القنيطرة
السلام عليكم، أنا فتاة أبلغ من العمر 27 سنة بدأ مرضي منذ 6 سنوات. حيث كنت نائمة ليلا واستيقظت على صوت بكاء كأنه بغرفتي أصبت بحالة فزع وخوف حينها .... بعد فترة قصيرة أدركت أن البكاء كان من المنزل المجاور حيث توفيت جارتنا بعدها بأسبوع أصبت بنوبة هلع كنت أظن أن قلبي سيتوقف على إثرها.
وأصبت بوسواس قهري فكري بأني سأموت أو أنتحر أو أقتل أو أجن، .... توجهت لطبيب نفسي أعطاني دواءا مضادا للاكتئاب خلصني من الأفكار الوسواسية وفي ظرف 8 أشهر طلب مني الطبيب التوقف عن الدواء لأني تشافيت بعدها ولمدة سنتين لم تراودني أي أفكار وسواسية بل أكملت دراستي وحصلت على الماجستير بتفوق.
لكن بعد إنهائي الدراسة بقيت بالبيت لمدة سنة كاملة أبحث عن عمل لكن دون جدوى خلال هاته الفترة أصبت بإحباط شديد بأني لن أجد وظيفة وكان وضعنا المادي حرجا مما أدى لانتكاسة وعودة أعراض الوسواس لكن في كل مرة كنت أواجهه على أنه مجرد أفكار ووهم وأنني سبق وتخلصت منه وسأتخلص منه الآن أيضا وبالفعل تمكنت من التغلب على الأفكار الوسواسية.
والحمد لله وجدت وظيفة ولمدة سنتين لم تعاودني الأفكار الوسواسية الخطيرة باستثناء القلق التوقعي في كل مرة أكون فيها مقبلة على حدث ما لكنني لا أترك الأفكار تهزمني أو أتراجع بل أواجه لأحصد النتائج الايجابية وفي كل مرة أثني على نفسي بأني قوية لأنني واجهت مرضا ذكيا كالوسواس.
لكن منذ 6 أشهر مررت بمشاكل بالعمل كنت سأترك العمل بسببها ومشاكل بالبيت لدرجة كنت أكره دخول البيت وفي صباح كنت متجهة للعمل وجدت شابا مقتولا في الطريق وكانت الشرطة تطوق المكان كانت صدمة بالنسبة لي لم أتمكن من النوم لمدة يومين بعدها توفيت خالتي وتوالت الصدمات مما جعلني أصاب بالقولون العصبي.
وفي مرة أخبرتني زميلة لي في العمل أن فتاة قتلت أمها بأمريكا وكأن العقل الباطني لدي يخزن كل الحوادث لأتذكرها يوم الانتكاسة وبالفعل راودني من جديد وسواس القتل بأني سأقتل أعز ما أملك في الدنيا وسأجن ...لكني حاربته مرة أخرى في كل مرة كنت أرتمي في حضن أمي لأطرد الأفكار الشريرة لكن مع أزمة الكورونا توقفنا عن العمل ومنذ أكثر من شهرين وأنا بالمنزل.
بدأت الوساوس بأني مريضة بالكورونا بعدها وسواس أني سأموت وقلبي يؤلمني وإثر بحثي في الإنترنت وجدت مقالة تتحدث عن الوسواس بأنه مرض مزمن ونسبة قليلة من المرضى يشفون وبأنه قد يتحول لمرض فصام وبأن هناك سيدة قتلت أبناءها لخوفها عليهم وبأن المريض قد ينتحر بسبب الاكتئاب ووو.....
فكانت نقطة انتكاسة عظمى بالنسبة لي حيث أصبت بنوبات هلع متتالية وأصبحت تراودني العديد من الوساوس في نفس الوقت وأحس بأن رأسي سينفجر ولا أستطيع النوم لكن منذ أسبوعين تلقيت خبر وفاة شخص من العائلة وصديق قريب لي شاب في مقتبل العمر توفي فجأة لم يكن مريضا كانت صدمة بالنسبة لي وأصبحت أحس بأني سأموت مثله وأفكر في عائلتي وأخاف عليهم من الصدمة إن حدث لي شيء وأنا ابنتهم الوحيدة.
وفي نفس الوقت أخاف أن يحدث لهم شيء وبأني ضعيفة لا أستطيع أن أتحمل وبدأ اكتئاب معي بحيث بدأت أتسائل في أمور دينية ولماذا نحن موجودون وماذا سيحدث وأفكر في ما بعد الموت والحزن فبدأت الأفكار تتوارد على عقلي كانت كالكهرباء حيث تذكرت قصة السيدة التي قتلت أولادها لحمايتهم من الأذى وخفت أن أقوم بإيذاء والدي أو أنتحر أو أجن أو أمرض.
لكن الأفكار بدأت تأخذ منحى آخر بمعنى عندما أقول لنفسي بأني أعاني فقط من نقص السيرتونين وبأني سأذهب لطبيب وأعالج تأتيني الفكرة مخاطبة لا لن تعالجي وكأنها توجه الكلام لي (ليست هلوسة أو صوت فقط فكرة وكأن الوسواس يخاطبني بها) أو سأقتلك أو سيصيبك مكروه لي أو لشخص ما بصيغة الدعاء مثلا إن شاء الله سيحدث لك هذا وهذا ما جعلني أخاف من تطور حالتي وخوفي من أن هاته الأفكار من الممكن أن تسيطر علي مستقبلا أو أنني في بداية مرحلة الفصام الوسواسي.
