الكويت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أولاً: أشكركم على الموقع والاستشارات الإلكترونية المتاحة فيه، جزاكم الله خيرا.
أما بالنسبة لحالتي فقد بدأت بنوبة هلع وتوهُّم الموت في المرحلة الثانوية. أود التوضيح أنه مرّت عليّ نوبة أخرى بعد سنوات مثل شدة هذه النوبة، لكن على مدى سنوات عانيت من نوبات بعدها لكن لم تكن مكتملة وكانت خفيفة، مجرد إحساس ببداية النوبة أتجاهله حتى يذهب، وأحياناً متوسطة. لم أكن أعرف وقتها أنها نوبة هلع، ثم بدأ معي الوسواس القهري وانتقل معي على مدى السنوات من وسواس الخوف من الموت ثم النجاسات إلى وسواس ديني إلى وسواس عدوانية (كانت الأقل). هذا طوال المرحلة الثانوية لكن بصراحة لم أفكر أن ألجأ إلى أحد المختصين لأنني لم أعرف وقتها الكثير عن الصحة النفسية. في أول سنة لي في الجامعة دخلت في مرحلة اكتئاب شديدة جداً، نوم لساعات طويلة أو الانعزال، انعدام الشهية، حزن وبكاء، فقدان الاهتمام وعدم وجود دافع للحياة (أود أن أذكر هنا أنني لا أذكر طول فترة الاكتئاب هذه).
وعانيت من حالات اكتئاب خفيفة ومتوسطة بعدها لكن لا أذكر كم مرة لأني لم أكن مهتمة أو واعية بالصحة النفسية للأسف. منذ سنوات حاولت أن أنتظم في جلسات علاج إلكتروني لاستشاري نفسي مختص باضطرابات القلق والوسواس القهري ocd (هذا يعني أني لم أخذ دواء أبداً، فقط جلسات علاج سلوكي معرفي) لكن لم أستمر رغم التحسن الملحوظ، وأستطيع أن أقول أن الوساوس تذهب وتعود لكن لم تعد شديدة خاصةً الوساوس القهرية المرتبطة بالأفعال، فالذي أعرفه أن الانتكاسات لا تعود بصاحبها للنقطة الأولى (إن صح التعبير) هذا إذا تعالج بشكل كامل، وصححوا لي مشكورين إن كنت مخطئة، المهم أني لم أعد للنقطة الأولى بوسواس الأفعال تحديداً، وتحسنت جداً بوسواس الأفكار والحمدالله، لكن مازلت
أعاني من قلق ووساوس ونوبات هلع (أقل من قبل ومتباعدة). نسيت أن أضيف أني أصبت باضطراب الآنية لفترات بسيطة ويذهب من نفسه عند التجاهل. أيضاً عانيت لفترة من انعدام الشعور وشعور بانفصال عاطفي عن ذكرياتي أو أشخاص أحبهم أو تشوش بالفكر (في غير فترات اضطراب الآنية بمعنى لم يصاحب هذا انفصال عن الواقع أو غربة عن الذات دائماً).
ختاماً بالأمس شعرت باضطراب الآنية فتضايقت جداً لكن تصرفت بشكل طبيعي وذهبت الحالة بعد 15 أو 30 دقيقة تقريبا أو ربما أقل، بعدها بحثت بالإنترنت ووجدت معلومات عن الفصام وبدأت أبحث وأبحث وشعرت أني لا أستطيع أن أفكر أو أجد صعوبة بالتفكير، أفضل وصف أستطيع أن أقوله أني شعرت بالخوف وصعوبة التفكير أو تشويش بالتفكير وصداع وربما توهمت الإصابة بالفصام أو الذهان (لم أشعر بهلاوس سمعية أو بصرية أو تفكير مؤامراتي كما يسمونه) لكن مهم أن أذكر أني أقلق من الإصابة بالفصام جداً من بين كل الأمراض، كلما قرأت أكثر وأكثر عن أنواعه وشعرت أيضاً بغربة عن الذات مرة أخرى وشعور بعدم الراحة يشبه بداية نوبة الهلع.
الآن لا أذكر بالتفصيل ما حدث وأجد صعوبة في وصف ما شعرت به حيث حدثت الأعراض بالليل وأنا أكتب هذه الاستشارة ظهر اليوم التالي، ربما لو كتبتها بوقتها لوصفتها بشكل دقيق، شعرت بعدها بحزن شديد وإحباط لأني لم أعرف ما حدث، ظننت أن الاكتئاب عاد لي وهذه بدايته، استيقظت اليوم بحزن على ما حدث البارحة وصعوبة تفكير وصداع، ومرّت على بالي فكرة الانتحار لكني أعرف جيداً أني لم اقوم بها وتجاهلتها وذهبت بعدها بدقائق، بصراحة بدت كأنها فكرة وسواسية مُلحّة لكن بشكل خفيف. أضيف هنا أني فكرت بالانتحار أيضاً في أول مرة أصبت بها بالاكتئاب وكان شديداً في أول سنة لي بالجامعة.
عادة تبدأ الفكرة ثم تتكرر كأنها فكرة وسواسية مُلحّة على الرغم أنها (أي هذه الرغبة) تذهب سريعاً مقارنةً بالفكرة الوسواسية لكن لم أحاول الانتحار ولا مرة ولله الحمد. الآن أشعر بعد فترة من استيقاظي أني أفضل وعدت لحالتي الطبيعية. أعتذر على الإطالة لكنني لا أعرف بالضبط ما هي حالتي.
كلما قرأت عن الأمراض النفسية أخاف وأشعر أني ربما مصابة بهذا المرض أو ذاك.
أتمنى أن تساعدوني مشكورين .
24/5/2020
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
هناك تاريخ واضح لوسواس قهري مزمن. من الأعراض الطبنفسية الكثيرة الملاحظة في الوسواس القهري المزمن:
1- الاكتئاب.
٢- القلق.
٣- اختلال الآنية.
من جهة أخرى هناك من قد يفضل صياغة الحالة اضطراب وجداني اكتئابي من أعراضه الوسواس، الهلع، واختلال الآنية.
رغم ذلك فإن التشخيص الأدق يأتي عن طريق مراجعة طبيب نفسي على أرض الواقع لفحص الحالة العقلية وتقييم الشخصية والتاريخ الشخصي للمراجع. بعد ذلك يتم وضع خطة علاج.
وفقك الله.