السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د وائل أبو هندي أنا أخوكم من الشيشان وأنا أعاني مرض الوسواس ٦ سنوات تقريبا، -( مع التنبيه على أنني شخصية وسواسية منذ الصغر)- والله أنا في حزن شديد وأنا تعبان وأنا أستحيي من زوجتي والمشايخ، والله أحيانا من شدة الحزن أتمنى الموت على نفسي، والله أحيانا أبكي مع أنني رجل عمري ٣١ سنة وأنا رجل محترم بين الناس ولكن بلغ بي الحال بسبب الوساوس وهذه الأفكار إلى هذا الحد.
أخي الكريم أنا رأيت أجوبتك للمرضى في موقع المجانين وعلمت أنك تستطيع أن تفهم مني وأن تساعدني في التخلص من هذا البلاء الذي أصابني، وأحيانا تشتد هذه الوساوس والأفكار عندي وأحيانا تخف، وعندي وساوس في شأن الطلاق والكفر والردة والاستحلال والاستهزاء.
1) وأفكار الطلاق تشتد علي خاصة إذا غضبت على زوجتي ثم أخاف من وقوع الطلاق، والله ظهر عندي مرض ثان بسبب طول معاناتي من هذا المرض وهو سرعة الغضب أحيانا ولو من الشيء التافه، والله أنا لا أستطيع التمييز بين النية والإرادة الحقيقية وبين مجرد الأفكار التي لا تبلغ درجة النية، ولا أستطيع التمييز بين الكناية وغير الكناية، وقرأت في جوابكم لأحد الموسوسين [أكاد أن أقول أنه لا نية للموسوس] أخي الكريم هل هذا ينطبق علي؟ مهما ظننت أنني نويت وأردت الطلاق؟ وهل خوفي من وقوع الطلاق يدل على أنني لم أكن أريد الطلاق حقيقة بنية جازمة؟ وهل عدم تلفظي بلفظ صريح يدل على أنني لم أكن أريد الطلاق حقيقة؟
2) وكذلك إذا ارتكبت معصية أو خطئا أشك هل كنت مستحلا لهذه المعصية أم لا؟ فتأتيني الأفكار (يجب علي الإتيان بالشهادتين والتوبة والاغتسال لتجديد الإسلام)، واليوم جاء إلينا جارنا وكان ينادي أمي وأنا كنت نائما فتكاسلت أن أخرج وأردت أن تخرج أمي ثم جاءتني الأفكار (أمي لا ترتدي الحجاب جيدا ولذلك يجب أن تخرج أنت) ثم جاءتني الأفكار (أنا قلت لأمي أن تستر ذراعيها وقدميها وشعرها أمام غير المحارم وهل أنا آثم إذا خرجت هي ولم أخرج؟) فخرجت أمي ورجلاها مكشوفتان فجاءتني الأفكار (أنا كنت أعلم أنها لا تجيد التستر أمام الأجانب ومع ذلك أنا شككت هل يجوز لها الخروج أم لا، ولعلي استحللت المحرم؟) فأخاف أن أكون وقعت في الكفر واستحلال المحرم - العياذ بالله- ومثل هذه الأمور تحدث معي كثيرا.
3) وكذلك أخاف من الاستهزاء بالله وبالدين - العياذ بالله- مثلا إذا ضحكت أو تبسمت من الرجل الذي يتكلم بكلام قبيح وهو يحلف بالله أو يذكر الله أثناء كلامه القبيح تأتيني الأفكار كأنني كنت مستهزئا بالله أو لأسماء الله، وكذلك عندما تكلم معي أحد الإخوة وذكر الله تعالى في أثناء كلامه جاءتني أفكار قبيحة ومضحكة من كلامه فضحكت أو تبسمت فجاءتني الأفكار (هل وقعت في الكفر أم لا؟ هل كنت مستهزئا بالله وبكلامه؟ هل هذا مني أو من الوساوس؟) وكذلك تأتيني الأفكار الكفرية فإذا تبسمت أو ضحكت بسبب هذه الأفكار أخاف أن أكون وقعت في الكفر والردة.
