الاكتئاب ..
أسرتي تمر بظروف مادية ومعنوية صعبة بسبب ظروف معينة، الظروف العائلية أمر معتاد ولا يخلو أي بيت منها، وأنا شخص أكتم اللي يصير ماعدا عن أشخاص معينين، وبسبب شكواي الدائمة وفضفضتي الطويلة أو تآوُّهاتي الدائمة وبكائي عندهم خسرتهم تباعاً، أحاول جدياً أن أكتم كل شيء وأفضفض مع نفسي لكن تلقائي لما أكلمهم أعترف بكل ألم وكل شيء يضايقني، كل ما سويت كذا أكره نفسي وأحس نفسياً مو راضية أساساً عن كل شيء يخص شخصيتي. أحاول ألتزم بقرآني وصلاتي لكن أرجع أخرب كل شي.
أنا شخصية حساسة لأن كل شيء بسيط ممكن يضايقني وأكتم بقلبي وما حدا يعرف إني زعلانه عداهم، يعرفوا أتفه صغيرة مني ويجيني شعور دايم إنه بسبب شكاويي تعبوا مني لهيك ابتعدوا عني، أحتاج أتكلم بس الأسرة مو خيار متاح حالياً والصداع ما فارقني من فترة، رغم حساسيتي إلا أن دموعي ما تنزل بسهولة، أظل منقهرة وخاطري أصيح لكن ما ينفع معي شيء.
أحتاج حلا للغصة اللي أحسها أو شيء ما.
شكرا لكم
16/5/2020
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك بيننا. من الجيد أنك تقرين بأن تقلبات أحوال الأسر أمر طبيعي تمر به مختلف الأسر سواء خلافات اجتماعية أو اقتصادية فلماذا لا تطبقين قناعة التغير على علاقاتك الاجتماعية التي تشكين خسارتها وعلى نفسك. تظنين أن خسارتك لهم بسبب كثرة شكواك، قد يكون هذا أمرا منفرا ولكن من يسمعنا إن لم يسمعنا أصدقائنا وبالتالي قد يكون سبب ابتعادهم معاناتهم من مشكلات خاصة بهم. بهذا تصلين إلى لب معاناتك وهي جلدك لذاتك وتركيزك على أخطائك وعيوبك التي لا يخلو منها بشر.
الخطوة الأولى لحل المشكلات هي تحديدها، وإذا حددنا مشكلتك بكراهيتك لشخصيتك نكون قد سلكنا الطريق، حددي الأمور التي لا تحبينها في نفسك واعملي على تغييرها. ومن الأمور التي تحتاجين لتغييرها تقييمك لنفسك بأنك تحاولين وتخفقين وهذا هو حال طبيعي يمر به الجميع خصوصا في بدايات التغيير الذي ننشده.
لا تبالغي في نقد نفسك، في كل مرة تتعثرين فيها انهضي ثانية وجربي مرة أخرى، وتوقفي عن عد المحاولات، عددها ليس بأهمية تحقيقك للهدف. ينطبق هذا على محاولاتك الالتزام دينيا وكذلك عدم التركيز على عيوبك أو مشكلات حياتك وأسرتك. هناك نقطة يجب ان تعرفيها عن البشر لا أحد راض عن نفسه تماما سوى بعض المضطربين، الأسوياء يرضون عن مقدار ما بذلوه من جهد مهما كانت النتيجة، امر عليك تعلمه واتباعه.
لن يفيدك الصياح (الصراخ) في تجاوز مشكلاتك، هو طريقة لا أحبذها ولكن يستخدمها البعض في التنفيس الانفعالي عن أنفسهم. تحتاجين لإيجاد طريقة سوية تساعدك في التنفيس عن انفعالاتك، أفضل أن تمارسي رياضة مهما كانت بسيطة ومتاحة ولو المشي في المنزل أو قفز الحبل، بذل الجهد البدني يحسن النفسية بالتأكيد أكثر من الصراخ. أي تغيير يحتاج لوقت ولكن درجة قناعتك بما تريدين تغييره سيساعدك في الاستمرار مهما كبوت وتعثرت.
تحتاجين للتركيز على جميع جوانب حياتك، ولا تخلو حياة من نقاط إيجابية، انظري حولك وتعلمي تقدير الأمور الإيجابية حولك. إن لم تجدي سأساعدك بأن وصولك لموقعنا أمر إيجابي، وقدرتك على التواصل عن بعد مع من يسمعك، وعلى رأس هذه الإيجابيات قدرتك على القراءة والكتابة وأضيفي لها قدرتك على التعبير عن نفسك. نعم الله عديدة ورأس البلاء تعودنا عليها إلى الحد الذي لا نعود نراها. تعلمك التركيز على إيجابيات حياتك سيعطيك أمورا لطيفة تتحدثين فيها مع من يهمك أمرهم، وسيذهب عنك الحزن إن شاء الله.