وسواس قهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا أعاني من وسواس قهري في عدة أمور تتعلق بالطهارة والعبادات لكن سؤالي الآن عن مشكلة مستمرة معي وهي مشكلة تطهير ملابسي من النجاسات إذ إنني أخشى من تطهير ملابسي حتى لا تتطاير النجاسة على جسمي وملابسي التي أرتديها، فأترك الملابس بلا تطهير وأتركها فلا أرتديها مجددا ولا أستطيع التصرف فيها فتتراكم عندي الملابس وقد اختلط علي أمرها من حيث أيها متنجس يقينا وأيها مشكوك في أمره والمتنجس يقينا أين مكان النجاسة بالضبط حتى لو أردت غسلها بعد كل هذه المدة الطويلة
والأمر معي من سنوات حيث أنني أصبحت أرتدي ملابس معينة والتي أشتريها جديدة ثم يحدث أن تصيبها نجاسة فأتركها أيضا، وهذه ليست مشكلتي الوحيدة إذ لدي وسوسة في تلاوة القرآن بالطريقة الصحيحة داخل الصلاة وخارجها.
ولدي وسواس في دخول شيء إلى فمي أثناء الصيام أو ابتلاعي لبقايا طعام موجودة في فمي كما أذكر شيئا قديما كانت تراودني أفكار كفر فهل هي مؤثرة على عقيدتي الآن إذا تركتها تماما لكن لم أقم بما يقوم به العائد من الردة؟
وأشكركم على إتاحة هذه الفرصة لطرح مشكلاتنا
فجزاكم الله خير الجزاء
9/5/2020
رد المستشار
الابنة الفاضلة "نور" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
عادة ما نجد وسواس النجاسة مصحوبا بقهور الغسيل والتطهير.... ولا أدري إن مررت بمرحلة من ذلك، لكن الوضع الحالي وما يبدو أنه مشكلتك الرئيسية حاليا هو فرط تحاشي النجاسات إلى حد تحاشي قهور الغسيل.... فليس هذا المعتاد لكنني صادفت مريضتين مثلك كانتا تقومان بخزن الملابس الملوثة (قذارة أو نجاسة) لا بغسلها ليس خوفا من تطاير النجاسة وإنما لقناعة بأن من المستحيل الثقة في تمام إزالة النجاسة أي أن ما أصابته النجاسة فلن تزول عنه وهو أحد وجوه التفكير السحري في النجاسة فكأن أثرها لا يزول عما أصابته مهما حصل، وعادة ما تكون هذه الفكرة مصحوبة بتصور الانتشار السحري اللامحدود للنجاسة....
المشكلة عندك ليست في ذلك وإنما في تحاشي الغسيل والتخلص من الملابس النجسة شكا أو يقينا بخزنها (ولا أدري لماذا لا ترمينها في الشارع؟؟.... وأكاد أسمعك تقولين قد يظنها أحدهم طاهرة وأحمل ذنبه!!).... ربما أحتاج إلى بعض الشرح منك لأفهم لماذا تخزنين الملابس ؟ وهناك كذلك سؤال يتعلق بافتراض لي يقول أنك بدأت وسوستك في أمور الطهارة بنفس شكلها المعتاد (وساوس تنجيس + قهور غسيل وتطهير) ثم سقطت مرة أو أكثر في دوامة الشك في تطاير ماء الغسيل (أو غسالة النجاسة) على جسمك وحكمت عندئذ بتنجس ما أصابته الغُسالة منك وربما امتدت معك قهور الغسيل والاغتسال حتى أو صلتك إلى الخوف من غسل شيء تنجس ! فهل هذا صحيح ؟؟
تجدين على مجانين كثيرا من ما يفيدك في وساوسك التي وصفتها بوساوس في أمور تتعلق بالطهارة والعبادات.... لكن من المهم أن تعرفي ردا على مشكلتك الرئيسية أن غسالة النجاسة طاهرة ما لم تتغير!! هكذا الحكم عند الشافعية.... ولما كان من المستحيل أن تتيقني من نجاسة الماء المتطاير فإنه يرد إلى أصله والأصل في الأشياء الطهارة يعني يمكنك أن تغسلي ما تنجس ولا تهتمي بالماء المتطاير.... هذا إن أردت الخلاص كلية من المشكلة.... وهناك قواعد فقهية هامة تنهي ما لديك من لبس في الاستشارات التالية:
وسواس الطهارة : الرطب والجاف وانتقال النجاسة !
وسواس النجاسة : حذاؤك طاهر يا ليندا !
وسواس انتقال النجاسة : قواعد مفيدة
استبداد وسواس النجاسة : طريقة كسره !
الأصل الطهارة والنجاسة لا تطير في الهواء !
دوامة انتشار النجاسة : فخ التفكير السحري
الوسوسة في قراءة القرآن علاجها التدرب على قراءة القرآن مع إهمال الوسوسة طبعا ضمن برنامج علاجي.... والوسوسة في دخول شيء إلى الفم أثناء الصيام أو ابتلاع بقايا طعام موجودة في الفم علاجها هو التدرب على إهمالها وعدم قطع الصيام ولا إعادة لا يوم ولا أيام....
يبقى لنا وسواس هل أثرت وساوسك الكفرية القديمة على عقيدتك .؟ والرد الأكيد أنها لم ولا ولن تؤثر على عقيدة الموسوس وبالتالي فلم يوجد ولن يوجد في حالتك ما يستدعي القيام بما يقوم به العائد من الردة؟ فلا ردة لموسوس من الأساس كما بينا في ردودنا على كثير من استشارات الوساوس الكفرية.... ولا داعي لفصل آخر من فصول الوسوسة اسمه وسواس الخروج الدخول في الإسلام.
بقي أن أسألك إذا كنت تعرفين أنك مصابة بالوسواس القهري وتعانين من هذا الأمر منذ سنوات.... ترى لماذا لا تبحثين عن علاجه مثلما تعالج الأمراض؟ يمكنك أن تتخلصي من معاناتك هذه فقط بأن تطرقي باب طبيب نفساني ومعالج سلوكي معرفي وتابعي مواضيع الموسوسين على الموقع.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.