وسواس طلاق
السلام عليكم لدي مشكلة كبيرة هي أني أصبحت أخشى الحديث بأي لفظ لكونه ممكن يكون كناية طلاق والموضوع استفحل معي ووصل إلى القرآن والصلاة والسلام والكتابة المشكلة أني كنت أجتهد وأقاوم وأنا أحس أنه وسواس ولكني غالبا أحتاح إلى فتوى ليطمئن قلبي.
ولكن من يومين بدأ الموضوع يأخذ منحنى آخر خطير وهو ما دفعني للكتابة لكم وهو أني أحس بل أرجح بل أؤكد أني أنا أحيانا أعطي طرف خيط للوسواس أن يأتيني وأنا من أبدأ بالتفكير فيه ثم أقاومه بسرعة إما بالتوقف عن الكلام أو بالاستعاذة،، ولكن ليست كلها هكذا،،
المشكلة الخطيرة الآن هي أني أحس بالذنب هل هكذا تصبح نية إذا كنت أنا من يستدعي أو يستحضر الوسواس بحثت فلم أهتدي وسألت مشايخ وأراحتني ردودهم ولكني غير متيقن أخاف أن أكون مسؤولا عن هذا فتصبح نية،،
الوساوس بدأت عندي من ١٢ عام في أشكال مختلفة وضوء صلاة تشكيك الناس في، وتزوجت حديثا وبدأ عندي وسواس الكنايات غيره من شهور،،،
أنا خائف جدا هل أنا مسؤول عن الوسواس وهل يصبح بهذا نية أنا خائف إذا أنه غير قهري أم ماذا؟؟
14/5/2020
رد المستشار
الأخ الفاضل "عبد الله" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
تعيش أنت مع الوسواس القهري منذ 12 سنة.... وليست واضحة إلا محاولات العلاج الذاتية حياك الله تأخرت كثيرا في طلب العون من الطب النفساني لكنك عانيت كثيرا أيضًا وهكذا قدرك وربما اختيارك...
مررت بأشكال كثيرة من الوسوسة في القرآن والصلاة والسلام والكتابة وتشكيك الناس فيك وأخيرا الطلاق... واختصار الرد عليك إن رضيت اختصارا .... يعني من الآخر : طلاق الموسوس لا يقع دون المأذون ! .... الموسوس لا يستطيع أن يطلق زوجته إلا أمام المأذون!! وإذا أردت أن تقرأ أكثر شريطة ألا تسأل وسوسة في هذا الأمر بعد اليوم فاقرأ مقالنا عن وسواس الطلاق والخلع والزواج... وكل تساؤل بعده وسوسة ارفضها ولا تحدثنا بها.
وأما مسألة الاستجلاب (أو الاستدعاء أو الاستحضار) أو إعطاء طرف الخيط للوسواس المسيء فهي حيلة وسواسية كثيرة الحدوث جدا في نفس هذا النوع من المرضى إما أن يهيِّأ الوسواس للمريض أنه يفعل ما بموجبه تأتي الوساوس فهو بذلك يستجلبها ومسؤول عنها بالتالي أو يهيئُ له أنه يبدأها بنفسه.... إلخ وخطوة أو حيلة أخرى يتخذها الوسواس تحدث بعد الحيلة السابقة أو معها أو من غيرها هي أن المريض أصبح موافقا على المحتوى الكفري أو مسرورا به وبالتالي فهو كافر..... فما هذه إلا بعض حيل الوسواس المعروفة أيضًا يا "عبدالله".
إلا أنها بالنسبة لك لم تكن معروفة وظننت أن الأمر لا يتعلق بالوسواس وإنما بك أنت وبالتالي تشعر بالذنب وتتسائل خائفا هل هكذا تصبح نية ؟ والنية كما أفهمها تعني مقصد العاقل المكلف من أفعاله الإرادية ... وكل إنسان يعرف نيته خلف كل فعل على المستوى الأول من معطيات وعيه وسهل عليه أن يعرف بأن ينظر داخل عقله (أي أن يستبطن ذاته) طارحا سؤال لماذا فعلت كذا؟ أي سهل عليه أن يعرف نيته على أي مستوى من مستويات الاستبطان..... أما الموسوس فهو يعرف نيته من وراء أفعاله على المستوى الأول من معطيات وعيه أي عند بداية الاستبطان لكن عنده مشكلة هي القابلية العالية للشك في المعلومات الداخلية وبالتالي يجد شكا في ما استبطن فيكرر الاستبطان وما أن يكرر الاستبطان بهدف التحقق يجد نفسه في حلقة مفرغة من الشك فتكرار الاستبطان فمزيد من الشك.....
لذلك فالموسوس غير مطالب باستحضار النية عند بداية الأفعال وغير مطالب باستبطان النية عند السؤال أي عندما يأتي الموسوس فقيها ليستفتيه فيقول فعلت كذا فما حكمه؟ فيسأله الفقيه وماذا كانت نيتك؟ هنا يمكن جدا أن يقع الموسوس (خاصة حين يتعلق الأمور بموضوع وسواسه) في فخ تفتيش الدواخل فيجد أنه لا يذكر ماذا كانت نيته أو يشك هل كانت كذا أم كذا؟؟؟ وأسوأ ما يكون ذلك في حالات الطلاق المعلق حين يسأل الزوج الموسوس عن ماذا كانت نيته حين علق الطلاق بفعل تقوم به الزوجة" خلاصة القول أنه لا يتوجب عليك استبطان نيتك من الأصل يا "عبد الله" في موضوع وسواسك خاصة يعني تستطيع إن هداك الله أن تتوقف عن البحث عن جواب لكل الأسئلة التي تتعلق بالنية ولا حرج شرعا في ذلك..... لأن على رأسك رخصة !
لست مسؤولا ولا مختارا وما تعاني منه حالة قهرية اسمها اضطراب الوسواس القهري.... وعلاجه مهمة الطبيب والمعالج النفساني.... ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.