كيف لنا أن نثق بالأدوية النفسية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تحية طيبة وشكر جزيل للقائمين على الموقع جميعاً. لدي استفسار بخصوص الأدوية النفسية كيف لنا يا دكتور أن نثق بهذه الأدوية حتى وإن صرفت من قبل مختصين؟. ولا أقصد الإساءة أو التشكيك لحضرتكم ولكنني اطلعت على العديد من المواقع الطبية الأمريكية _وحتى الكبرى منها_ والتي لاحظت فيها جدلاً واسعاً حول ضرر هذه الأدوية المحتمل والعديد من الدراسات الناقدة والمشككة، فكيف لنا يا دكتور أن نجرؤ على المجازفة بجهازنا العصبي ودماغنا الذي سنحيا معه طوال حياتنا؟!
ماذا لو كانت هناك أضرار خفية للآن أو حتى مكتومة من الشركات والمؤسسات الكبرى لأهداف اقتصادية أو تهرباً من الملاحقات القانونية، فكذلك يُزوِّرون الدراسات التطورية حتى في كبرى جامعاتهم، وأنا لا أقول أن الأدوية هذه ضارة ولكن أقول كيف لنا أن نثق بشكل تام؟ حيث أن الكثير من الأضرار العصبية والدماغية خصوصاً لا يمكن تشخيصها، فماذا لو كانت هذه الأدوية سبباً لاختلال دائم في هرمونات الدماغ مما يجعل المريض ينتكس كل فترة أو يحتاج العلاج بشكل دائم؟!
والمحبط أكثر أنني وجدت كبار الأطباء الأمريكيين والبريطان يعترفون بأن آلية عمل هذه الأدوية غير معروفة بشكل كامل! فتراهم يضعون النظريات والفرضيات المختلفة. فكيف لهم أن يعلموا الأضرار الخفية إذا لم يعلموا آلية العمل التأثير بشكل كافي؟ فمثلا آلية عمل بروزاك وسبراليكس لم تعرف بشكل واضح، فكيف نطمئن بأنها لن تصيبنا بأضرار طويلة في مشاعرنا ومزاجنا بينما لا نعرف أساساً كيف تعمل؟! نعرف أنها ترفع السيرتونين ولا نعرف كيف! نعرف أن السيرتونين مسؤول عن السعادة والمزاج ولا نعرف كيف أيضا!
فما هو الشيء الذي يستطيع إقناعي الآن بأن آخذ دواء سيبراليكس الذي وصفه لي الطبيب لمدة ثلاثة أشهر رغم أنكم حتى أنتم لا تعلمون آلية عمله! ربما تقولون لي أن الكثير من الأدوية لا تعرف آلية عملها أو شيء من ذلك ولكنني أقول أننا هنا نتحدث عن دماغ، عن هرمونات حساسة جداً ومستقبلات حساسة جداً وخلايا غير قابلة للتجديد والتعويض، ومشاكل لا يمكن رؤيتها تشريحياً أو التيقن التام من وجودها.
أعتذر على الإطالة وأرجو جواباً مقنعاً لأتمكن من أخذ الدواء
وشكراً.
29/5/2020
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
استعمال أي عقار يعتمد على نسبة منفعته إلى خطورته، وجميع العقاقير والعلاجات مهما كان مصدرها تخضع لهذه القاعدة.
كذلك لكل عقار نقاط نهاية وهي:
١- علاجه الاضطراب أو الأعراض أو المرض الذي يستهدفه.
٢- الأعراض الجانبية.
هناك إجماع لا جدال فيه وهو أن مضادات الاكتئاب عقاقير فعّالة لعلاج الاكتئاب، وحتى الطبيب الذي ينكر ذلك إعلاميا لا ينكر ذلك ويصف العقار لمريضه، وإن لم يصفه ستراه يرسل المريض صوب طبيب آخر. هذه المجموعة من المتطرفين أقلية نكرة في الغرب.
الأعراض الجانبية لمضادات الاكتئاب معروفة ولكن الغالبية العظمى من المرضى لا يعانون منها. حقيقة أخرى لا ينكرها حتى المتطرف وهي أن هذه العقاقير لا تؤثر على الدماغ على المدى البعيد واستعمالها عمره أكثر من نصف قرن من الزمان.
أمّا آلية عمل العقاقير فهي تتطور مع تطور العلم الذي بدأ الآن يخوض في أعماق كل خلية من خلايا الجسم. آلية السيروتونين معروفة ولا غبار عليها.
تحدث مع طبيبك حول استعمال العقار وإن كنت غير مقتنعاً بها لا تستعملها، فالقرار الأخير هو قرارك وتوجّه نحو علاج كلامي.
هناك عدة مقالات على الموقع حول هذه العقاقير فراجعها.
قواعد استعمال العقاقير في الطب النفسي
عقاقير نفسية
وفقك الله.