لا أعلم ماذا يحدث لي، هل هو وسواس أم فصام؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أولاً أحب أشكر كل من عمل على هذا الموقع الجميل جداً. أما بعد.. أنا يا دكتور مشكلتي بدأت قبل سنتين، كنت طبيعي وفجأة آلمتني بطني وذهبت للتبول _أعزكم الله_ لكن بعد البول آلمني قضيبي وخرجت منه قطرات دم، على طول بدأ معي القلق والوسواس وأن الّذي سبب نزول الدم أني سأصاب بمرض الكلى، وعشت في عذاب وقرأت في كل المواقع عن أعراض مرض الكلى، وكلّما قرأت أوسوس أكثر وأقلق أكثر، استمر معي الوسواس وتحول إلى فكرة أن شخص معين من أصحاب قريتي يريد إيذائي والقتال معي وكنت كلما رأيت هذا الشخص تصيبني نوبة قلق، حتى بعد الابتعاد عنه لايزال القلق مستمر معي، وفكرة وسواسية تقول لي "هذا الشخص إذا أراد القتال معك كيف ستتصرف معه؟ وكيف ستغلبه مع أنه أقوى منك؟" فكنت أرد على هذه الفكرة "سوف أدخل إلى نادي رياضي وأبني عضلاتي، حينها لن يستطيع ضربي".
بعدها جاءتني فكرة أني يجب أن آخذ سكين وأطعن أمي، كنت أتألّم من هذه الفكرة كثيراً لدرجة البكاء. وبعدها توالت عليّ الأفكار والوساوس واحدة تلو الأخرى وكانت كل فكرة تأخذ حوالي أسبوعين لكي أتخلص منها نهائياً، وتأتيني فكرة غيرها ويبدأ المشوار من جديد.
أنا _لله الحمد_ متفوق في دراستي الجامعية وأخذت تقدير ممتاز حتى مع وجود هذه الأفكار الحقيرة. أحياناً أفكر أنني عندما كنت صغيراً كان هناك أشخاص كنت أمشي معهم (صديقهم) وهم في نفس عمري وتقريباً قاموا بالاعتداء عليّ جنسياً مع أني أعرف أن هذه الفكرة كاذبة ولكنها تأخذ مجالها في عقلي ويبدأ الوسواس من جديد وأحاول إيجاد فكرة مقاومة لها لكي أتخلص منها.
قبل شهر تُوفيّ شخص عزيز عليّ ولكنه ليس من أقاربي، وبعد سماعي بخبر وفاته أصبحت أخاف على جدتي وأمي من الموت وأصبحت أنظر لهم وكأنهم سيودعون الدنيا قريباً والكثير الكثير من الأفكار. أمّا في هذه الأيام فـأنا أعاني من فكرة مرض الفصام لأن عمي مصاب به، ولكن بقية عائلتي لا يعانون منه نهائياً. هذه الفكرة استحوذت عليّ كثيراً، فمثلاً كنت ذاهب إلى أحد أصدقائي أفكر وأقول كيف أذهب لهم وأنا مريض بالفصام!.
مثلاً شفت أختي أقول في نفسي لماذا لا أقوم بضربها والشك فيها مثل مريض الفصام؟ أحيانا عندما يضحك أحد معي أقول في نفسي لماذا لا أضربه مثل مريض الفصام؟ لأن مريض الفصام لا يحب أحداً أن يضحك في وجهه، عند سماع أي صوت أقوم بسؤال من كانوا حولي هل سمعتم نفس الصوت؟ لكي أتأكد هل هو صوت حقيقي أم هلوسة؟ فتكون إجابتهم نعم سمعناه. فأرجوكم بعد الله أرشدوني ماذا بي، وما هذا الّذي يحدث لي، والذي قلب حياتي جحيماً.
هل الذي يحدث لي فصاما؟ وإذا كانت الإجابة لا، هل يمكن أن ينتقل مرض الفصام وراثياً من عمي لي؟ أم هذه مجرد وساوس؟
وما هو العلاج المناسب؟
28/5/2020
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله
يصف السائل أنواعا متعددة من الوساوس تسيطر عليه، ومصطلح الوسواس ينطبق على أي فكرة غير منطقية يعلم الشخص أنها غير صحيحة ولكنها تلح عليه باستمرار وقد تدفعه لفعل بعض السلوكيات القهرية كاستجابة لها أو لإثبات أنها غير صحيحة وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى عنت شديد وخلل بالأداء الوظيفي لهذا الشخص، وقد تأخذ الفكرة أشكالا متعددة كأن يفكر أنه مريض بمرض ما أو أن أحدا ما سيتوفى أو أن أحد قد اعتدى عليه في الماضي أو سوف يعتدي عليه في المستقبل وهكذا قد تكون أشكال الوسواس غير نهائية.
والحل أن يتعلم المريض كيف يميز الفكرة الوسواسية ثم لا يستجيب لها ولا يحاول طردها من ذهنه ولا يستجيب لها لا بالفعل ولا بالتجنب، أي لا يفعل شيئا معينا كاستجابة لهذا الفكرة ولا يتجنب شيئا يفعله في العادة بناء على الفكرة، فلا يعيد الكشف الطبي بعد أن يطمئنه الطبيب أنه بخير كاستجابة للفكرة الملحة بأنه مريض، ولا يذهب لتقوية عضلاته بنية التغلب على الشخص الذي سيعتدي عليه، ولا يتجنب التعامل مع الأشخاص الذي يخيل له الوسواس أنهم قد اعتدوا عليه وهكذا.
وإذا وجد صعوبة شديدة في إهمال الأفكار الوسواسية وإشغال ذهنه بأفكار مفيدة وإيجابية وأعمال مفيدة فليتوجه إلى استشاري الطب النفسي لبدء العلاج الدوائي والسلوكي المناسب الذي يساعده على السيطرة على مثل هذه الأفكار
والله المستعان
ويتبع >>>>: وسواس مرض واضطهاد وعدوان ..إلخ وليس فصام ! م