أنا أعلم بأن الأفكار تأتيني من عقلي الباطن مع أني وجدت مقالات تتحدث عن المس والقرين وأشياء أخرى ولوهلة شككت بالأمر خاصة أن بعض الأفكار تتعلق بالدين وبالله بأني إذا ختمت القرآن سأموت وكذا لكني أعلم علم اليقين بأن الأفكار نابعة من عقلي الباطني وأخاف أن تقتلني الأفكار (بحكم أن العقل يتحكم بالجسم- فكرة سأقتلك أو أوقف قلبك) فهل الأفكار تقتل؟
وهل أنا مريضة فصام أو وسواس أو ذهان أم ماذا؟
وهل هناك علاج سيخلصني من ما أنا فيه؟
24/5/2020
رد المستشار
الابنة الفاضلة "إيمان" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
تصفين وصفا جيدا لحالة وسواس قهري مزمن لكن نصف الإفادة على الأقل يشير إلى حسن تعاملك مع الأفكار الوسواسية منذ تحسنك الأول على علاج الطبيب النفساني وما يبدو أنه نوع من العلاج السلوكي المعرفي، وقد مضيت بنجاح في حياتك تحسنين التعامل مع الوسوسة غالبا وصولا إلى فترة الشهور الستة الأخيرة حيث انتكست.
تعليقا على هذه الفقرات في إفادتك (وجدت مقالة تتحدث عن الوسواس بأنه مرض مزمن ونسبة قليلة من المرضى يشفون)...... فالوسواس مرض مزمن بالنسبة لمن لا يتلقى العلاج الناجع..... لكن مساره نوبي أي يشمل فترات هدوء وفترات اشتداد للأعراض وكلما تعلم المريض تدريبات منع الانتكاسة كجزء من علاجه السلوكي المعرفي كلما كان أقدر على تلافي الانتكاسات.... ونسبة كبيرة من الذين يكملون العلاج التكاملي الصحيح للوسواس القهري يشفون وقليلا ما يبقى تأثير للمرض على حياتهم.
(وبأنه قد يتحول لمرض فصام) لا يوجد حالات اضطراب وسواس قهري تتحول إلى فصام.... ولكن هناك حالات فصام تستهل الأعراض فيها ظهورها بشكل الوسواس القهري دون أعراض ذهانية على الأقل في البداية وإن هي إلا أيام أو أسابيع وتظهر الأعراض الواضحة للفصام أو للذهان بشكل عام فهناك حالات اضطراب ثناقطبي يحدث فيها نفس التسلسل.
(وبأن هناك سيدة قتلت أبناءها لخوفها عليهم وبأن المريض قد ينتحر بسبب الاكتئاب) هاتان معلومتان صحيحتان 100% لكن ليس كل سيدة مكتئبة تقتل أبناءها ولا كل مكتئب يقدم على الانتحار..... وأيا كان فإن وجود التهديد الاكتئابي الحالي يحتم عليك التحرك لطلب العلاج وقاك الله شر الاكتئاب.
(وكذا لكني أعلم علم اليقين بأن الأفكار نابعة من عقلي الباطني) هذا دليل على أن ما لديك ليس ذهانيا بل هو اضطراب وسواسي يعني انسي موضوع الفصام الوسواسي.
(وأخاف أن تقتلني الأفكار -(بحكم أن العقل يتحكم بالجسم- فكرة سأقتلك أو أوقف قلبك)- فهل الأفكار تقتل؟) الأفكار لا تقتل بالتأكيد يا "إيمان"...... ولا علاقة بين أن العقل يتحكم بالجسد وبين الأفكار الوسواسية فالأفكار الوسواسية أولا ليست إلا نتاجا مرضيا للوسواس تجدينه في وعيك، لكن لا حول له ولا قوة إلا بقدر ما تعطينه أنت فإن اعتبرتها تافهة تبقى تافهة وإن أعطيت أهمية فبقدر ما تعطين تصبح الأهمية بالنسبة لك... نعم هكذا وبوضوح أما أن للأفكار قوة خرافية بحيث تؤثر في الأشياء فهذا نموذج القوة الخرافية المطلقة التي يمنحها المريض لفكرة ما أو كلمة ما (إن قلت كذا سيحدث كذا أو تزيد احتمالية حدوثه) أي التفكير السحري الخرافي ومن ضمنه مقولات مثل جذب الأفكار وغير ذلك مما يزيد من مخاوف المرضى ويضاعف مشاكلهم مع المرض وليس إلا أفكارا خرافية.
عزيزتي "إيمان" بدأ اضطرابك الوسواسي وأنت على مشارف العقد الثالث من العمر وهو ما يعني مآلا علاجيا جيدا جدا في أغلب الأحوال...... ومسارا قليل النوبات بشكل عام، وقد أبليت بلاء حسنا في مكافحتك للمرض فما انتكست انتكاسة كاملة إلا وأنت في أزمة كورونا التي تأزم بسببها الجميع.
بصراحة حالتك مبشرة والنصيحة هي البحث عن معالج سلوكي معرفي متخصص بعلاج الوسواس أو طبيبك النفساني السابق والذي لم توضحي إن كنت أو متى كنت على تواصل معه... فهذا إن وفق الله يخلصك من كل ما تعانين.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع >>>>>: القنيطرة : وسواس قهري مبشرة م