تشخيص
السلام عليكم.، أنا طالبة وأعلم أنني أتمتع بذكاء لكن تخصصي الدراسي صعب جداً نوعاً ما، مشكلتي بدأت من 7 سنوات منذ دخولي هذا التخصص، غالباً قبله كنت لا أعاني من أي شيء باستثناء أن أمي كانت تحطمني بشكل قوي أمام الجميع وتنتقص مني مما جعلني شخصية انطوائية وخجولة جداً وأعاني من صعوبة عند التحدث أمام جمع كبير أو عند انتقادي من أستاذة أو شخص آخر لكن هذه المشلكة لا تعيقني كثيراً إلا عندما يطلب مني التحدث أمام الكل في الصف حيث أبدأ بالتعرُّق والتأتأة بشكل واضح مع ازدياد نبضات قلبي مما يشعرني بعدم الراحة والثقة للأسف، لكن صدمة المسؤولية عند قبولي بالتخصص أعتقد أن لها دور فيما أمر به حالياً، عند قبولي المفترض أن أفرح كالجميع من حولي لكن حدث العكس تماماً! أتممت شهراً كاملاً أبكي كل يوم وأشعر بالاختناق لدرجة أني أرجف وأنا أبكي.
أفكار كثيرة بعقلي ولكن أقف عاجزة مشلولة. عندما بدأت بالدراسة بدأ حاجز هذا الخوف يتلاشى تدريجياً لكن أحسست أني فقدت الرغبة والسعادة بما أنا عليه مما أثّر على مستواي الدراسي بشكل ملحوظ لدرجة أني رسبت بمواد كثيرة وعدت سنة كاملة بالدراسة.
حالياً ما يؤلمني من فترة لأخرى هو تقلب مزاجي بشكل ملحوظ وحساسيتي من كلام من هم حولي جداً خاصة أهلي. لدي مشكلة أريد التخلص منها ألا وهي أن عيني تدمع فوراً ولا أستطيع مواجهه أحد أثناء حديث عادي عندما أكون في مرحلة قلق أو حزن أو حتى ضغط من أي شي حولي، حساسيتي المفرطة أريد التخلص منها وقلقلي من المستقبل وكثرة تفكيري فيه.
لا توجد لدي أي أفكار غريبة أو هلاوس أو حتى محاولات أو تفكير بالانتحار.
لا أعلم هل أعاني من أي مرض نفسي؟ أحتاج إلى علاج؟ أم أن ما أمرُّ به طبيعي؟
20/5/2020
رد المستشار
صديقتي.
حساسيتك المفرطة لن تهتم بها الحياة، ودموعك لن تفيدك على الإطلاق، بالتالي يجب التركيز على ما سوف يفيدك. الجميع يخاف من مواجهة جمع من الناس، في الواقع يقدر علماء الاجتماع أن الخوف من إلقاء محاضرة يأتي في المرتبة الثانية بعد الخوف من الموت، ولكن كل المخاوف بما فيها الخوف من الموت من الممكن التغلب عليها وتخطيها، الشجاعة الحقيقية هي أن نشعر بالخوف ومع ذلك نقدم على فعل ما هو ضروري بالرغم من الخوف.
خوفك من الحديث أمام الجمع شيء طبيعي ولكن عندما يصبح مُعطِّلاً فهذا معناه أنك تخافين من رأي الآخرين فيك وكأن رأيهم أو انطباعهم هو ما سوف يعطيك الإذن بأنك جديرة بمجرد الوجود ومجرد التنفس. الناس عموماً مهتمين بأنفسهم، الانتقادات اللّاذعة السخرية هي بسبب تقدير ذاتي سيء وعدوانية بسبب الخوف من فضيحة التقدير الذاتي السيء، هذا شيء موجود في العالم أجمع، خوفك مبالغ فيه.
الشيء الذي سوف يجعلك قادرة على الحديث أمام أي جمع هو أن تركزي على الرسالة أو المعلومة التي تريدين توصيلها، يجب أن تكوني واضحة وبسيطة وقادرة على إجابة أسئلة الحضور عن المعلومات التي تقدمينها، أي انتقاد يجب أن تفكري فيه بطريقة غير شخصية ويجب ألا يكون له علاقة بقيمتك كإنسانة، حماسك ورغبتك في توصيل المعلومات هو الذي سوف يجعلك تتخطين هذه المخاوف، خوفك من رأي الآخرين فيك هو ما يجعلك تخافين لهذه الدرجة، اقبلي أنك لن ترضي الجميع وأن المهم هو توصيل المعلومة.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب