وسواس السب القهري
السلام عليكم، لدي استفسار بشأن حالتي التي سأشرحها بالتفصيل وأرجو أن يتم التدقيق في كافة التفاصيل التي سأذكرها وعدم إحالتي لردود على استشارات مشابهة لأني تعبانة جدا ودائما أشعر أن حالتي مختلفة.
أنا فتاة أبلغ من العمر 35 عاما .. وعلى قدر كبير من الالتزام الحمد لله منذ الصغر وأحاسب نفسي طوال الوقت (لدرجة أنني في الصغر كنت أكتب كل ما يصدر (بيني وبين نفسي) من كلام قد يكون فيه معصية لأراجع نفسي فيه ولا أسامح نفسي بسهولة أبدًا ويسيطر علي دائمًا شعور بالندم والذنب) ولكني أصبت في سن صغير بالوسواس القهري .. ولم أكن أعلم وقتها إن هذا وسواس وكان يأتيني الوسواس في أمور مختلفة .. ولكن أشدها حدة هي سيطرة ألفاظ بذيئة على ذهني تتعلق بالله سبحانه وتعالى (والعياذ بالله) وكانت تأتيني رغما عنى وكنت أحاول دفعها بشدة لدرجة جعلتني أشعر بتعب شديد في رأسي، ولأخفف عن نفسي هذا الضغط الشديد .. بدأت أقول هذه الألفاظ في ذهني (بنفسي) ولكن أطلقها في العموم (فأنا لا أقول والعياذ بالله (الله كذا)) .. وهذا لشدة تعبي من المقاومة التي أصابتني بتعب أصبح يلازمني طوال الوقت .. وكانت نيتي في البداية هي الاستهزاء بالشيطان وبتلك الأفكار
لكن هذا الوضع ازداد سوءًا خلال فترة الجامعة وبلغ ذروته .. فأصبحت كلما يحدث أي موقف يضايقني أو يسبب لى الألم أصاب بحالة من الانفعال الشديد الداخلي (مكتوم - بيني وبين نفسي لا أظهره للناس) .. وتسيطر علي وقتها (بشكل تلقائي) مشاعر ضيق شديد (والعياذ بالله) تجاه الله سبحانه وتعالى .. وكأني أشعر بأن الله هو السبب في هذا الضيق والأم الذي أشعر به .. وحينها أقول سلسلة متكررة من الألفاظ البذيئة في نفسي (في المطلق) .. وذلك لأفرغ ما بداخلي من غضب وضيق، وذلك علمًا بأن هذا الأمر كان يحدث لي يوميًا وأحيانًا أكثر من مرة في اليوم وكذلك يحدث أيضًا تجاه أبي وأمي .. مع العلم بأني في حياتي العادية كنت ولا زلت لا أتلفظ بأية ألفاظ خارجة أو بذيئة
وأصبحت تلك عادة وكأني مبرمجة على رد الفعل هذا (وأعتقد أنني لا أستطيع أن أتحكم في نفسي وقتها).. كلما حدث موقف (ولو بسيط) تسبب لي في ضيق أو ألم (مثل سقوط شيء من يدى .. أبحث عن شيء ولا أجده .. أو أن قدمي تصطدم بشيء) .. وأصبحت مع الوقت أشعر بسوء ما أفعل وعدم الرضا عن نفسي وعما أقوم به .. إلا أنني للأسف استرسلت لفترة مع تلك الطريقة التي تفرغ من غضبي وقت الضيق .. خاصة في وقت الدراسة والامتحانات حيث أنني كنت متفوقة دائمًا ومن أوائل دفعتي .. والمواقف التي أتذكرها التي كانت تشتد فيها حالة السب بداخلي هي وقت الامتحانات أو في لجنة الامتحان ذاتها لرغبتي في الحصول على أعلى التقديرات.
