حاجة غريبة على قول عبد الحليم حافظ
السلام عليكم، بلغت من العمر الثلاثين، وزني 95 وطولي 189 سنتيمتر، ترعرعت في أسرة متوسطة الحال، أكملت دراساتي الجامعية وحصلت على شهادة (لا أشتغل بها) منذ خمس سنوات وأعمل بالتجارة (غير دائمة).
مشكلتي لن تكون غريبة أكثر من الحالات التي يتم تشخصيها في هذا الصرح وهي منذ أن كنت صغيراً أعاني من شعور بالغربة وعدم الانتماء لأي شيء سواء مع الأهل أو مع الأصدقاء طيلة فترة الطفولة والمراهقة وإلى اليوم. والذي أشعر أنه تفاقم الوضع كثيراً في السنوات الاخيرة بحيث سأضعها على شكل نقاط وأحاول التفصيل:
- لا أستطيع الاندماج مع أي شيء أو وضعية وأعيش في حالة روتين يومي.
- أشعر كأنّ الأيام تتكرر ولا أستطيع الخروج من هذه الدوامة.
- كما أنني لا أستطيع اتّخاذ قرارات مثل السفر وترك المدينة.
- أترك أي علاقة صداقة بدون أي مبرر ولا أقوم بمبادرة الاتصال بأحد ولا أبادر بالاتصال ولا أشعر بالاشتياق لأحد!
- عندما أدخل في علاقة عاطفية مع فتاة أتركها بدون سبب وأطفئ الهاتف ولا أسأل أبداً لمدة طويلة ولكن أعود مجدداً كأن شيئاً لم يقع ولا أُعطي مبررات للاختفاء!
- بالنسبة للذي اتصل بي ويحتاج أي مساعدة فلا أتردد في مساعدته ولا أستطيع أن أرفض ولكن في نفس الوقت لا أطلب من أحد المساعدة مهما كانت.
- عندي حالة تزعجني، أشعر كأني لا أستطيع البلع وخفقات في القلب، ستجد بالأسفل بدايات الحالة.
بالنسبة لي أنا إنسان لا أعاني من أي نوع من إدمان المخدرات. أواظب على العبادات أحياناً كثيرة ولكن أتركها بعض المرات. قبل خمس سنوات كانت هناك أحداث لوفيات وقعت لبعض الأقرباء والتي أشعر أنها مؤثرة فيّ خصوصا تلك التي شهدتها أمام عيناي لأحد الأقرباء الذي مات منتحراً وصورته تأتي أمامي كثيراً بحيث تأتيني أفكار أخاف كثيرا منها إذ أعتقد أنه سيكون لي نفس مصيره (طريقة موته) وهنا يبدأ القلب بالخفقان ولا أستطيع البلع.
في بداية حديثي قلت أني أشعر بالغربة وعدم الانتماء للأهل والأصدقاء ولكن في الآونة الأخيرة لا أستطيع ترك والدي الذي أشعر بالخوف عليه بحيث يخفق قلبي كلما خرجت من البيت ورن الهاتف حيث ينتابني شعور بأن المكالمة هي خبر وفاته مما أدّى إلى تفويت فرص وظائف كثيرة خارج المدينة التي أقطن فيها والتي لا أستطيع السفر أو الخروج منها.
أتمنى أن أكون قد وفيت في التعريف ولو بالقليل لما يُخالجني،
ونسآل الله لكم التوفيق والسداد لما فيه خير، عافانا وعافاكم الله.
22/5/2020
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
لا يستطيع الموقع القول بأنك تعاني من اضطراب نفسي جسيم، ولكن في نفس الوقت ما هو في غاية الوضوح أنك إنسان مُتأزِّم منذ فترة طويلة وعتبتك للشعور بالقلق واطئة جداً وبسبب ذلك توجهت نحو العزلة تدريجياً مع أحداث حياة وأزمات كان من المتوقع أن تتكيَّف معها وتواجهها وتمضي في رحلة حياتك التي توقفت إلى حد ما.
العوامل الرئيسية التي تلعب دورها في شعور الإنسان بالسعادة وهي:
٠ علاقة دافئة حميمة.
٠ الشخصية.
٠ العوامل الخارجية.
٠ العمر.
لا تزال في مقتبل العمر، والعوامل الخارجية التي تواجهك لا تختلف عن أقرانك عموماً ولا يبقى سوى العامل الأول والثاني.
صفاتك الشخصية لا تساعد بسبب عتبتك المنخفضة للشعور بالقلق، ولا تميل إلى الانبساط في التعامل مع الآخرين.
لكي تخرج من عزلتك ربما من الأفضل أن تتحدث مع طبيب أو معالج نفساني، ولكن القرار الأخير هو قرارك بتغيير نمط حياتك والخروج من عزلتك.
وفقك الله.