب والذي يتميز بمسار مزمن ويستجيب للعلاج بعقاقير مضادة للاكتئاب. كانت نتيجة توقف العلاج بعد عامين انتكاسة خلال عدة أسابيع . الآن تشيرين في الاستشارة ارتياحك إلى العلاج بعقار سيرترالين (زوفلت) منذ عامين.
سؤالك في نهاية الاستشارة هو ترك الأدوية يوماً ما دون انتكاسة؟. الجواب هو نعم ولكن هذا القرار بعد حدوث انتكاسة سابقة سيتم تأجيله لفترة عام إلى عامين، والقاعدة العامة هي أن الطبيب يتخذ هذا القرار بعد التشاور المستمر مع مراجعة من خلال علاج نفسي يقدمه الطبيب نفسه أثناء المراجعة بصورة منتظمة. المراجع في غالبية الحالات هو الذي يشعر بأن الوقت قد حان لمحاولة سحب العقاقير استناداً إلى ما يلي:
١ الشعور بالتحسن المنتظم المستمر.
٢ تحسن ظروفه الاجتماعية.
٣ تحسن علاقته الزوجية.
٤ الشعور بالقدرة على مواجهة التحديات.
٥ تغيير نمط حياته والمحافظة على إيقاع يومي منتظم.
أسباب الاكتئاب متعددة من وراثية، اجتماعية، نفسية وعضوية. استجابتك للعقاقير لا يعني بأن سبب الاكتئاب عضوي. العقاقير لها تأثير سلبي على المدى البعيد والكثير يشكو من: تدهور الفعالية الجنسية، البدانة، وعدم المبالاة. في نفس الوقت أمر الاكتئاب أشد من ذلك بكثير لو كان مساره مزمن أو رديد.
وفقك الله.
ويتبع >>>>>>: الاكتئاب الجسيم : إلى متى العقاقير ؟ م