إلا أنه بعد انتهاء سنوات الدراسة الجامعية .. بدأت أراجع ما كنت أقوم به .. وخشيت أن تكون الألفاظ التي أقولها في نفسي ولأنها ترتبط دائما بمشاعر انفعال وضيق تجاه الله سبحانه وتعالى (والعياذ بالله) .. وكأنني أقصد بها الله ولو بشكل غير مباشر وليس كما كانت نيتي في البداية أن أقولها في المطلق .. وبدأت في محاولة عدم الاستسلام لتلك الحالة .. وبالفعل وبالرغم من أن هذه الحالة لا تزال مستمرة معي حتى الآن إلا أن حدتها قد خفت كثيرا عن ذي قبل
وسؤالي هو: هل أنا محاسبة على استرسالي مع هذه الوسواس واستسلامي لها في فترة الجامعة .. فهذه كانت هي الطريقة الوحيدة التي أفرغ بها عما بداخلي من ضيق وانفعال وقلق .. وهل أنا مؤاخذة على عدم التصدي لمشاعر الضيق التي تصيبني تجاه ربنا سبحانه وتعالى .. فأنا أخشى أن أكون قد وقعت في الكفر يومًا ما خاصة في فترة الجامعة عندما كانت تلك الوساوس في ذروتها
وعندما أحاول أن أقنع نفسي بأن كل ما كنت أقوم به هو بسبب الوسواس القهري تأتي إلى ذهني الأسئلة التالية والتي لا أستطيع أن أجيب عليها:
(1) مريض وسواس السب القهري يحاول دفع هذه الأفكار ورفضها .. لكن في حالتي أنا أقولها (بنفسي) خاصةً وأنني لم أكن أحاسب نفسي بعد كل موقف أقوم فيه بهذا الفعل ولكن أتذكر أنني كنت بشكل عام غير راضية عن نفسي وأشعر بالكفر.
(2) لماذا استرسلت لفترة مع هذه الطريقة في التعبير عن ضيقي بالرغم من عدم الرضا عن نفسي؟
(3) هل شعوري بمشاعر ضيق وانفعال تجاه الله سبحانه وتعالى (والعياذ بالله) في أي موقف أتعرض له والانسياق وراء هذه المشاعر وعدم التصدي لها ومن ثم قولي لهذه الألفاظ (في المطلق - بيني وبين نفسي) يعني عدم محبتي لربنا سبحانه وتعالى وقتها .. ويعني أني أعي ما أقوم بفعله وموافقتي عليه .. وأني أقصد بهذه الألفاظ ربنا سبحانه وتعالى (والعياذ بالله).
(4) هل أنني فعلا وقت حدوث موقف يصيبني بالضيق أرغب في أن أقول هذه الألفاظ (والعياذ بالله) على ربنا سبحانه وتعالى ولكن لعدم رغبتي في الوقوع في ذنب فإنني أتحايل على الموقف وألجأ إلى أن أقول هذه الألفاظ في المطلق .. ولكن هذا يعني أني أقولها على ربنا سبحانه وتعالى (والعياذ بالله) بطريقة غير مباشرة؟
(5) بعدما راجعت ما كنت أقوم به وكوني أتمكن فى بعض المواقف من السيطرة على نفسي (بعد بذل مجهود) والتخفيف من ردة فعلي عندما أصاب بضيق أو ألم .. هل هذا يعني أني أقوم بذلك بإرادتي وليس رغمًا عني وأن ما أقوم به هو عادة اعتدت عليها وليس بسبب الوسواس القهري؟ أم أن ما أقوم به من انفعال وضيق وألفاظ بذيئة هو رغمًا عني ولكني تساهلت مع الأمر واستسلمت له؟ وهل استسهالي للأمر ذنب أيضًا وكان يجب علي المقاومة؟
(6) أتذكر أنني قد أكون في حالة انفعال تلفظت (ولكن بيني وبين نفسي) بهذه الألفاظ المتكررة ولكن أيضًا (في المطلق) .. فهل هذا أيضًا معتاد في حالتي أم أني وقت في أثم كبير؟
(7) لم أنقطع يومًا عن أداء أي عبادة من العبادات .. ولكن أحيانًا يقول لي ذهني بأني كنت أقوم بهذه العبادات بشكل روتيني فقط .. ومن ناحية أخرى فأنا أتذكر أني ذات مرة في هذه الفترة قمت بصلاة استخارة وأن الله قد وفقني فعلا لما فيه خيرا لي وأني كنت أدعو الله أيضًا ليوفقني في أمور الدراسة وكان يستجيب لي ربي سبحانه وتعالى .. ولكن وقتها يقول لي ذهني أن الله يستجيب لكل من يلجأ له حتى العاصي والكافر.
لقد قمت بعد المرحلة الجامعية بعدد من السنوات بالعديد من العمرات وبشكل عام أنا أواظب على كل العبادات والحمد لله وأحرص في السنوات الأخيرة على قيام الليل .. وأشعر بالتقرب من الله سبحانه وتعالى ورضاه عني .. ولكن من حين لآخر عندما يحدث موقف يجعلني أتعامل معه بنفس الطريقة السابقة (الكلام + مشاعر الضيق والانفعال) يراودني شعور بالخوف من أن أكون قد وقعت في الكفر بسبب حالتي هذه أو أن هذه الوساوس تؤثر على محبتي لربنا سبحانه وتعالى وقت الموقف الذي أتعرض فيه للضيق
وهذه الأيام أحيانًا يأتي إلى ذهني تصورات أن المشاعر التي كانت تسيطر علي (خاصة في المرحلة الجامعية) عندما أتعرض لأي ضيق قد تصل بي إلى درجة الاستهانة أو التجرؤ على الله سبحانه وتعالى (والعياذ بالله) وأن هذا أثر على محبتي لربنا في تلك الفترة .. وأنا لا أعرف إذا كان ذلك قد صدر مني فعلا أم أنني أتوهم ذلك .. ولا أستطيع أن أتذكر أي تفاصيل عن ذلك مما يصيبني بالإعياء الشديد.
