فيروس الخيالات المستحدثة .. أسئلة لاستكمال الصورة

رد المستشار

أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك.. حصلت ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة على إثر تداول مقطع يظهر فيه زوج إلى جوار زوجته، وصديقه يمارس معها الجنس، في الوضع الخلفي، والزوج يضحك متهكما، ويقول لزوجته أن تشير بتحية للمشاهدين !!
 
 مظاهرات التنديد ومقاطع المواعظ والسخرية منعت من فهم الدوافع والملابسات وراء هذه الأفعال، ولا أنوي أنا لومك ولا تقريعك، ولا يفيد في العلاج لوم ولا تقريع، لكن دوري أن أنبهك أن الخيالات والرغبات الجنسية إنما تأتي تعبيرا عن الخرائط الذهنية والتشكلات العقلية الواعية وغير الواعية، فمن أين يا ترى جاءت هذه الرغبة المستهجنة والمستنكرة في إطار ثقافتنا الغالبة ؟؟ هل نشأت من ضغوط الهجرة والبطالة بحثا عن مهرب في الخيال الجامح المتمرد ؟؟
 
أذكرك أن أصوات الاستهجان والاستنكار والقرف بداخلك ستعيق فهمك لنفسك .. لذلك نستفيد من التأمل الهادئ والبصيرة المتفحصة، متى تشتعل هذه الرغبة أكثر ؟؟ وما هي الأفكار والمشاعر المصاحبة لها ؟؟... تجرد من الحكم على نفسك سلبيا بناءا على خيالات نحاول معرفة جذورها، وتفسير مساراتها
 
هل تخفت الرغبة أو تخبو مع ممارسات معينة ؟ مثل استخدام ألعاب أو أدوات من المتداولة ؟؟ هل تغذي هذه الرغبة بمقاطع تعرض نفس الخبرة بصور ثابتة أو متحركة ؟؟ هل أنت مشترك في مجموعات تتداول نفس الأفكار والممارسات والرغبات والمتع - عربية كانت هذه المجموعات أو غربية ؟؟
 
هل ترى في نفسك كفاءة جنسية تشبع زوجتك ؟؟ وهل ترى هي أنك كفء جنسيا بما يرضيها ويمتعها ؟؟
 
 هل تحب أنت جسدك ؟؟ وترضى عن أدائك ؟؟ ومستريح لحجم قضيبك ؟؟ أم ترى أو تشعر بعدم رضا ؟؟
 
 هل لديك ميول مثلية ؟؟ وبالتالي تفكر أن الرجل الذي تتخيله يشاركك في زوجتك يمكن أن يعاشرك أو تعاشره جنسيا ؟؟
 
 هل قمت بتصوير زوجتك أو ممارستك معها وعرضت هذه الصور أو المقاطع على أحد بشكل خاص، أو على نطاق أوسع ؟؟
 
 نحن معا نحاول الوصول إلى الجذور أو الدوافع أو الأسباب أو النوايا الخفية أو الاحتياجات الجسمانية أو العقلية أو الاجتماعية الرابضة وراء هذه الرغبة أو الخيال !!!
 
في كل الأحوال طبعا .. لا يتضمن عقد زواجك من زوجتك أن ينضم إليكما ثالث في الممارسة، وبالتالي ليس لك أي حق في إجبارها، ولا حتى طرح الأمر عليها، وحين تطرحه وترفض فإن هذا التوتر أو الجدال العبثي يؤخر فهمك لنفسك ورغباتك، وبالتالي يؤخر عبورك لهذه العقبة أو التعطيلة التي أنت بصددها !!!
 
أخيرا... فإن رغباتنا الجنسية الحالية لا تأتي منفصلة عن تاريخنا الجنسي كله - منذ النشأة، ولا تأتي منفصلة عن سياق حياتنا الحالية ثقافيا ومجتمعيا وماديا، ولا عن وضعنا الصحي البيولوجي الجسدي، ولا عن حياتنا اليومية من كافة جوانبها.
 
أكرر تحيتي لك على ثقتك فينا، وانفتاحك على عالمك الداخلي، وإن كانت الصورة التي وصلتنا ناقصة، والصور الناقصة مضللة وغير كافية، دمت بخير

المستشار: د. أحمد عبد الله