أنا أعاني من وسواس
بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا بعت رسالة قبل شوية بس لما قرأتها لقيت فيها أخطاء كثيرة فحبيت أصححها، وآسف.
أنا كنت لا أصلي حتى بلغت ال 15 سنة، بعدها الله هداني وصرت أصلي ولكن بعد ما بقيت أصلي بـ 4 شهور صارت تأتيني أفكار مثلا يعني: هل هناك دليل علي وجود الله؟ من قال لك أن محمد نبي؟ إلخ. لكن مع بلوغ شهر رمضان المبارك صارت تأتيني أفكار فيها أسب الله والعياذ بالله، جاءتني بدون إنذار (فجأة يعني)، حاولت أتجاهلها ما عرفت، أنا صارلي أكثر من شهر وأنا كدا، وتطور الموضوع إلى هواجس وصور جنسية وغيرها. أنا كنت خايف ومازلت. قرأت أن هذا وسواس لكن ما عرفت أقتنع لأن تلك الأفكار أتتني في رمضان والمفروض في رمضان الشياطين بيتسلسل.
وكمان من أسباب الوسواس القلق والتوتر، ولكن أنا مكنش عندي كدا، والمشكلة إن في الأيام الأخيرة صارت تأتيني عندما أتذكرها. أنا صرت حاسس إن دا مني والموضوع بيدي أتحكم بي وكمان أنا اللي عايز كدا. أنا خايف من كدا لأن لو دا طلع مني ومش وساوس أنا هموت يا شيخ، أنا عمري ما أقدر أقول كدا بلساني أبداً، لكن بيجيني أفكار إن أنا في يوم هقول كدا، وكل ما أحاول أتجاهلها يأتيني شعور إني خلاص رضيت بكدا وهذا ظني برب العزة ودا مستحيل، أنا أحب الله أكثر من أي شخص والمشكلة لما أقول كدا تأتيني أفكار تقولي لو كنت بتحبه لما سببته.
أنا خايف جداً، مش عارف ألعب ولا أفرح. أنا وصلت لدرجة إن كل حاجة وحشة أشوفها أو أسمعها أنسبها لله والعياذ بالله. بس الحمد لله أنا لسه محافظ على صلاتي، دايماً أدعو ربي، ولكن في الفترة الأخيرة صارت تأتيني صور أكثر من السب _والعياذ بالله_ وأنا مقاومتي للصور ضعيفة، ما قدر أقاومها ودايماً تغلبني. أنا ما أقدر أرتاح وما أفكر في هذا. أنا حاسس إنه ذنب، وأنا إزاي أقدر أفعل جريمة زي كدا! .
والآن لما عرفت حالتي يا شيخ أبغى أسألك كم سؤال.
1- هل أنا ما زلت مسلما أم لا؟
2- هل سب الله أو الرسول في النفس (لأني كذا مرة سبيت الرسول والعياذ بالله) عن عمد حرام؟
3- لو كانت الأفكار هذه ذنوب، إيش أسوي علشان أتوب إلى الله؟ وهل الله يقبل توبة واحد ظل يسبه _والعياذ بالله_ لمدة شهر كامل؟
4- إيش العلاج؟ وهل لازم أتجاهلها؟
5 - هل الصور الجنسية ضمن حديث النفس أم لا؟
6- هل الوسواس يقدر يجي في رمضان؟ لأن في رمضان الشياطين تتسلسل.
أعرف إن أنا تعبتك معايا بس أرجو منك يا شيخ إنك تركز في التفاصيل أوي وجزاك الله خيراً على هذا،
وآسف.
1/6/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا ولدي، وأهلًا بك وسهلًا في موقعك "مجانين"
ما تعاني منه وسواس قهري معروف، يصيب المئات بل الآلاف من الموسوسين، وهو وسواس شديد ومؤلم جدًا، ومن أصعب الوساوس؛ ومع هذا فهو مجرد "وسواس" أي: لا يعني شيئًا، ولا أهمية له، ولا يؤثر على صحة دينك لا من قريب ولا من بعيد.
غير أنه لشدته وفظاعة محتواه يصل الموسوس إلى حالة لا يصدق فيها أنه ما زال مسلمًا أو مقبولًا عند الله، وعقله يحتوي مثل هذه الأفكار. ولكن الحقيقة أنه لا يؤثر على الإيمان، لأنه حالة مرضية، والمرض خارج عن الإرادة، وما كان خارجًا عن الإرادة لا محاسبة عليه. أرأيت لو أن إنسانًا قويًا سليمًا صلى وهو قاعد هل تقبل صلاته؟ طبعًا لا، ويكون قد ارتكب محرمًا بتركه ركنًا من أركان الصلاة –أي القيام-، بينما المريض الذي لا يستطيع الوقوف يترك القيام، وتقبل صلاته ويؤجر عليها!