آسفة على الإطالة والإزعاج .. وأرجو الرد على استفساري في أقرب وقت ممكن نظرًا لمعاناتي الشديدة والله والرد على كافة التفاصيل التي ذكرتها حتى أمنع ذهني من البحث عن أي ثغرات أخرى .. وشكرا جزيلا لحضراتكم
(ملحوظة: قد أكون أرسلت ذات محتوى الاستشارة من قبل .. ولكني أقوم بإعادة إرسالها لأنه لم يظهر لي في المرة الأولى رسالة تأكيد بأنه قد تم النجاح في إرسال الشكوى)
31/5/2020
وأرسلت في نفس اليوم تقول:
استفسار عن كيفية تلقي الرد على الاستشارة (أرجو سرعة الرد)
أعتذر عن الإزعاج .. ولكن لدي استفسار عن كيفية تلقي رد على الاستشارة التي قمت بإرسالها بالفعل إلى الموقع ..
هل سأجدها في بند "استشارات وردود" أم أنه سيتم إخطاري عن طريق البريد الإلكتروني الخاص بي .. وشكرًا جزيلا
31/5/2020
رد المستشار
الابنة الفاضلة "lobna" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
أولا لم يصلنا منك إلا هذه الإفادة أي أن استشارتك الأولى لم تصل لسبب أو لآخر، وثانيا أعانك الله على نفسك مفرطة التشدد.... فما يبدو أنك صعبة التعامل مع نفسك منذ كنت صغيرة (لدرجة أنني في الصغر كنت أكتب كل ما يصدر (بيني وبين نفسي) من كلام قد يكون فيه معصية لأراجع نفسي فيه ولا أسامح نفسي بسهولة أبدًا ويسيطر علي دائمًا شعور بالندم والذنب) وهذا أحد أهم أسباب تهيئك للإصابة بالوسواس القهري
الوساوس الكفرية أيا كان محتواها (سواء كان السب أو الصور أو المشاعر الكفرية) لا حساب عليها لأنها خارجة عن سيطرة الإنسان..... وكذلك حديث النفس (أي ما تقولينه بينك وبين نفسك) بشرط ألا يؤثر على عملك (أي عباداتك) وبشرط ألا تعملي على نشره بين الناس.... معنى هذا أنك غير محاسبة لا على الوساوس ولا على ما كنت تتلفظين به بينك وبين نفسك.
صحيح أن مريض الوسواس يحاول دفع الوساوس الكفرية بكل ما أوتي من قوة لكن النصيحة الأولى التي يتلقاها من المعالج هي أن عليه ألا يقاوم تلك الوساوس وإنما أن يقبل بوجودها مع إهمال ذلك الوجود والتيقن من عدم المسؤولية عنه.... أي أنه لا تجب مقاومة الوساوس ولا الرد عليها وإنما إهمالها......
ما حدث معك هو أن الوسواس ضحك عليك بأن أوصلك إلى حل وسط هو أن تقولي ألفاظ السب بينك وبين نفسك بشكل عام، وأقول ضحك عليك لأن المتوقع من مثل شخصيتك التي لا تسامح نفسها أبدأ أنها ستستعيد يوما ما كان يحدث ثم تنخرط في حساب النفس العسير وهو ما تشتكين من حدوثه اليوم.
أنت تحبين الله سبحانه وتعالى وما تحتاجين إليه صدقا هو أن تحبي نفسك لا أن تجلديها صباح مساء كما تفعلين...... كما تحتاجين إلى تصحيح مفاهيمك عن الله سبحانه وتعالى فأنت تتصورين الله قاضيا في منتهى القسوة وليس والدا رحيما بعباده..... عليك أن تراجعي تلك المفاهيم المغلوطة فربنا أرحم بنا من أنفسنا وعفوه يسبق غضبه.
لم تشيري إلى أي محاولة للحصول على التشخيص والعلاج...... وهو ما ننصح به لأن الأكيد أن لديك سمات ومفاهيم مرضية تحتاجين لعلاجها لتستقيم علاقتك بنفسك وتنحسر معاناتك الحالية.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع >>>>: وسواس السب القهري م