أخي الكريم أنا أستحيي من طول رسالتي ولعلكم مشغولون ولكن أرجو أن تقرأ رسالتي وأن تجيبني على كل سؤالي بجواب مريح بشيء من التفصيل لأن لا تتكرر أسئلتي في المستقبل إن شاء الله، وأرجو أن تكون سببا في تخلصي من هذا المرض، ولا أستطيع أن أكافئك إلا بالدعاء لك بظهر الغيب، وأرجو أن يكون الجواب بلغة فصحى لأنني أتقن اللغة العربية الشريفة وأرجو منكم العفو عن أخطائي في اللغة، وجزاكم الله خيرا في الدنيا والآخرة.
ثم في رسالة أخرى أكمل يقول:
وكذلك اليوم زوجتي كانت تنظف الكوة بيدها خارج الشارع وكان يبدو موضع يسير من ذراعها عند التنظيف وفي الشارع تمر السيارات ويمر الناس فقلت لها أن تستر ما ظهر من ذراعها وقالت ليس في الشارع أحد، وأنا كنت أسمع السيارات تمر وممكن أن يرى هذه العورة أي شخص في السيارة التي تمر في الشارع بدون انقطاع، فأردت أن أقول لها أن تستر ذلك الموضع ولكن خفت أن تغضب وكذلك خفت أن أكون مستحلا لهذا الشيء لأنه جاءتني أفكار كأنني أطلب لنفسي مخرجا من هذا الموقف (هل هذا جائز أم لا ؟) مع أنني أعلم أنه لا يجوز للمرأة إظهار شيء من ذراعها أمام الأجانب، فجاءتني الأفكار (لعلي كنت مستحلا للحرام، ولعلي كنت شاكا في الشيء المعلوم في الدين وهو عدم جواز إظهار العورة أمام غير المحارم، وهل أنا وقعت الآن في الكفر أم لا؟) دكتور أرجوك قل لي هل هذا كفر أم لا؟
وجزاكم الله خيرا في الدنيا والآخرة،
وأنا أنتظر جوابكم.
6/5/2020
رد المستشار
الابن الفاضل "محمد" أهلا وسهلا بك على موقع مجانين ومرحى بأهل الشيشان وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
لخصت فأصبت حين جمعت معاناتك في وسوسة الطلاق والكفر والردة والاستحلال والاستهزاء.... فأما الطلاق فأحد أشهر وساوس المعاملات في المسلمين وطلاق الموسوس لا يقع بغض النظر عن التفاصيل في كل حالة لأن سبب استحالة وقوع طلاق الموسوس هو في أن الطلاق لابد تسبقه نية الطلاق والموسوس بالطلاق عاجز عن هذا مادام مريض وسواس قهري... واقرأ تفاصيل وسواس الطلاق في هذا المقال.
وأما الوسوسة الكفر والردة فمثلها مثل أعلاها وليس ما تبنى عليه من استحلال أو استهزاء بغير ذلك، بمعنى أن كل هذه الأفعال تحتاج إلى نية وأنت تقول (أنا لا أستطيع التمييز بين النية والإرادة الحقيقية وبين مجرد الأفكار التي لا تبلغ درجة النية، ولا أستطيع التمييز بين الكناية وغير الكناية)..... وأنت بهذا معافى من استحضار النية ومعافى من أن تفتش في نفسك لتعرف موقفك المعرفي مثلا من الذنب أو من الكفر، أو من رفض الكفر.... إلخ ولهذا السبب قلنا أن الموسوس بالكفر لا يكفر ولو ظن أن أراد! ولذلك احذر من وسواس الخروج الدخول في الإسلام.
عليك أن تبحث عن طريق للعلاج لأن من الواضح أن حمل المرض ثقيل عليك وكونه قابلا للعلاج يجعلك مأمورا بالسعي في طلبه ونحن معك نساعدك بما نستطيع.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع >>>>: وساوس الطلاق والكفر والردة والاستحلال م