كذلك الوسواس: لو أن شخصًا غير موسوس فكر بإرادته بتلك الأفكار السيئة، وتلفظ بها، فهذا يؤثر على إيمانه ولا شك أنه فعل ذنبًا من عظائم الذنوب. أما الموسوس فمهما خطر في باله من أفكار سيئة، ومهما التصقت في دماغه فلم يستطع منها فكاكًا، ومهما ضغطت عليه حتى أجبرته على التلفظ، فكل هذا لا يعتبر ذنبًا في حقه، ولا يخرجه عن الملة، ولا يؤاخذ عليه يوم القيامة، بل على العكس، إن صبر وثابر على طاعاته، وسعى في العلاج، فسوف يأخذ على ذلك الأجر الجزيل يوم القيامة بإذن الله تعالى.....، صلاتك مقبولة، وإسلامك صحيح حتى لو بقيت هذه الأفكار في رأسك طوال العمر لا سمح الله، واجعل ثقتك بالله قوية أنها لن تبقى.
وبهذا تعلم جواب أسئلتك: ما تعاني منه من سباب وصور جنسية وغيرها ليس ذنبًا، ولا يحتاج إلى توبة، ولا يؤثر على إيمانك حتى إن خرج من فمك، فهذا يحصل كثيرًا لكثرة ضغط الوسواس. ولست أنت سببًا فيه، أنت تكرهه ولا ترضاه، فكيف تتصور أن تكون أحضرته قصدًا وبرضى منك؟ هذا تناقض واضح.
وأما هل الوساوس من الشيطان أم منك أم هي مرض؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم قال إن الوسواس من الشيطان وهو صادق لا يتكلم إلا حقًا، والطب أثبت أن هذا مرض. ولا تناقض بين الأمرين، فهذا أمر روحي، وذاك مادي، ولا يمتنع اجتماع السببين معًا، كاجتماع الروح مع الجسد. ولعل الشيطان يلقي الفكرة إلى من لديه استعداد للوسوسة فتبقى في ذهنه، ويعجز عن مقاومتها، أو لعل كثرة التفكير في الفكرة ذات المصدر الشيطاني يتسبب بالمرض..... هناك احتمالات ممكنة، والله أعلم ما الصحيح منها. ولا يهم ذلك، وإنما المهم العلاج الذي هو واحد في الطب والشرع رغم اختلاف التفسير
فإن قلنا إن وسواس الشيطان تحول إلى مرض، فليس من الغريب أن يستمر المرض في رمضان. أضف أن تفسير (صفدت الشياطين) وكيفية تصفيدها، ومن هم الشياطين الذين يصفدون؟ هل هم مردة الشياطين؟ أم هم جميع الشياطين؟ كل هذا لا يوجد جواب جازم له، فإن كان المردة هم الذين يصفدون دون غيرهم، فلا مشكلة في بقاء الوسواس في رمضان، وإن كانت كيفية التصفيد أن يضعف تأثير الشيطان وليس أن تزول وسوسته بالكلية، فكذلك لا مشكلة في بقاء الوسواس.....، صحيح أننا لا نعلم الجواب الجازم، ولكن كل الاحتمالات تحل المشكلة، ونفهم من خلالها لماذا يبقى الوسواس في رمضان.
وعلى هذا: فعلاجك في الطب والشرع أن تتجاهل هذه الأفكار مهما هجمت عليك، وألا تخف منها، وأن تقتنع وتوقن أنها ليست منك، وإنما هي من الشيطان والوسواس القهري –أي المرض- واستعذ بالله من الشيطان التافه الذي لا قيمة له عند الله ولا عند الناس.
عِش حياتك، والعب كما تريد، وصلِّ وأنت متأكد من صحة صلاتك، وسائر طاعاتك، أنت مسلم أقبلت على الله تعالى، والمرض لم يكن يومًا من الأيام مخرجًا عن الملة، كذلك الشيطان لا يقدر سوى على الوسوسة أما أن يجعلك تكفر فهذا خارج عن قدرته ما دمت تستعيذ بالله وتستعين به، وتقف على بابه.
هيا يا بطل...... تجاهل وطبق ما قلته لك، وستجد ثمارًا طيبة بإذن الله تعالى. دعواتي لك بالشفاء وراحة البال.